بعد فض رابعة بعدة أيام قال لي أحد الأصدقاء ان جماعة الاخوان ستجلس على طاولة المفاوضات قريبا وسيقبلون بعملية مصالحة لحل الازمة في مصر لان الامر جد معقد المعركة بالنسبة للانقلاب حياة او موت، على الرغم انني لم أكن يوما أخواني ولن أكون، اخبرته بكل ثقة ان جماعة الاخوان مستحيل ان تقبل بالتسوية وتفاوض على دماء ليست من حق أحد التفاوض عليها الا أولياء الدم وفقط، وان اقبلت جماعة الاخوان علي الصلح مع هذا النظام فإنها بذلك تدق اخر مسمار في نعشها، وشخصيا لن اترك الميدان حتى وان تركته جماعة الاخوان.


ثم تمر الأيام ويتيقن الجميع ان الامر أكبر بكثير من المصالحة، ذلك الانقلاب القاتل الذي اسباح دماء الاف المصريين وحرق واعتقل وشرد عشرات الالاف لا يمكن ابدا ان يستمر علي راس سلطة الدولة، القضية هنا يا سادة لا تكمن في الكلمات التي صدعوا دماغنا بها الاستقرار وعجلة الإنتاج والتقدم والرقي وارتفاع نسبة دخل الفرد وسنعمل مشاريع تعمل دخل كبير للبلد وقناة السويس (ترعة السيسي) ومشروع عبعاطي كفته، من يردد هذه الكلمات هم أخطرعلى مصر الثورة من الانقلابينأنفسهم.


لماذا لا يمكن ان يستمر هذا النظام؟


ان إجابة هذا السؤال واضحة وضوح الشمس لكل ذي عقل (حتى لو مش رشيد) مش محتاجة فكاكه، هذا النظام الذي لم يترك شيء من الجرائم الا وفعله القتل والاعتقال والاخفاء القسري للأشخاص والاغتصاب والحرق حيا وميتا وتطور الامر مع وزير الداخلية الجديد بعدما اصبحت الداخلية (بطعم امن الدولة) التي وصل الحد بها الي ان تقتل الأشخاص في بيوتهم وتلقي القبض علي الجثمان وجميع من كان في المنزل، طم امن الدولة ظهر جلياً في الضوء الأخضر الذي اعطى للقضاة بالحكم بالإعدام دون تردد بل وتنفيذ اول حكم اعدام بعد الانقلاب في الشهيد بإذن الله محمود رمضان، والانتهاكات التي أصبحت علي اشدها بحق المعتقلين، وحالة الاضراب عن الطعام التي فاقت كل القدرات البشرية محمد سلطان الذي تخطى اليوم 420 يوم اضرابه عن الطعام  والدكتور إبراهيم اليماني الذي تخطى الـ 300 يوم، نحن نتحدث عن انتهاكات ضخمة وكذلك تضحيات وصمود وثبات فاق كل القدرات البشرية.


لماذا الثورة هي الحل وهي  ستنتصر بإذن الله؟


قبل الانقلاب كان يعتقد داعموه الخارجيين ان الامر لن يستغرق اكثر من أسبوعين بعد القبض علي مرسي وجميع القيادات واغلاق جميع القنوات وفض اعتصام رابعة ان الامر سينتهي هنا، السيسي باع جلد الدب قبل السلخ، فتحولت ميادين وشوارع وقرى مصر الي رابعة وفوجئ الانقلابيون ومن خلفهم من الداعمين بصمود اسطوري للشعب المصري، عندما سيتحدث التاريخ عن هذه الحقبة من الزمن سينحني احتراما للشباب المصري الذي لم يُمكن الانقلابين حتى الان من تثبيت اركان انقلابهم كل ذلك بفضلك انت ايها الثائر، تخلى عنهم الكثير من الداعمين حتى ان الكثير من الدول لا تستطيع ان تستقبلهم في بلدانهم ولا يعلنوا عن دعمهم لهم خوفا من الحرج امام شعوبهم كل ذلك بفضلك انت أيها الثائر، عزيزي الثائر انت اليوم الرجل القابض علي الجمر فلا تستهن بنزولك كل يوم، فان مسيرتك التي تنتهي في غضون ساعات معدودة تربي لهم الرعب مجرد ظهورها علي القنوات، اخي الثائر حتى وان لم تصل فمت علي الطريق ليعرف من يليك من اين يبدا. #الثورة مستمرة.