- التربية الإيمانية الصحيحة هي السبيل لتحقيق السعادة الزوجية

- السعادة مسئولية الطرفين ولا بد أن يدرك كل طرف ما يحتاجه الآخر

 

تحقيق- وفاء سعداوي

عدم الرضا بين الأزواج مشكلةٌ تعاني منها كثيرٌ من البيوت اليوم، فكثيرًا ما تشكو الزوجة من إهمال زوجها، وبعض الزوجات مندهشاتٌ لأن هذا ليس حال أزواجهن مع غيرهن؛ حيث يحظى الأزواج بالكثير من الثناء بسبب حسن معاملتهم خارج المنزل، وهو ما لا يتصفون به داخله، حتى أصبح التوتر في العلاقة الزوجية حديثًا لا ينقطع، وحجم مشكلة الطلاق في تزايد سواء الفعلي أو الطلاق السيكولوجي؛ لأن هناك من بيوت المتزوجين من هم أشد توترًا من توتر المطلقين، الأمر الذي يجعلنا نطرح المشكلة ونبحث عن حلٍّ لها للمساعدة في تحقيق السعادة الزوجية.

 

شكاوى

 
 

تقول منى سعيد ربة بيت: زوجي عنيف معي، لا يهتم بي اهتمامَه بأهلِه وأقاربه أو حتى أصدقائه.

 

وتشكو سيدة محمود (مُعلمة) من أن زوجها يجامل الجميع خارج البيت على حسابها، فوقته وماله للآخرين، وهو يرى أن الزوجة يجب أن تصبرَ على زوجها، فيمكن أن يقصِّرَ في حقِّها لصلتها به، أما الآخرون فيجب عليه أن يتودَّد إليهم ويرضيهم.

 

وتضيف سيدة: إنه لا يهتم بمشاعري، ولا يراعي ما يسعدني أو يغضبني، في حين يحرص جدًّا على إرضاء الآخرين سواء أقاربه أو غيرهم، وقضاء مصالحهم، فلا يتأخَّر عن تلبية حاجاتهم مهما كانت ظروفه، فقد يبخل عليَّ ليعطيَهم أو يهمل شئون بيتنا ليقضيَ مصالح الناس.

 

وتقول (ح . أ) أشعر بالمرارة والقهر وقلَّة الحيلة أمام إهمال زوجي لي، ولم أجد حلاً إلا أن اعتبر نفسي أرملة حتى أحافظ على بيتي وأولادي.

 

وتشعر أم محمد (ربة بيت) بالفراغ العاطفي نتيجة إهمال زوجها، مما يشغلها حتى عن عبادتها، فلا تؤدِّي منها إلا الفرائض وتشعر بالفتور والملل من البيت والأولاد، وكثيرًا ما تفكر في طلب الطلاق لأنها لا تشعر بأهمية لها ولا قيمة بالنسبة لزوجها، مما جعلها تشعر بالحسرة والإحباط والفشل، ودائمًا تسأل زوجها: إذا كنت تحسن إلى الناس إرضاءً لله فلماذا لا ترضي الله فينا، أليس الله سبحانه وتعالى سيحاسبك علينا قبل أن يحاسبك عن الناس؟

 

 الداعية الإسلامية سُمية رمضان

 

وترى الداعية سمية رمضان أن الإخلاص بين العباد وربهم قليل، فالعلاقة بين الزوج وزوجته لا يراها إلا الله، وأما ما يفعله مع الآخرين فيراه الناس لذلك يحسن إليهم حفاظًا على مظهره أمامهم ويستحل لنفسه ظلم زوجته ماديًّا ومعنويًّا.

 

التربية الأسرية

وترى د. وفاء عبد الجواد- مدرس علم النفس التربوي بجامعة حلوان- أن الزوج الذي يرضي الآخرين على حساب أهله يكون بناء بيته ضعيفًا نتيجة نشأته الاجتماعية، وترفض القول إن الرجل الشرقي من طبيعته إهمال زوجته لأنه تربَّى من خلال قيم الإسلام، فالواجب أن يكون أكثر الناس إحسانًا لأهل بيته ولكن بُعدنا عن الإطار الديني والخروج عن المعايير الدينية وراء ذلك.

 

وتنصح د. وفاء الزوجات بإشباع حاجات الأزواج النفسية، فكل إنسان له حاجاته التي إذا لم يشب