السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم لجهدكم المبذول لخدمة المسلمين في كافة أرجاء العالم، وندعو الله تعالى لكم بالتوفيق والسداد.
سؤالي هو:
1- كيف أتعامل مع الله سبحانه وتعالى حتى يرزقني ويكرمني ويتفضل علي بالزوجة الصالحة التي يرضاها لي، وأتمناها زوجا لي؟
2- هل هناك أسباب مادية يمكن أن أقوم بها في سبيل تحقيق هذا الهدف العظيم؟
3- ما حكم الشرع في قيام بعض الشباب في الجامعة بالحديث مع زميلاتهم الفتيات، أو متابعتهن عن قرب بنية التعرف والارتباط والزواج؟
4- هل من الممكن أن تؤخر ذنوب الإنسان ومعاصيه رزقه من الزواج؟
وجزاكم الله خيرالجزاء.
الإجابة :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
كما نشكر لك ثناءك علينا ودعاءك لنا، ونبادلك الثناء بالثناء، والدعاء بالدعاء، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك كل الأمور.
أما الإجابة عن أسئلتك -أيها الحبيب-:
- إذا أردت أن تصل إلى رزق الله تعالى وعطائه؛ فاسلك الطريق الذي دل الله تعالى عباده عليه للوصول لتلك المطالب، فقد قال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} وقال سبحانه وتعالى في سورة نوح: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارا}. كما أنه سبحانه وتعالى دل عباده على الطرق التي توصلهم إلى الحياة السعيدة الطيبة، فقال سبحانه: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.
 
فهذه هي الطريق لمن أراد أن يصل إلى رزق الله تعالى وإكرامه لعباده، ومن هذه الأرزاق الزوجة الصالحة، فاسلك سبيل التقى، واصحب الأخيار، واعتن بأداء فرائض الله تعالى عليك، واجتناب ما حرمه عليك، وأحسن ظنك بالله، وأكثر من دعائه، مع الأخذ بالأسباب التي جعلها الله -عز وجل- مقدمات لكل رزق، تصل -بإذن الله تعالى- إلى ما ترجوه وتتمناه، ثم كن على يقين بأن ما يقدره الله تعالى لك هو الخير؛ فإن الإنسان قد يتمنى شيئاً لا يصل إليه، يصرفه الله تعالى عنه لعلمه سبحانه وتعالى بأن الخير للإنسان في خلافه، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
 
- الأسباب المادية التي جعلها الله -عز وجل- أسباباً للأرزاق تختلف باختلاف الرزق الذي يريد الإنسان الوصول إليه، فسبب الزواج هو البحث عن الزوجة الصالحة والتزوج بها، وقبل ذلك الاستعداد للنفقات ودفع المهر ونحو ذلك، وهكذا قل في غيره من الأرزاق.
 
- أما حديث الشباب مع الفتيات؛ فإنه باب شرٍ عريض، ومعلوم ما تترتب عليه من الآثار في الغالب؛ فإن الشيطان حريص على إغواء الشباب بالفتيات والعكس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- حذرنا غاية التحذير من هذه الفتنة العظيمة، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
 
فالواجب الوقوف عند حدود الله تعالى، فإذا احتاج الرجل أن يتكلم مع المرأة الأجنبية فلا بأس، لكن مع التزام الضوابط الشرعية، ومن أهمها أن يكون الكلام بغير خضوعٍ ولين، كما قال الله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ).
 
- أما خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، فهذا حرام، وكذلك مسها أو النظر إليها، فكل هذه الأسباب التي قد يستدرج من خلالها الشيطان من يريد اصطياده فيجره منها إلى ما هو أقبح منها وأفحش، والواجب على الإنسان أن يتجنب هذا، وأن يحفظ نفسه بعيداً عن خطوات الشيطان واستدراجه، كما قال الله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).
 
وأما السؤال الأخير: فإن ذنوب الإنسان ومعاصيه قد تحول بينه وبين رزقه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه). رواه ابن ماجه، فالواجب على الإنسان أن يحذر مساخط الله تعالى وما يغضبه عليه.
 
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.
المصدر : اسلام ويب