بسم الله الرحمن الرحيم

(.. مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا..) [سورة المائدة ـ الآية 32] صدق الله العظيم
ما جرى اليوم من تفجيرٍات داخل كنيستي مارجرجس، بمدينة طنطا، والمرقسية بالإسكندرية، راح ضحيتهما العشرات؛ يؤكد أن الأنظمة الفاشية تتخذ منهاجًا موحدًا في طريق صراعها نحو البقاء الجبري، بصناعة عدوٍّ وهمي اسمه الإرهاب؛ لتغطي على فشلها وعجزها، وتستجلب به تعاطف البسطاء معها، وما حادث تفجير كنيسة القديسين في عهد المخلوع مبارك ببعيد.
إن ميليشيات الانقلاب العسكري تتلاعب بأرواح الأبرياء وتستهين بدماء المواطنين، وتوظفها لخدمة مخططاتها الخبيثة التي تستهدف تمزيق النسيج الوطني الواحد.

وإن التصريحات العاجلة التي تصدرها سلطات الانقلاب لتهدئة الرأي العام وتلقي بها التهم جزافًا بلا دليل ويتبين كذبها بعد حين؛ لن تسهم أبدًا ولا الحملات العشوائية المجرمة ضد المعارضين في كشف الحقائق أو منع الجرائم أو تحقيق الأمن للمواطنين.

إن جماعة الإخوان المسلمين إذ تُدين الحادث الأليم تعلن براءتها إلى الله من كل دم بريء يراق، أيًّا كان فاعله؛ فحرمة الدم في الإسلام لا تضاهيها حرمة، ولا يزال المسلم بخير ما لم يصب دمًا حرامًا.

وتتهم الجماعة النظام الدموي الفاسد بتدبير أو تسهيل الحادثين، وتحمّل ميليشيات الانقلاب - التي أجبرت الشعب المصري أن يألف بشاعة المشاهد والجرائم المرتكبة بحقه - المسئولية، وتؤكد أن دماء الأبرياء ستكون لعنة على الظالمين، وأن هذا النظام المجرم نهايته محتومة.
أحمد عاصم
المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين
الأحد 13 رجب 1438هـ الموافق 9 أبريل 2017م