يعاني عمال مصر في يومهم العديد من صور الانتهاكات مثلهم كبقية الطوائف والفئات؛ فقد أحال الانقلاب مصر إلى معسكر لامتصاص الخيرات وإخضاع الشعب إما بقهر السجن أو بمذلة الفقر والحاجة.

فها هي المصانع قد توقف الكثير منها عن الحركة، فضلا عن التوسع في الاستغناء عن العمالة؛ إما بالفصل التعسفي أو بالإجبار على التقاعد المبكر، هذا بخلاف توقف القيام بمشروعات قومية ضخمة ومعه توقف التوظيف وشل يد الشباب عن إيجاد الفرص المناسبة خاصة في ظل المناخ الطارد للإستثمار والقطاع الخاص.
 
لقد أعاد الانقلاب إلى مصر الإقطاع في أسوأ صوره؛ حيث بات الجيش هو المسيطر الأكبر على أغلب المشروعات الكبرى وكأنه منافس للشعب.
 
في حين رأى الجميع كيف أنه وفي عام واحد من حكم الرئيس مرسي قد أولى العمال أهمية خاصة واهتم بملف رعايتهم الاجتماعية وتثبيت العمالة المؤقتة واستنقاذ المصانع المتعثرة.
 
إننا اليوم إذ نؤكد دعمنا الكامل لعمال مصر، وإذ نحيي فيهم صمودهم وحراكهم عبر العصور،  فإننا كذلك على يقين أنهم قلب الشعب الحر المناضل؛ فلن يرضيهم أبدا تلك الحالة المزرية التي وصلت إليها بلادهم، فدائما وأبدا كان صوت العمال الأعلى هو ضمير الأمة وإيذان بالتحول من عصر إلى عصر، ومن ثم فالشعب كله ينتظر من العمال المزيد والمزيد من الحراك والثورة حتى تسترد البلاد حريتها بحق، ومعها ينعم العمال بحقهم في العمل والإنتاج.
 
والله أكبر ولله الحمد
 
حسن صالح
 
المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين
 
15 شعبان 1439 هـ = 1 مايو 2018 م