كتب- حسين محمود

أعرب الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- عن دعمه للمقاومة الإسلامية في لبنان، منتقدًا غياب الإستراتيجية المستقبلية لدى الحكام العرب في حالة فشل خيار السلام الذي تبنوه، كما استنكر تخاذل الأمم المتحدة والقوى العالمية في مواجهة العدوان الصهيوني.

 

وندَّد فضيلة المرشد العام- في تصريحاتٍ لقناة (الجزيرة) الفضائية اليوم الإثنين 17 من يوليو 2006م- بالانتقادات التي وجهها بعض الحكام العرب لحزب الله بسبب قيامه بعملية "الوعد الحق" التي أسر خلالها اثنين من الجنود الصهاينة، وقال: إن الحكام العرب لم ينتفضوا ضد سياسة التقتيل التي يتبعها الصهاينة منذ نشأة الكيان إلا عندما بدأت المقاومة في الدفاع وكرامة الأمة العربية!!

 

وأكد عاكف أن الانتقادات الموجهة للمقاومة أتت من النظم العربية التي تجاهلت واجباتها ضد شعوبها، كما ندد بالعدوان على لبنان قائلاً إنه من غير المعقول أن يكون "صب النار" على الشعبِ اللبناني هو الرد على أسر جنديين صهيونيين فيما يوجد أكثر من 10 آلاف أسير عربي بالسجون الصهيونية.

 

كما استنكر عدم قدرة القوى العالمية والأمم المتحدة على تطبيق القرارات الدولية، مشيرًا إلى أن غياب تطبيق تلك القرارات الدولية هو الذي أوصل الأمور إلى هذا الحدِّ، مشددًا على أن السبب الرئيس وراء عدم تطبيقها هو "التعصب للصهيونية والاستكانة المهينة من الحكام العرب".

 

وعاد فضيلة المرشد العام وجدَّد دعمه للمقاومة قائلاً: "إننا نُباركها ونُحييها لأنها تُدافع عن شرفِ الأمة وتُوقف العربدة الصهيونية ضد الديار الإسلامية بصورة غير مسبوقة إلا في أيام هتلر وموسيليني".

 

 

 متابعة مصورة للأحداث

وفي ردٍّ على سؤالٍ حول محاولة إقحام قوى إقليمية في الحرب مثل إيران وسوريا، قال فضيلة المرشد إن هذا الكلام صادر عن فئة تريد تضييع القضية وتقف أمام مصالح الشعوب العربية والإسلامية، ومحاولة إقحام هاتين الدولتين في صراع غير منطقي؛ نظرًا لأن من قام بأسر الجنديين هم "رجال وطنيون يقودهم رجل عظيم" في إشارةٍ للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

 

إلا أنه أكد أنه حتى في حال دخول إيران وسوريا في الصراع فإنه أمر طبيعي في الأمة الإسلامية، فمن حقِّ المسلمين والعرب دعم إخوانهم في كلٍّ من العراقِ وفلسطين على سبيل المثال، وانتقد موقف مَن يلومون المقاومة قائلاً إنهم يحتكمون إلى منطقٍ "معوج" و"مهزوم"، حيث يتحدثون عن الأسيرَيْن ويتجاهلون الـ10 آلاف أسير!!

 

وجدَّد عاكف انتقاداتِه للحكام العرب على خلفيةِ إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن "عملية السلام قد ماتت" قائلاً: إن ذلك يدل على أن القيادات العربية لم تضع في رءوسها إستراتيجيةً في حال فشل السلام، مشيرًا إلى أن الأمرَ الواقع يقول إن الصهاينة لا يُجدي معهم السلام.