تمر علينا الذكرى الثامنة والأربعون لمجزرة "بحر البقر"؛ حيث شنّ الكيان الصهيوني غاراته الجوية الآثمة بطائرات الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية؛ ما أدى إلى استشهاد 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة عن آخره.

واليوم وبعد هذه المجزرة المروعة يستمر الكيان الصهيوني في اعتداءاته وغاراته وقصفه مثلما حدث مؤخرا في ذكرى "يوم الأرض"؛ ما يؤكد أن تلك اليد الصهيونية كانت ولا تزال ملوثة بدماء الأبرياء، وهو ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية في أطفال أفغانستان وسط صمت عربي وإسلامي مخيب لآمال الأمة.

وجماعة الإخوان المسلمين تؤكد أنه مهما طال الزمن على وجود هذا الكيان الغاصب المحتل، فلن يتحول يوما ما إلى صديق أو مسالم؛ ولن تنجح محاولات الاتقلاب التي تريد أن تهيل التراب على كل تلك المجازر وكأنها لم تكن، فدماء الشهداء والأبرياء ستظل وقودا يضيء الطريق أمام كل المصريين بل والعرب جميعا حتى يفطنوا إلى حقيقة عدوهم وما اقترفته يداه من مجازر على مر العصور.

وليس أدل على الخيانة لدماء أبناء الوطن ومن ضحوا بدمائهم من أجل مصر؛ أن يتحول الصهيوني القاتل إلى صديق حميم لعصابة الانقلاب العسكري، بل تتعهد بحمايته من أي اعتداء أو تهديد محتمل حسب اعتراف الخائن عبدالفتاح السيسي الذي يقدم التنازلات تلو الأخرى للصهاينة من تفريغ سيناء من أهلها وتقديم أجزاء من أراضي مصر للصهاينة لتوطين الفلسطينيين الرافضين أصلا لترك أراضيهم فيما يطلق عليه "صفقة القرن".

وإذ تشدد جماعة الإخوان المسلمين على حرمة الدم المصري تؤكد تمسكها بالمحاكمات العادلة لكل من أهدره بلا حق، سواء من أعداء الأمة أو من عملائهم كعصابة الانقلاب في مصر، طال الزمن أو قصر،  وأن حقوق الدماء لا تسقط بالتقادم ويوما ما - نراه قريبا - سنقتص لدماء شهدائنا.

والله أكبر ولله الحمد

إيمان محمود

المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الثلاثاء 24 رجب 1439 ه = الموافق 10 أبريل 2018 م