مصر دخلت مرحلة تدمير المدن والقرى، لا فرق بين تدمير المدن في العراق وسوريا وبين جرائم الجيش المصري في شمال سيناء في رفح والشيخ زويد وأطراف العريش، أظن أن الدور سوف يأتي على دلجا.. كرداسة.. أكتوبر.. مصر الجديدة.. غالبًا كل ربوع مصر.. فمجنون يحكم مصر الآن بالسيف مغموس بدماء الحقد والغل والعقد النفسية منذ صغره.. لما كانوا بيضربوه الأولاد.. وهو يقول لهم هاتضربكم لما أكبر.


لقد بدأت قيادات الانقلاب العسكري في عسكرة الدولة المصرية المدنية علنًا وبدون مواربة، وذلك لإخضاع أركان الدولة لأوامرها وأوامر الحاكم العسكري وذلك بعد فشل جميع حلول الأجهزة الامنية من قتل واعتقال وتعذيب ومصادرة أموال وغلق صحف وقنوات، في اسكات صوت الثورة والحراك الثوري.


وبدأت العسكرة بالقضاء العادي والنيابة العامة وتخصيص دوائر معينة بقضاة فاسدة مشهود عنهم الفساد المالي والأخلاقي وبعضهم عزل من القضاء لسوء سلوكه ولكن لكثرة القضايا وطول مدة الحراك الثوري سئم كثير من القضاة الفسدة والنيابات، وخاصةً بعد كثير من الاحكام الغير المعقولة بالمنطق أو قانونًا واستخدام النيابة أداة للبطش بالخصوم السياسيين فبدأت حالة الغضب والتملل تسري بين الوسط القضائي بعدما خاب ظنهم أن الدولة عادت لهم وصوت الثورة سوف يغمد بعد فترة وجيزة من أسبوع إلى شهر على أقصى تقدير، ولكن فلتت الأمور واتسعت رقعة الحراك الثوري وفشل الانقلاب في كل شيء فبدأ كثير من أنصاره يأخذون مواقف وسطية شبه محايدة حتى لا يكونوا ضحية وكبش فداء بعد سقوط الانقلاب.


وهنا بدأ العسكر بعد ما حول الحياة السياسية إلى صفر وأدخل المعركة مع الثورة إلى معركة صفرية والمواجه المباشرة والظهور في المشهد بنفسه للدفاع عن بقائه وحماية رقبته من الإعدام فأخد يصدر سيلاً كبيرًا من القوانين العسكرية التي تتعارض مع الدستور والقانون والقوانين الدولية، بل وصلت إلى الأحكام العرفية لكي يستطيع أن يصدر أوامره لكل قطاعات الدولة فتستجيب في الحال دون مراجعة أو مناقشة وأحداث الجامعات المصرية خير دليل لعسكرة الجامعة وإحكام فرض الحراسة على النقابات، وما أصدره من قوانين الطوارئ في سيناء سوف ينتقل تبعًا لجميع أرجاء الوطن، وإخضاع المدنيين إلى القضاء العسكري تمهيدًا لكي تصبح مصر إلى معسكر كبير يحكمها الحاكم العسكري أو من ينوب عن الحاكم العسكري، وبالتالي إدخال مصري في مرحلة أسوأ من مرحلة الاحتلال الروماني لمصر قبل الإسلام وعودة عقود من القهر والظلم والبطش لكي يعيد إليها دولة الخوف التي سقطت بعد ثورة 25يناير المجيدة.


إن الانقلاب في سبيله لبناء تلك الدولة من جديد بحجة هيبة الدولة لا يبالي بقتل آلاف المصريين وبعمل مجازر جديدة، وما يفعله الآن قادة عصابة الانقلاب في سيناء من تدمير للمدن والقرى وتهجير أهلها لمرحلة خطيرة وكارثية بكل المقاييس وهي حرب إرهاب لكل المصريين وتهديد لهم مباشر في أروحهم وأموالهم وأرزاقهم وأراضهيم دون اعتراض أو مقاومة حقيقية تدفع ظلمه أو ترد بطشه.


إن الدخول لهذه المرحلة يحتاج إعادة تفكير في تغير الرؤية والاستراتيجية والوسائل بشكل صحيح، خاصةً أن إحكام مجموعة من قيادات العسكر الصهاينة على مقاليد الجيش المصري ومصير العباد  أمر خطير فيه تدمير للجيش والشعب والوطن، على حد سواء.


ويبقى النداء: أنقذوا مصر من يد الانقلاب.


-------------
منسق التيار المدني الثوري