تشهد الأوساط القضائية حالة من الغليان بسبب الإهانة التي تعرض لها المستشار علاء عباس، رئيس محكمة جنايات المنصورة، من قبل أحد ضباط الجيش.


الواقعة حدثت الثلاثاء الماضي خلال عبور القاضي لنفق الشهيد أحمد حمدي بسيارته؛ ليتم توقيفه في كمين للجيش، بالرغم من إظهار هويته القضائية ليتم تفتيشه وتفتيش سيارته.


وحينما أبدى القاضي اعتراضه، عنّفه ضابط الجيش، قائلاً: "يا باشا أنت بتاعي" مشيرًا إلى أن لديه جميع الصلاحيات للتعامل معه كيفما يشاء.


الواقعة التي انتشرت في أوساط السلك القضائي أثارت استياء الكثير من القضاة، وتم تصعيد الأمر من قبل أحد أعضاء نادي القضاة إلى اللواء محمد الدش، قائد الجيش الميداني الثالث؛ الذي قدم اعتذاره الشخصي عن الواقعة، مؤكدًا أنه سيتم تحويل كل أفراد الكمين إلى التحقيق ومعاقبتهم، معتذرًا له عما بدر منهم، لكن يبدو أن هذا الاعتذار لم يفلح في نزع فتيل الأزمة.


وأفادت المصادر أن المستشار رفض التصالح الفردي لتكرار التجاوزات من قبل الجيش بانتهاك حصانة القضاة الدستورية بتفتيشهم بالمخالفة للقانون والدستور، علمًا بأن المواطن العادي لا يجوز تفتيشه إلا بإذن قضائي في غير حالة التلبس.


ومما أسهم في تفاقم حالة الغليان أنها ليست المرة الأولى التي يشعر فيها القضاة بأنهم أصبحوا يتعرضون للإهانات من جانب الجيش والشرطة؛ حيث حدثت واقعة مشابهة مؤخرًا في الصعيد بعد تعدي رئيس مباحث مركز جرجا على أعضاء بنيابة جنوب سوهاج ورفض الانصياع لطلب أحدهم، قائلا ً: "أنا رئيس مباحث الدايرة قبل ما يبقى حد فيكم وكيل نيابة"، ومما أسهم في سخطهم أكثر أنه بعد تصعيد الواقعة لرئاسة النيابات العامة انحازت الأخيرة إلى جانب رئيس المباحث وطالبت باحتواء الأمر.