- د. المجدوب: نعيش في مجتمع أنصاف رجال

- د. منال أبو الحسن: التركيز على المرأة أجندة خارجية

 

كتبت- تسنيم محمد

سطور هذا التحقيق جرس إنذار لمَن يُهمه الأمر، ورسالة تحذيرٍ من المخاطرِ التي تُهدد منظومة القيم الاجتماعية داخل الأسرة المصرية وليؤكد أنَّ العنفَ بحقِّ الرجالِ أصبح على مقربةٍ شديدةٍ من ظاهرةِ العنفِ الواقع على المرأة.

 

فقد كشف المرصدُ الصحفي "بملتقى الحوار للتنميةِ وحقوق الإنسان" عن ارتكابِ 111 جريمة عنف ضد الرجال خلال الفترة من 30 من يونيو 2005م، وحتى 24 من ديسمبر 2005م، أي خلال 6 أشهر من واقع ما نشرته الصحف المصرية، وجاء كالآتي: 85 جريمة قتل و15 سرقة و11 اعتداء بالضرب.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تزداد هذه الجرائم من الكائن المفترض فيه الهدوء والسكينة؟!، ولماذا تصر الكثير من الجمعيات الأهلية على طرح قضية العنف ضد المرأة فقط رغم أن العنف المتبادل بين المرأة والرجل يكاد يكون على مقربةٍ شديدةٍ؟!

 

استعارة من الرجل

 

يقول الدكتور أحمد المجدوب- المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية-: إن الصورة النموذجية للمرأة يجب أن ينساها الناس نتيجةَ اختلاف القيم والمبادئ التي أدت لتغير العلاقات بين الرجلِ والمرأةِ، ونتيجة التغيرات التي طرأت على المجتمع ظهر نوعان من النساء نوع كان موجودًا واختفى وهي المرأة التى لا تعرف شيئًا عن الرجل سوى زوجها وأبنائها، والنوع الثاني وهي المرأة التي خرجت للعمل واحتكت بالرجل واستعارت الكثيرَ من عاداته وسلوكه وتصرفاته حين اكتشفت أن الرجل الذي كانت تعتبره شيئًا مهمًا له قيمة وقدوة أقل من العادي وغير جدير بالاحترام فهو يتحرش بها في المواصلات والعمل والأماكن العامة وغيرها.

 

ويرى د. المجدوب أن الله تعالى عندما منح القوامة للرجل اعتبرها الرجل تمييزًا عن المرأة وغاب عنه أن القوامة مسئولية؛ لذا غاب عن المجتمع الرجل المؤدب المهذب القوي وأصبحنا نعيش في زمن أنصاف الرجال.

 

ويضيف أن ما يثير الدهشة أن مصر التي عُرفت في تاريخها بقوة الأواصر والتضامن والحميمية داخل الأسرة تُشير النسب الآن إلى أن 60% من جرائم القتل سنويًّا في مصر تقع داخل الأسرة، محذرًا في الوقت ذاته من الدعاوى المغرضة لبعض الجمعيات الأهلية النسائية التي تُطالب بحقوق المرأة وهي تحمل في دعوتها ما يهدم قيم ومبادئ المجتمع، مؤكدًا أن هذه الفئة مهمتها تدمير الأسرة المسلمة وإشعال الصراع بين الرجل والمرأة.

 

تراث ثقافي

يكشف الدكتور رشاد علي موسى- أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بجامعة الأزهر- الأسباب النفسية وراء زيادة عنف المرأة فيشير إلى وجودِ تراثٍ ثقافي ضد المرأةِ نتاج أزمنة ماضية كان ينظر فيها للمرأة كمخلوقٍ من الدرجةِ الثانية أدَّى إلى شعورها بالقهرِ والمهانة، وهذا الشعور أدَّى لمزيدٍ من الإحباطِ الذي ولَّد عدوانًا، أو على حدِّ قوله فإن المرأة المصرية مُلئت إحباطًا مما جعلها توجه العدوان للمصدر الرئيسي له وهو الرجل.

 

ويشدد الدكتور موسى على عدم التفرقة والتمييز بين الذكر والأنثى في التربية؛ لأن ذلك من شأنه أن يؤدي حتمًا إلى التباغض والكراهية بين الجنسين، محذرًا في الوقت نفسه من وسائل الإعلام التي تلعب دورًا في تعزيزِ بعض المفاهيم الخاطئة عن المرأة مثل المساواة وهو مرفوض لأن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل وليست علاقة مساواة، فلكل طرف تكوينه وقدراته الخاصة.

 

أجندة مفروضة