بِسْم الله الرحمن الرحيم

"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ"

لقد مار التاريخ ودار، وبقيت أرض فلسطين دومًا هي نبض القلب الذي يعكس حال المسلمين، ويحكي عن قوتهم أو ضعف مكانتهم، ولَم يرفع التاريخ بطلاً من أبطال المسلمين إلا وكانت شجاعته بالقول والفعل للحفاظ على بيت المقدس حاضرةً وشاهد عيانٍ على حكمته وحُسْن مسيرته.

ولقد نشأ الإخوان المسلمون ورَبَّوَ أبناءهم على مبدأ مقاومة كل محتل أجنبي لأرض المسلمين وديارهم، وكانت كتائب الإخوان المسلمين عام ١٩٤٨م هي القوة الحصينة التي تحطمت على أسوارها غطرسة المحتل الصهوني الغاصب، ثم تبعتهم حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني وستبقى قضية تحرير كل شبرٍ من الأرض الفلسطينية وعودة أبناء الشعب الفلسطيني إلى ديارهم من القضايا المركزية التي يحملها أبناء الجماعة على عاتقهم.

وإن ما تعيشه شعوب العرب والمسلمين اليوم من اضطهاد وتشردٍ وتشرذمٍ في بقاع الأرض؛ ما هو إلا نتاجٌ لسياسةٍ قمعية وظُلم بَيِّن وتطبيعٍ مُخزٍ ممن خُول إليهم الأمر، حتى رأينا خيانتهم علانيةً في خدمة الصهانية المحتلين والقتال ضمن صفوفهم للقضاء على كل دُعاة الحرية والكرامة.

إن الإخوان المسلمين إذ يؤمنون بأن أرض المقدس ستكون الجائزة النهائية التي يحصدها المسلمون بعد أن تتحرر بلادهم من كل عميل ظالم، فإنهم في "يوم الأرض" يؤكدون ما يلي:
- الحق الأصيل للمسلمين والعرب في كل شبرٍ من أرض فلسطين المحتلة.
- الدعم الكامل لجميع حركات مقاومة المحتل الصهوني في الداخل الفلسطيني.
- التضامن مع كل الشعوب العربية والإسلامية التي ذاقت ويلات التشرد في الأرض جراء الظلم الواقع عليهم، وندعم حقهم الكامل في العودة.
- نشكر شعوب العالم الحُر، الذين فتحوا بيوتهم للاجئين، ونطلب منهم الضغط على حكوماتهم لإسقاط الظالمين، حتى يتسنى للشعوب العودة لديارهم وحكم بلادهم بالحرية والعدل.
نرفض كل دعوات الخيانة والتطبيع مع المحتل الصهيوني، أو ما يُسمى بـ"صفقة القرن"، ونؤكد أن مَن يدعم هذه الصفقة أو يدعو إلى التنازل عن حق الشعوب العربية لا سيما الشعب الفلسطيني في أرضهم وديارهم؛ لن يذكرهم التاريخ إلا في صفحات العملاء الخونة، وأن سقوطهم حتمي بحتمية فناء المشروع الصهيوني.

أحمد عاصم 
المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين 
القاهرة – السبت 14 رجب 1439 ه الموافق 31مارس 2018 م