كان هذا المقال قد كتبه الأستاذ عمر التلمساني- رحمه الله- (سنة 1986م) ليكون افتتاحية مجلة "الدعوة" عندما تعود إلى الصدور، فلمَّا تأخَّر صدورُها اختير هذا المقال ليكون افتتاحية الكتاب غير الدوري الذي أصدره- رحمه الله- تحت اسم "البشير"، ولكنه لم يرَ النور، وكان هذا المقال تحت عنوان: نحن على خير حال.
يقول- رحمه الله تعالى:
"أجل نحن- الإخوان المسلمين- على خير حال بفضل المنعم الوهاب، إن وجدنا قانونًا فنحن قائمون بهمتنا في التربية والتوجيه، ورَبْط المسلمين برباطِ الحب، والالتقاء على الله، وإن حرمونا من الوجود القانوني بسلطانِهم، فنحن المتحابون في الله، المتزاورون في الله، المتجالسون مع الله، في ظلِّ الله، يوم لا ظل إلا ظله، ظل القوي القاهر الجبار، لا ظل واشنطن ولا موسكو، ولا لندن ولا باريس، ولئن اختلفت القوى المادية على كل شيء، فقد التقت جميعًا على هدف واحد، هو طمس معالم الإخوان المسلمين من الوجود، وهيهات.
أحلام وردية:
هَالَ أعداءَ الإسلام ما أحدثته دعوة الإخوان من أثر في حياة المسلمين، لقد حسب الأعداء أن المسلمين غدوا جسدًا مشلولاً، لا قدرةَ له على الحركة، فإذا بدعوة الإخوان المسلمين تُخرجهم من هذا الحلم الوردي، وتوقظهم على حسرة ما ظنوا بعدما رأوا أنهم في طواياها غارقون، المسلمون هم الذين صحوا على أغاريد دعوة الإخوان، وعرفوا من دينهم ما كانوا يجهلونه، وأيقنوا أنهم أحق الناس بأستاذية العالم كله، صحوا على مجد بديع أنار الوجود بأن الإسلام دينٌ ودولةٌ، دينٌ يربط الناس بربهم، ودولةٌ تعز المسلمين في معاشهم.
لاحقتنا المحن من عهد فاروق، فاغتال الإمام الشهيد حسن البنا، وظن- وظن معه من في ركابه- أن المحرك الذي يدير الدعوة ويفديها بدمه قد أفضى إلى ربه، وأن الدعوة ولَّت على أثره، وإذا بالدعوة تجرف فاروقًا وحكمه، وإن نسبت قوى ظاهرة أن الفضل لها.. والفضل لله أولاً وأخيرًا، ووقعت الواقعة الثانية على يد عبد الناصر فاغتال الشهداء عبد القادر عودة، ومحمد فرغلي، ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وآخرين.. إن كنا لا نعلمهم، فالله يعلمهم، وكفى بعلمه إدراكًا، ومات عبد الناصر، وها نحن قد قرأنا في الصحف السيارة أن النائب الوفدي أحمد طه قدَّم سؤالاً أو طلب إحاطة، بعد أن شاع أنه لم يمتْ ميتة طبيعية.
أنياب الديمقراطية:
وجاء السادات يحاول احتواءهم، فلما عجز، أبرز أنياب الديمقراطية كما زعم، فما كنا نعرف أن للديمقراطية أنيابًا ولا أظافر، كنا نعرفها لينةَ الملمس، رخيمةَ المأخذ، عادلةً، لا تتجنى ولا تجور.. كشَّر عن أنياب الديمقراطية كما قال، فاعتقل وصادر وجال، ونسي أن الله من وراء كلِّ ذلك محيط، وها نحن في العهد الحالي، ولم يسمح بعودة الإخوان، يتمسك بالقوانين الاستثنائية من قانون الأحزاب إلى قوانين الصحافة إلى قوانين الطوارئ، ولا ندري ما تخبئه الأقدار من قانون الطوارئ عامًا ونصف العام، وإن كنا نرجو الخير في وجه الله، ونطلب لهم من الله الهداية والسداد.
الإخوان باقون:
ورغم هذا كله فقد بقي اسم الجماعة وأثرها فعالاً في كل قارة من القارات.. توقفت مجلة الدعوة من سنة 1981 إلى اليوم، فإذا بصحف العالم كله- عربية وأعجمية، الأصدقاء منهم والخصوم- إذا بها كلها تفتح صدورها على امتداد سواعدها لتتحدث عن الإخوان المسلمين يومًا بعد يوم على التوالي ودون توقف، وعرفنا من لم يكن يعرفنا، وتحدَّث عنا من كان في قلمه عقم، وفي لسانه عي، وفي سمعه صمم، متعمدًا منفعلاً، أليس من حقنا بعد هذا كله، أن نقول: إننا- بفضل الله- على خير حال؟!
لك العتبى حتى ترضى، يا أرحم الراحمين.
محاربة الإخوان.. لماذا؟
الكل في مجالسهم الخاصة والمغلقة، يعترفون بصدق نوايا الإخوان في خدمة عقيدتهم ووطنهم، ولكنهم لا يصرحون بها على الملأ، بل يخالف علنُهم سرَّهم في هذا المقام، ترى ما صفة ما يُخفى ضد ما يُعلن؟ ما الذي يكرهونه من الإخوان؟ من حقِّ الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وفرنسا وإنجلترا، ومن يدور في فلكهم، أن يقاوموا دعوة الإخوان المسلمين في شراسة ووحشية، لأسباب كثيرة منها:
1- حيوية الدعوة وفاعليتها في إيقاظ العالم الإسلامي من رقدته، ومطالبته بالعودة إلى سالف عزه ومجده.
2- خطر هذه اليقظة على الاستعمار الفكري والحضارة المادية.
3- خطرها كذلك على الاستعمار الاقتصادي.
4- الخوف على زوال الاستغلال الجشع لكل مواردنا الطبيعية، وكنوزنا التي أنعم الله بها على هذه المنطقة المسلمة وأهلها، هذه النعم التي أهملنا شكرها بإهمال استغلالها.
5- القضاء الكامل على تجارة الأسلحة، التي أثرت الشرق الغرب ببيعها لدول هذه المنطقة بقتل أبنائها بعضهم بعضًا بها، فيزداد أعداء الإسلام قوة وثراء، ويزداد المسلمون ضعفًا وفقرًا.
6- الخوف من عودة الحضارة الإسلامية، التي سمت بالمسلمين إلى أسمى مكان رفيع وهم لا يريدون للمسلمين ذلك، كي يظلوا على ما هم عليه من تبعية وهوان.
7- كراهية الإسلام والمسلمين، كراهية بلغت حد الحقد والضغينة.
ثبات وإصرار:
لقد تحمَّل الإخوان المسلمون كلَّ المحن الطاحنة التي نزلت بهم، لم يضعف ذلك شيئًا من تمسكهم بمبادئهم، وارتباط بعضهم ببعض، وتعاونهم في حياتهم الخاصة والعامة، وسواء أكان لهم وجود قانوني أم لم يكن لهم هذا الوجود، فإنهم لا يجتمعون على شكليات، ولكنهم يتوحَّدون على أصولٍ ثابتة، وقواعدَ راسخةٍ، تتبدل القيم والمناهج من حولهم، وهم على ما هم عليه من ثباتٍ وإصرار، لا تبديل ولا تغيير ولا تحويل، ألسنا بذلك على خير بفضل الله؟ ?مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ?.
نحن على خير حال، فالدعوة تنتشر ويزداد أنصارها يومًا بعد يوم في كل قارة من قارات الأرض المعروفة، فإذا صودرت في مكان، ظلت نواحي الأرض تنبض بالحياة الإخوانية الزاخرة، وحتى لو أجمعت الدنيا بأسرها على مصادرة دعوة الإخوان المسلمين، فإنها أعجز من أن تصادرها في قلوبهم، وإذا ضاقت الأرض بأهلها، فإن قلوب الإخوان لن تضيق بدعوتهم، إن القلوب المخلصة عرش الرحمن الذي لم تسعه أرض ولا سماؤه، ووسعته قلوب عباده المؤمنين، هيبةً وعظمةً وإجلالاً وتكبيرًا، ما دامت هذه الركيزة متمركزةً في قلوب الإخوان، فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ماذا يريد الإنسان الصحيح الإنسانية، بل المسلم السليم الإيمان؟ صلة قوية.. قائمة، رغم الحرب الضروس ضد هذه الصلة!! حب طاهر متوافر يجمع الأخ بأخيه.. فيحبه ويبصره ويفتديه!! عمل دائب.. موجود في كل نواحي النشاط في العبادة في المعاملة.. في السياسة.. في الاقتصاد.. بشكل طاهر ملحوظ، حتى لو اختلفوا على بعض المفاهيم، قدرة الدعوة الإخوانية سرعان ما تخفف من أثر الخلاف فيعذر بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه، ويتعاونون فيما اتفقوا عليه، ألا ترى أنهم عند آية بارقة من بوارق الحرية تجمعوا، وتكتلوا، كما تشدو الطيور في لمسات الفجر المبكرة ينادي بعضها بعضًا، ثم تشترك جميعًا في ترنيمة واحدة، تسبح المبدع العلام.
باقون على العهد:
إننا بخير حقًّا، إذا ألهمنا الله الصبر والاحتساب، في رضًا كامل، وتسليم عجيب، لا يفكرون في انتقام، ولا ثأر، ولئن أطمع هذا العمق فيهم خصومهم، إلا أنه أفادهم، من ناحية تعمق العقيدة بين حنايا صدورهم وطهارة مقصدهم، وسد منافذ الشيطان أن يقف المسلم بسيفه في مواجهة أخيه المسلم، مهما أساء، إنهم الرحمة المهداة في هذا العالم المادي المفترس، وما كان للرحماء أن يبادلوا القساة شرًّا بشر، ?وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ?، إن الجبناء هم الذين يرتعدون ويقبلون أقدام الطغاة، أما الإخوان المسلمون فهم على عهدهم باقون، وفي طريقهم سائرون، ولدعوتهم عاملون، ولدينهم موفون، وما ذلك شأن الرعاديد، فلا نامت أعين الجبناء، إنهم يعرفون أن أعداءهم أقوياء خبثاء، تجردوا من الإنسانية والضمير والخلق والعقيدة، وأنهم يتربصون بهم الدوائر، في كلِّ معطف، ومع كل هذا فقد سمو بفضل الله، فوق مستوى الخوف والنكوص عن البيعة، والتخلي عن عهد الله، ما دامت الدنيا لأحد! ولو دامت لحاكم ظالم ما وصلت لغيره، ظالم أو عادل، وتلك الأيام نداولها بين الناس، ودوام الحال من المحال، لقد مرَّ أشجع خلق الله- صلى الله عليهم وسلم- بالكثير من أصحابه وهم يُعذبون عذابًا وحشيًّا، بلغ حدَّ بقر بطون الحوامل، فهل امتشق سيفًا، أو قاتل باغيًا، أو أدار خد المسلمين الأيمن لمن صفعهم على خدهم الأيسر؟ لم يحدث شيء من ذلك على الإطلاق، كل ما فعله أنه قال: "صبرًا آل ياسر، إني لا أملك لكم من الأمر شيئًا، إن موعدكم الجنة"، أو ما معناه، لقد طلب منه- صلى الله عليه وسلم- بعض شباب الصحابة أن يغتالوا رءوس الكفر، فلم يأذن.
لا نقر القتل:
إن قتل ظالم لا يذهب الظلم؛ ولكن تهيئة الرأي العام، وتربية النشء والشباب، وطول النفس، هو الذي يذهب بالظلم والظالم تلقائيًّا، مَن كان يظن أن الملك فاروق سينزل عن العرش ويغادر مصر، ما بين يوم وليلة وبهذه البساطة والسهولة، إنها إرادة الله، ثم تهيئة الإخوان المسلمين أفكار الشعب لتقبل هذا التغير، وأصبح الأمر يسيرًا والتغيير ممكننًا، والإخوان المسلمون على هذا الغرار، لن يستبيحوا دم مسلم أيًّا كان موقعه، وأيًّا كانت صفته، ولكنه الإقناع، ولو طال به المدى، والإخوان على خير حال، فما تحدثوا مع إنسان وإلا وأبدى اقتناعه، صادقًا أو منافقًا، وهذه أولى خطوات النجاح- بإذن الله.
إننا بخير لا نترك فرصة تلوح في الأفق، إلا اقتنصناها إعلامًا ودعايةً وتربيةً وتوجيهًا.
ولقد أغلقت مجلة الدعوة، ففتحت صحف العالم كلها أبوابها للحديث عن الإخوان ونشر مبادئهم، وأرادوا وأراد الله، فكان ما أراد القاهر القهار.
فنحن على خير حال؛ لأننا ثقتنا في نصر الله لم تتزعزع طرفة عين، حتى ونحن في أعماق السجون، وما دمنا على هذه الثقة في ربنا، وفي صدق دعوتنا فما علينا من حادثات الزمان، والحديث القدسي يقول: "أنا مع المنكسرة قلوبهم من أجلي"، وإن كنا نعتز بديننا ونؤمن بأننا الأعلون، إلا أننا مع الله منكسرة قلوبنا، تعوذ به من الفقر إلا إليه، ومن الخوف إلا منه.
صراحة:
نحن على خير حال.. لأننا نحمل دعوةً تميزت بالصراحة في مواجهة الباطل وأنصاره أينما كانوا، دعوةً تميَّزت بالوضوح؛ فلا لفَّ ولا مداورة ولا استغفال، دعوة برَّأها الله من المطامع المادية، والتطلعات الدنيوية، والمصالح الذاتية، نزيهة من غبش الزيف، تزدان بالنبل في العاطفة، والسمو في حب الخير للناس جميعًا، بلا تفرقة بين خصوم وأصدقاء، فحب الخير لا يتجزأ.
من أجل ذلك سنبقى- بفضل الله- على خير حال، مهما ادلهمت الخطوب، وعصفت الرياح الهوج، ومهما اشتد العسف بالشهداء، ومهما ظنت قوى الشر، أنها بالغة ما تريد بقوتها المادية غرورًا واغترارًا، إن قدر الله إذا جاء فلا عاصم لظالم أو مغتر من أمر الله، وحاق بهم ما كانوا يستهزئون.. إن كلمة الله هي العليا دائمًا وكلمة الظالمين هي السفلى دائمًا، ?وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ?.
نحرص على الموت:
أراد الله لنا أن نكون على خير حال في اللأواء والرخاء، بهداه استوى لدينا شأن الموت وشأن الحياة، بل لعلنا أحرص على الموت، فتوهب لنا الحياة، الناس يفزعون في مجال الروع من الموت، ونحن نسارع إليه، في سبيل إعلاء كلمة الله، إن حبسونا فهي خلوةٌ مع الله، وإن نفونا فهي سياحةٌ لتبليغ دعوة الله، وإن قُتلنا فهي الشهادة الكبرى التي يتمناها المجاهدون المخلصون؛ فماذا يملك أعداؤنا لنا، مما يخوفون به الناس الحريصين على الحياة مهما كان طعمها من الذل علقمًا، ومن الهوان صعابًا.
ولا بد بعون الله من مجيء اليوم الذي ينتظره العاملون المخلصون.
ماذا ينقصنا؟
نحن، بحمد الله، على خير حال، ماذا ينقصنا مما يستمتع به عامة الناس؟ لا شيء.
الطعام؟ إننا نأكل، ونستمرئ كل ما نأكل أيًّا كان حاله، مطهيًّا لذيذًا، أو غير مطهي وغير شهي، نرضى بكل ما قسم الله في هذا المجال، دون تطلع إلى ما في أيدي الناس، وإنها لنعمة من الله ما لها من نظير.. المسكن نرضى به حتى ولو كان كوخًا، حسنًا ما يقينا الشمس والمطر، وكل مكان ينبت العز الطيب الملبس، ونحمد الله على أن الإخوان من أليق الناس مظهرًا فيما يلبسون، ويحبون أن تُرى نعمة الله عليهم، ولباس التقوى ذلك خير.
ثم بقي بعد ذلك، ما نمتاز به على خصومنا، في ميادين الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله، إن كنا نألم فإنهم يألمون كما نألم، بل أشد، ولكننا كما قال تعالى: ?وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُون? (النساء: 104).
ذكر حسن وأحدوثة طيبة، وأخرى ملؤها النعيم الخالد الذي لا يفنى ولا يبيد.
إننا نحظى بهذا عند ربنا، وهم منه محرومون، إننا ننظر إلى آخرتنا قبل دنيانا، وهم لا ينظرون إلا ما يقع تحت أنظارهم، وشتان بين من يؤمن بالآخرة، وبين من هو عنها في صمم ويأس بعيد، هل يستوي من يُلقى في النار بمن يأتي آمنًا يوم القيامة؟! كلا وربي لا يستويان.
أيها الشباب، إننا ندعوكم لتكونوا معنا على خير حال، بفضل الكبير المتعال، إننا ندعوكم إلى ما فيه عزكم ومجدكم وأمنكم وحياتكم، ندعوكم إلى الطهر والفضيلة ومكارم الأخلاق وكمال العقيدة، لا نطالبكم بأجر، فأجرنا هدايتكم، ولا نمنيكم بالأحلام والأضاليل، فما عند الله خير وأبقى.. هيا ضعوا أيديكم في أيدينا، وشبابكم في شيخوختنا، وحماسكم في خبرتنا، وعيشوا لها، ورِّثوها مَنْ بعدَكم، فلله عاقبة الأمور: ?إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ?(التوبة: 111).
هل هناك من شك، بعد ذلك، أننا على خير حال؟!
استعملوا عقولكم وعواطفكم، واحذروا أن تكونوا مثل ثمود الذين هداهم الله، فاستحبوا العمى على الهدى، فأخذتهم صاعقة العذاب الهون. واحذروا أن تتكاسلوا، فيذهب الله بكم، ويأتي بآخرين، يحبهم فيغفر لهم ويؤيدهم وينصرهم، أولئك هدى الله فبهداهم اقتده.
لا نقول لكم اتبعوا أشخاصًا، ولكننا نوجهكم إلى طريق الخير: ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّين? (الفاتحة: 5- 7).
---------------
سبق نشره بـ(إخوان أون لان) في 3 يونيه 2008م