كتب- صالح شلبي

شهد مجلس الشعب المصري اليوم الأربعاء 3/5/2006م جدلاً مثيرًا حول الحكم الذي صدر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية 4 من أبريل الماضي والذي ألزم وزارة الداخلية بإعطاء عددٍ من المواطنين حق استخراج بطاقات شخصية لبناتهم يثبت فيها أنَّ ديانة أصحابها بهائية.

 

وأعلن وزير الأوقاف المصري أنَّ الحكومةَ (هيئة قضايا الدولة) قد قررت الطعن على حكم القضاء الإداري والاستئناف ضده؛ وذلك بعد أن أرسل وزير العدل رسالةً إلى شيخ الأزهر يطلب فيها رأي الأزهر حول البهائيين وحتى تقوم هيئة قضايا الدولة بالاستئناف ضد الحكم.

 

وذكر وزير الأوقاف أن شيخ الأزهر ردَّ مؤكدًا أنَّ البهائيةَ ليست من الأديان السماوية الثلاث وتخرج عن ديانة أهل الكتاب، وأن هذا ما أجمع عليه أهل الفقه وأهل الرأي، وأن المحكمة الدستورية العليا قد قررت في حكمٍ لها في عام 1975م (كان اسمها في ذلك الوقت المحكمة العليا) أنه إذا كانت حرية اعتناق الأديان مطلقة إلا أنها مقصورة على الديانات السماوية، وأن البهائية ليست من الأديان السماوية المعترف بها وأن البهائية هي جمعيات خاصة وتخضع لقانون الجمعيات، وقد حظر الدستور نشاط هذه الجمعيات حتى كان نشاطها مخالفًا للنظام العام.

 

واختتم الوزير منوهًا إلى أنه بناءً على هذا الرأي من الأزهر قامت هيئة قضايا الدولة برفع دعوى استئناف ضد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية.

 

أما الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب فقد اختتم المناقشات بأن أوضح قائلاً: "أن الحكم القضائي يمثل مشكلة قانونية لها وجه ديني، وأنه واضح أن البهائية ليست دينًا سماويًّا، ومن ثم فإن الحكم يكون متعارضًا مع ما قاله فقهاء المسلمين.

 

من جهته قال صبحي صالح- عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين- إنه يطلب من وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر بالتحرك والتقدم بطعن يثبت أن الفرقة البهائية فرق دينية ضالة وصاحبة فكر مؤثم علاوةً على التحركِ وإصدار تشريع يُجرِّم الفكرَ البهائي الذي يقوم على مبادئ تخل بالعقائد.

 

ثم تحدَّث نائب الإخوان الدكتور أكرم الشاعر فقال إنَّ البهائيةَ ليست فرقةً من فرقِ الإسلام وهم كفرة، وهذا رأي عددٍ من كبارِ مشايخ الإسلام مثل الشيخ القرضاوي والشيخ الشعراوي، علاوةً على الأزهر الشريف، وإذا كان هذا هو الأمر فكيف يسمح لهم ويعترف بهم، علاوةً على أنَّ الشريعةَ الإسلاميةَ هي المصدر الرئيسي للتشريع وهي تُجرِّم هذا الفكر المنحرف.

 

وأكد الشاعر أن البهائية مدعمة من الخارج وبالتحديد من روسيا وبريطانيا التي حمتهم من التعرض لحالات إعدام في إيران، وقال إنَّ أمريكا من خلال حقوق الإنسان تضغط على مصر والدول العربية بأن يكون بها بهائيون ولهم وضع معترف به، ونحن نؤكد استحالة أن يحدث ذلك في مصر بلد الأزهر، والمجلس (مجلس الشعب) لا يمكن أن يسمح بوضع قانون يعترف بهم فهؤلاء مؤيدون من الصهاينة.

 

وتحدث النائب السيد عسكر فقال إنه قد قرر التقدم بمشروع قانون لتجريم البهائية وتكفير معتنقيها، مضيفًا بأن الأحكام القضائية لها وسائل في الطعن عليها.

 

وتساءل عسكر: الحكم صدر في 4 من أبريل ونحن اليوم في 3 من مايو ومضى شهر تقريبًا فأين كانت الجهات المسئولة طوال هذه الفترة؟ ولماذا لم تتحرك للطعن على الحكم رغم أن هناك حكمًا صادرًا من المحكمة الدستورية يُجرِّم الفكر البهائي.

 

ثم تحدث نائب الإخوان المسلمين مصطفى عوض الله فذكر أنَّ مشكلةَ البهائية أنهم يُحركون بأصابع صهيونية، ونرجو من وزارةِ الداخلية أن لا تخضع للابتزاز الرخيص من الفئة الضالة المسماة بالبهائية، مضيفًا بأنَّ السفير (الإسرائيلي) في القاهرة قام بتقديم تسهيلات للبهائيين بالحج إلى عكا.

 

أما الشيخ ماهر عقل- عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين- فأكد أنَّ البهائيين ينطبق عليهم الكفر ويجب قتلهم، مستندًا لحديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: "مَن بدَّل دينه فاقتلوه".