لقد قال الشعب المصري العظيم كلمته: "ألا شرعية لمستبد مغتصب للسلطة"، بعزوفه عن المشاركة في مسرحية هزلية أراد بها الانقلاب العسكري تثبيت أركان حكمه.

وقد حاول الانقلابيون تغطية فشلهم الذريع وانكشافهم أمام العالم بمظاهر عبثية غير مسبوقة في تاريخ مصر، من رشى علنية وضغوط أمنية وترويع وتخويف، وتوظيف رخيص للمؤسسات الدينية، ومظاهر رقص وابتذال أمام اللجان، واختراق لكل القواعد المتعارف عليها والمنصوص عليها قانونًا، لكن كل هذه المحاولات - فضلاً عن أنها شوهت صورة مصر وأساءت لشعبها - باءت بفشل عظيم وأصبحت حسرة على من فعلوها.

وبصرف النظر عن نسبة المشاركة الشعبية المتدنية (5%) فإن الإخوان المسلمين وهم يؤكدون مجددًا عدم اعترافهم بهذه السلطة المغتصبة التي تحكم البلاد بقوة السلاح؛ فإنهم يقدرون موقف الشعب الحاسم والواضح من هذه المهزلة، داعين كل قوى الشعب الحية إلى إطلاق موجة جديدة من العمل الوطني الرافض لهذا الانقلاب حتى إزالته بإذن الله، سعيًا لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحترم كرامة الإنسان.

ونؤكد أن صمود الدكتور محمد مرسي الرئيس الشرعي وكل الوطنيين الأحرار في سجون العسكر، ورفضهم التماهي مع انقلاب 3 يوليو؛ قد أسهم بشكل أساسي في فضح هذه المهزلة وإفشلها.

وإذ نحيي صمود هؤلاء الأبطال، نطالب المجتمع الدولي بإعادة النظر في سياساته تجاه الشعب المصري الذي سينتفض يومًا، ويستعيد حريته من كل مغتصب.

والله أكبر ولله الحمد

د. طلعت فهمي

المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الثلاثاء ١٧ رجب 1439هـ = الموافق ٣ أبريل 2018م