أصبح العالم أمس على مجزرةٍ شنيعةٍ شَنتها الطائرات الأمريكية على مقر احتفال مَدني للأطفال الحافظين للقرآن الكريم في مدينة "قندز" بأفغانستان، وأسفر ذلك عن مقتل ١٠٠ مدني على الأقل أغلبهم من الأطفال، وهو ليس الحادث الأول في عالمنا  اليوم المليء بالانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين والعُزل.

وبهذا الحادث الإجرامي ينضم دونالد ترامب إلى قائمة أسلافه الذين أشعلوا المحارق ضد أطفال المسلمين والعرب، وأطلقوا فوهات نيرانهم ضد المدنيين الأبرياء، وهم يَدّعون بُهتانًا أنهم حُمَاة حقوق الإنسان ورعاتها ثم يتباهون برفع شعار الديمقراطية التي لا تسع بلاد المسلمين، بل إن ديمقراطيتهم وليبراليتهم في احتلال أرض المسلمين ونهب ثرواتهم وسفك دمائهم.

إن هذه الجريمة النكراء تذكرنا بالمجزرة الصهيونية عام ١٩٧٠م على مدرسة قرية "بحر البقر" بمحافظة الشرقية، والتي كانت أيضًا في شهر أبريل، وراح ضحيتها عشرات الأبرياء من أطفال المدرسة، وكذلك ما نراه اليوم متكررًا ضد أطفال سوريا الأبرياء، أو اختطاف الأطفال واعتقالهم أو تشريدهم اليوم في مصر..، كلها مشاهد تؤكد أنه لم يَعُد في العالم مَن يقوم بحق على حماية حقوق الإنسان وحفظ الضروريات الأساسية للحياة الآدمية، وأن القوى العالمية  - في أغلبها - هي صانعة الإرهاب وحاضنته.

وجماعة الإخوان المسلمين إذ تستنكر كل مظاهر الاٍرهاب وترفض العنف ضد المدنيين الأبرياء، فإنها تؤكد رفضها وتنديدها بجريمة قتل الأطفال والمدنيين في احتفال مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بأفغانستان، والتي ما هي إلا حلقة من حلقات المخطط الصهيوأمريكي لسيادة العالم عسكريًّا واقتصاديًّا.

وإننا ندعو جموع الشعب الإسلامي في بقاع الأرض إلى اليقظة، ومحاربة هذه المخططات بإبراز أخلاق الإسلام العظيم وشعائره السمحة.

سيبقى النظام الإسلامي الوسطي المعتدل هو الملاذ الآمن لهذا العالم، والذي إن عاد فإنه قادرٌ على إرساء ميزان العدل والسلام، ولن يكون لكل الظالمين والمرجفين في الأرض حينها مكان في سلطةٍ أو نظام.

(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)

والله أكبر ولله الحمد

أحمد عاصم

المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الخميس ١٩ رجب ١٤٣٩هـ = ٥ أبريل ٢٠١٨ م