من شعر جمال السنهوري في حفلات الإخوان ([1])

مرشد الناس أنت في الناس فرد

 

تتلاقى على يديه الأماني

لك في كل موطن عربي

 

صفوة من طلائع الفتيان

يتبارون في اقتحام المنايا

 

بشغاف القلوب والوجدان

مر تجدنا فإننا ليس فينا

 

غير شاد بأنبل الألحان

إنه المبدأ السليم عاد

 

حار فيه مرجوا البهتان

وغدا (دارس الخطوط) إمامًا

 

عاملاً تحت راية القرآن

يا مرشدًا قاد بالإسلام إخوانا ([2])

يا مرشدًا قاد بالإسلام إخوانا

 

وهز بالدعوة الغراء أوطانا

يا مرشدًا قد سرت في الشرق صيحته

 

فقام – بعد منام طال – يقظانا

فكان للعرب والإسلام فجر هدى

 

وكان للغرب زلزالا وبركانا

ربيت جيلاً من الفولاذ معدنه

 

يزيده الضغط إسلامًا وإيمانا

أردت تجديد صرح الدين إذ عبثت

 

به السنون فهدت منه جدرانا

فقمت تحمل أنقاضًا مكدسة

 

وعشت تُعلي لدين الله أركانا

ترسي الأساس على التوحيد في ثقة

 

وترفع الصرح بالأخلاق مزدانا

حتى بلغت الأعالي مصلحًا بطلا

 

تطل من فوقها كالبدر جذلانا

وثلة الهدم في السفلى مواقعهم

 

صبوا عليك الأذى بغيًا وعدوانا

ترميك بالإفقك أقلام وألسنة

 

خانت أمانتها، يا بئس من خانا

وتنشر الزور أحزاب مضللة

 

تغلي صدورهمو حقدًا وكفرانا

كذاك لابد للبناء من حجر

 

يصيبه أو يصيب الطين أردانا (

[3])

ولم نلمه فهذا كله حسد

 

والغل يوقد في الأحشاء نيرانا

وانظر ليوسف إذ عاداه إخوته

 

فجرعوه من الإيذاء ألوانا

رأوه شمسًا وهم في جنبه سرج

 

رأوا أباهم بهذا النور ولهانا

فدبروها بظلماء مؤامرة

 

ليبعدوا عنه وجهًا كان فتانا

ألقوه في الجب لم يرعوا طفولته

 

باعوه كالشاة لم يرعوا له شانا

وعاش يوسف دهرًا يخدم امرأة

 

عبدًا، وكان له في السجن ما كانا

فإن يكن نسل يعقوب كذا فعلوا

 

فلا تلم نسل فرعون وهامانا(

[4])!

ودع أذاهم وقل: موتوا بغيظكموا