كتبت- مروة مسعد

على الرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها والحياة الاقتصادية السيئة التي نمرُّ بها والتي أدَّت إلى ظاهرةٍ لم تكن موجودة على عهدِ أجدادنا من قبل وهي ظاهرة العنوسة والتي تزيد سنة تلو أخرى، فمصر وحدها بها ما يقرب من 10 ملايين عانس، ولكن مع هذا الظلام الدامس تحاول الجمعيات الخيرية أن تقدم بعض الشيء للشباب الذي لا حولَ له ولا قوةَ للتقليل من هذه المشكلة بالإضافةِ للدور الكبير الذي يبذله أهل الخير بجهودهم الذاتية للمساعدة للحد من هذه المشكلة.

 

دور الجمعيات الخيرية

تقول نادية شاهين- عضو مجلس إدارة جمعية وادي الذهب-:  بالرغم من أنَّ الجمعيةَ تم إنشاؤها منذ عامٍ ونصف تقريبًا بفضل الله تعالى تقدم العديد من الأعمال الخيرية بشكلٍ واضحٍ ولها أنشطة متعددة كما أن لها دورًا بارزًا في مساعدةِ الفتيات المقبلات على الزواج، فالفتاة تقدم لنا كل ما ينقصها في جهازها من ملابس ومفروشات وأجهزة وغير ذلك من اللوازم الضرورية، وفي حدودِ إمكانياتنا نوفر لها ما تريد بالتعاون مع  أصحابِ الخير الكثيرين بمجهوداتهم المبذولة في هذا العمل، فنحن بقدر الإمكان نحاول أن نخفف العبء بعض الشيء عن الأسرة ونفعل ذلك أولاً طمعًا في الأجرِ والثواب من الله تعالى وثانيًا ألا تتأخر الفتاة عن سنِّ الزواج ونحمي أيضًا الشباب المسكين غير القادرِ على توفير متطلبات الزواج من الوقوع في مستنقع الرذيلة.

 

وتضيف إيناس عبد العزيز- عضو مجلس إدارة جماعة حدائق حلوان الخيرية الإسلامية- إنَّ انتشارَ مثل هذه الجمعيات سوف يساعد على الانتهاءِ من أزمة العنوسة ويعم الخير في مجتمعنا من مساعدة الفقراء وغير القادرين على متطلباتِ الزواج والأيتام وغيرها من أعمال البر، فنحن على مدار خمسين عامًا من إنشاء هذه الجمعية تمَّت مساعدة ما يقرب من 24 حالةً سنويًّا بمعدل 2 حالة كل شهر لكلٍّ من الشبابِ والفتيات.

 

وتقول: منذ هذه الفترة تقدم لنا بعض الشباب يحتاجون إلى المساعدةِ في تكملة بناء سكني لهم فنساعدهم في ذلك ليبدءوا حياتهم الزوجية، وآخرين نساعدهم بتوفير شقة مكونة من غرفة وصالة وحمام ومطبخ، أما الفتيات فنساعدهم بتوفير كل ما ينقصهم من أجهزة وسجاد وتنجيد ومطابخ وغير ذلك من اللوازمِ الشخصية.

 

وتؤكد أنَّ مع إيجابيات هذا العمل هناك سلبيات وهي أحيانًا تأتي إلينا حالة تستغلنا استغلالنا سيئًا تقول إنها ستزوج بعد أسبوع؛ ولذلك نوفر لها المساعدة في صورة مبلغ نقدي ثم نكتشف أنها تكذب علينا ويكون زواجها بعد ستة أشهر أو سنة أو تفسخ الخطبة؛ ولذلك قمنا بتوفير ما تحتاجه العروسة في صورة عينية وليست نقدية ونقدمه لها قبل الزواج بثلاثة أيام أو أسبوع؛ وذلك تحت إشراف أعضاء من الجمعية.

 

الجهود الفردية

أما عن الجهود الفردية المبذولة في المساهمة للحد من مشكلة العنوسة يقول (ع.هـ) صاحب شركة سياحة إنه يخصص جزءًا من أرباحه لمساعدة الشباب المقبل على الزواج بتوفير ما يحتاجونهم لفتح بيت مسلم، وأحيانًا يقوم بتجهيز بيت الزوجية للشاب المحتاج بكل ما يحتاجه من أثاث وفرش وأجهزة... إلخ

 

أما (م. س) فتقول: ابني يعمل في السعودية في مكان مرموق وله راتب كبير فنحن نخصص جزءًا من هذا الراتب في مساعدةِ الشباب على الزواج ابتغاءَ وجه الله تعالى، ومن منطلق أنهم أولادنا فلا بد أن نخفف عنهم ونساعدهم.

 

ويشترك معها في الرأي (ض.ع) صاحب محل موبيليات أنه يساعد الشباب المحتاج المقبل على الزواج بتقديم لهم غرف النوم والأنترية؛ وذلك كمساعدة في القضاءِ على مشكلة العنوسة التي نتجت عن الظروفِ الاقتصادية السيئة التي نمرُّ بها.