من الثوابت التي لا تقبل خلافا أن التصدي لأي إرهاب يستهدف مصر شأن وطني راسخ، كما أن الحفاظ علي ترابها واستقلالها فريضة وطنية وواجب ديني، إلا أن الحرب الدائرة الآن علي أرض سيناء لا علاقة لها بكل ذلك، فقد تعود الشعب المصري من ذلك الانقلاب العسكري الفاشي الكذب البواح، خاصة ما يتعلق بحملاته المتكررة علي سيناء بزعم مكافحة الإرهاب والتي لم تتمخض إلا عن صناعة الإرهاب ذاته، وقتل وتشريد المدنيين، وتدمير مدن بكاملها مثلما حدث مع مدينة رفح.


واليوم يشن الانقلاب حملة عسكرية جديدة مصحوبة برفع حالة الاستنفار القصوى في ربوع مصر، ومتزامنة مع أنباء عن مناورات صهيونية جرت علي حدود غزة، وسط تزايد الأنباء عن اقتراب فرض تنفيذ "صفقة القرن" التي من بين بنودها تحويل سيناء لوطن بديل للشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.


وقد انطلقت هذه الحملة العسكرية في ظل قانون الطوارئ، مصحوبة بحملة إعلامية ضخمة، تزعم تعرض مصر لخطر كبير، تبريرا لمزيد من جرائم الاعتقال والإخفاء القسري والقتل العشوائي والتوسع في أحكام الإعدام، واعتقال وإرهاب أي صوت معارض.


إننا أمام عملية عبثية للتغطية على فشل الانقلاب الذريع في توفير أساسيات الحياة للمواطنين، ومحاولة استمالتهم لتأييد السيسي في مهزلة الانتخابات الرئاسية المزعومة.


والإخوان المسلمون يطالبون الجيش المصري بأن ينأى بنفسه عن تلك الخيانة الكبرى، وألا يربط وضعه ومستقبله بهذا الانقلابي الخائن، كما يكرر الإخوان ما سبق أن أكدوه مرارا من قبل، بأن ما يجري بحق سيناء وأهلها بتمكين الصهاينة منها هو جريمة كبرى وخيانة لن ينساها التاريخ، ويدعون الشعب المصري للانتباه جيدا لما يدبر بحق مصر، فبالأمس كانت تيران وصنافير واليوم سيناء!.


والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين
السبت 24 جمادى الأولى 1439هـ = الموافق 10 فبراير 2018م