- ممارسة الهوايات وسيلة للعلاج وتعديل السلوك

- عرض المعاق لمواهبه ينمي ثقته بنفسه

 

تحقيق: إيمان حسن

أرسلت إدارة المدرسة التي يتعلم فيها الطفل الصغير توماس إديسون خطابًا الى الأم فحواه أن الطفل لا يستوعب العلم ويُعاني من غباءٍ  شديدٍ، ولكن الأم العظيمة مزَّقت الرسالة وقالت إنها سوف تُعلمه ونجحت في ذلك وتعلَّم الطفل بجهدِ الأم الصامدة وملأ الدنيا بالاختراعات، فماذا لو كانت أمه ضعيفة وتركت ابنها دون أن ترعاه ربما أصبح مجرمًا أو إنسانًا غير سوي.

 

وهناك نماذج كثيرة لأمهات ذوات عقول مستنيرة وقلوب مضيئة قهروا المستحيل ولم يستسلموا بل جعلوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أصحاب مهارات خاصة.

 

والسؤال كيف استطاع هؤلاء المعاقون من خلال استثمارِ أوقات فراغهم اكتساب مهارات خاصة؟ وما دور الأسرة في تنمية هذه المهارات وتأثيره الصحي والنفسي عليهم؟

 

س . ح والدة شادي السيد- معاق ذهنيًّا- تقول: مارس شادي العديد من الألعاب وهو في العاشرة من عمره ولاحظت من خلال متابعتي له اهتمامه الشديد بالرسم والتلوين فأرسلته في هذا السن إلى جمعيةٍ لذوي الاحتياجات الخاصة في فترات الإجازة؛ حيث بدأ التشجيع والاهتمام ودخل شادي العديد من المسابقات وحصل على جوائز.

 

نادية فاروق والدة نهى عزت- معاقة ذهنيًّا- كانت حريصة على أن تقضي أوقات فراغها في ممارسةِ الهوايات المختلفة حتى أتقنت عمل الكوريشه من خلال المركز الذي كانت تذهب إليه، فصنعت العديد من المفارش والشنط والملابس وأصبحت تربح منها وهي تسوق منتجاتها الآن من خلال المركز.

 

حفظ القرآن

 

فوزية عبد الستار المعروفة بأم التوأم في المنطقة التابعة لها والتي حصلت على جائزة الأم المثالية أربع مرات كان آخرها العام الماضي تقول توأمي: إسلام وأحمد- شلل دماغي- منحهم الله القدرة على حفظِ القرآن، فهما يقضيان أوقاتهما في حفظ القرآن إلى جانب الرسم والتلوين، ويقوم التوأم بتلاوةِ القرآن الكريم في كل الحفلاتِ الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة مما يحوز إعجاب الحاضرين.

 

تقول سميرة عبد العزيز- مدير قسم التأهيل المرتكز على الدمج-: إن دور الأسرة مهم وخاصة الأم في تنمية مهارات أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا يتمثل في الاهتمامِ بالأنشطة المدرسية ليس في فترة الدراسةِ فقط، بل في فترةِ الأجازات من خلال إشراك أبنائهم في المراكز والجمعيات التي تؤهلهم لتنمية مهاراتهم في المجالات المختلفة.

 

وحول التأثير النفسي لاكتساب هذه المهارات بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة تؤكد سميرة عبد العزيز أنهم يشعرون بسعادة بالغة عند ممارسة هواية يحبونها فهي تزيل آلامهم وإحساسهم بالحزن، وعندما يفوز أحدهم بميدالية أو جائزة لاكتسابه مهارة في لعبة أو هواية معينة يكونون في قمة الشعور بالسعادة ولا يشعرون بالفرق بينهم وبين أقرانهم من الأشخاص الطبيعيين.

 

صعوبات التعلم

وتؤكد الدكتورة وفاء علي عبد الواحد- استشاري أمراض التخاطب بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية- أنه بالنسبة لأمراض التخاطب وصعوبات التعلم يجب ألا ينقطعوا عن العلاج وممارسة الأنشطة في الصيف؛ وذلك حتى يصل الطفل إلى المستوى الطبيعي مشيرةً إلى أهميةِ دور الأسرة، في هذا الأمر والذي من شأنه أن يُدعمه ويشارك ويسارع في علاج الطفل.

 

وبالنسبة لتنمية مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة ترى الدكتورة وفاء أن أمراض التخاطب وصعوبات التعلم يمارسون جميع الهوايات التي يمارسها الأطفال الطبيعيين من استخدام الكمبيوتر وتعلم الفنون المختلفة كالرسم وا