- تدليل الأبناء لا يساعد على استقرارهم بمنزل الزوجية

- التدخل السافر للأهل أهم أسباب إفساد العلاقات الزوجية

تحقيق- روضة عبد الحميد

عندما يتزوج الأبناء يتصور الأب والأم أن حجم المسئولية قد انزاح من فوق أكتافهم وأن ابنهم أو ابنتهم قد أصبح له أو لها عش مستقل وواجبات ومسئوليات خاصة بهم، وأن كلاًّ منهم سيُدير مملكته وحده حسب فكره وخبرته؛ وأن دورهم لن يتعدى دور الناصح الأمين والمرشد والمساند في الأزمات.

 

لكن ما نراه اليوم تأكيد فعلي للمثل القائل "جوزناها عشان تتاخر راحت وجابته راخر" ربما هذا المثل القديم الذي توارثناه والذي يتحدث عن الزيارة اليومية الطويلة لكن المشكلة التي لم تخطر على بال قائلي المثل إنها لم تصبح زيارة بل إقامة حدها الأدنى لا يقل عن يومين والأقصى قد يزيد على شهرين.

 

ولا يتصور عقل أن تأتي فتاة وزوجها لتبيت عند أهلها ثالث يوم بعد الزفاف لأنها اشتاقت لهم!!!! وهل من المنطقي أن يصبح متوقعًا ما دامت الابنة حاملاً أن تقضي شهور الحمل عند أمها وأول شهور الولادة!!! إن من لم يعيشوا الحياة الطبيعية المفروضة غالبًا ما يقع الطلاق بينهم في نهاية المطاف ويصبح ختام رحلتهم معًا ليحمل نهايةً مأساويةً وهي أبغض الحلال.

 

ولكن لماذا يلجأ شباب اليوم إلى حضن الأهل سريعًا؟ وما نتائج ذلك وسلبياته عليهما؟ وما طرق العلاج والفطام؟.. وهل نحن بحاجةٍ للعودةِ إلى نظام بيت العائلة؟!! هل هو الحل السحري المنتظر؟

 

التدليل

إنَّ الكثيرَ من الأمثلة تؤكد خطورة ما وصل إليه حال الأزواج مثل نوران أحمد- 26 عامًا خريجة صيدلة- لديها شقة تمليك في أرقي الأحياء لا ينقصها حتى الكماليات!!! تقول: أنا وحيدة أبي وأمي وزوجي كذلك، ولكن السبب الرئيسي في متاعبنا هو أنَّ زوجي كان مدللاً بشدة فكان بكاؤه يُلغي أي أمر وُجه له من جانبِ أمه ربما يكون حبًّا زائدًا ولكنه في النهاية أدى إلى توليد الضعف والهروب من المسئولية فبجانب أنَّ أمه كانت لا تتحمل بكاءه كانت تُجنبه المشاركة في مسئوليات البيت فتخرج الساعة 11 ليلاً لتشتري العشاء وهو جالس مما جعله يتعود على هذا الأمر طالما يوجد آخر لماذا يتحرك هو؟ وإذا اضطر أن يتحمل يُصبح عصبيًّا ومتوترًا.

 

وتضيف: إن زوجي قالها لي صراحةً "في بيتنا أكون متوترًا وقلقًا؛ حيث إن المطلوب مني أن تكون عيني على الشقة وعليكِ وأغلق الأبواب والشبابيك قبل النوم فأتحمل مسئوليتك ومسئولية الشقة"، وهو ما لا أطيقه!!! أخشى على أبنائي فلا أتخيل ماذا سيحدث إذا لم يشاركني التربية هل سأكون أنا المسئولة وأصبح مثل أمه؟!!

 

وتمضي في حديثها بألم: لقد مر على زواجنا عام ونصف ومع ملاحظة أنَّ حماتي مشجعة بشدة لإقامتي عند أمي!!! والسلبيات التي تنعكس عليَّ كثيرة منها عدم الاستقرار وافتقاد الخصوصية فلا أستطيع أن أمزح معه بحرية لأن أبي موجودٌ ولا يمكن إذا اختلفنا أن نتصالح سريعًا؛ لأن الكرامةَ تأخذ موقعها بحدةٍ لكن لو بمفردنا سنحل المشكلة بهدوء وببساطة وسريعًا.

 

ومن ناحيةٍ أخرى أمها تفرح بوجودها وتقيم الولائم!! رغم أنها حاولت في بداية الزواج أن تجعلها تستقر وتستقل حتى إنها كانت تترك لهم البيت ووالدها وتذهب لشقتهم حتى يعودوا لعشهم ولكن دون جدوى.

 

وكذلك رشا عبد المنعم- 28 سنة موظفة بشركة استثمارية- لديها طفل عمرة 4 سنوات وزوجها لديه صيدلية بجوار بيت أهله- تقول: نمكث ستة أيام من الأسبوع عند حماتي وهي خالتي ونعود يوم الإجازة فقط وأنام أنا وابني بجوارِ أخته وهو ينام في الصالون على الأرض عن رضًا!!! وزوجي يستيقظُ في الخامسة عصرًا يفتح الصيدلية التي يملكها!! وقد آثار ذلك دهشة كثيرٌ من الجيران حتى إن صيدلانيًّا بجوارنا قال له: "اتق الله يا ابني هكذا لن تأكل "عيش".