بسم الله الرحمن الرحيم
 
"يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون".
 
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خير الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد،
 
فيا قرة عيني زوجتي حبيبتي، ويا فلذات أكبادي أولادي وأحفادي حبايبي، ويا أساتذتي الربانيين ويا إخواني وأخواتي السابقين، ويا طلابي وطالباتي المرابطين، أسألكم بالله العظيم رب العرش الكريم ألا تكترثوا أو تبتئسوا بتأييد الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة الذي صدر مخالفا لأبسط قواعد العدل وأيده النقض، في تأكيد أنهم أجمعوا أمرهم وشركاءهم، وقضوا بالباطل، والحمد لله كان بجواري صوت الشيخ المنشاوي يقرأ في سورة يونس، فما إن علمت بطغيانهم حتى كانت هذه أول آية من قصة سيدنا نوح وأمام ذلك أعلن ما يلي:
 
1. سجدت سجدة شكر طويلة لربي سبحانه الذي أحبه وأستشعر برد حبه ورحمته، وواسع فضله ومِنته أن قدّر لي هذ الخير، فنحن بهذا الحب نوقن أن كل ما يقدره هو الخير المطلق والسبب جد واضح في قوله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا"، فنحن نعيش في بوتقة الرضا عن الله في كل قضائه وقدره "هو مولانا"، وهو يختار لنا الخير؛ لأننا نحبه ويحبنا ونرجو حبه ومعيته وجنته.
 
2. سنخرج بإذن الله تعالى إلى الحرية قريبا بعز عزيز لنا، وذل ذليلٍ لهم، وسنكون بإذن الله سندا للمظلومين في مشارق الأرض ومغاربها في فلسطين وسوريا والسودان واليمن وبورما والصين وفي كل بقعة من بقاع الأرض. فيقيننا أن الله رءوف بنا "وما كان الله ليضيع إيمانكم".
 
3. أعاهد ربي الواحد الأحد على الثبات على الحق، وإن قُتّلت أو سُجنت، وأن أضاعف فراري إليه بجناحي التعلم والتعبد، ابتغاء وجهه ورضوانه، وأن ألقي نفسي على باب رب العزة سبحانه، عسى أن يجمع لي ربي الودود القريب المجيب مداد العلماء ودماء الشهداء على أبواب الأقصى محررا، ومن شاء أن يدخل معي في هذا العهد والميثاق فهذه "يد عثمان" من خلف القضبان تمتد لكل من نذر نفسه لله والأقصى، فليقرأ هذا العهد من قلبه ووجدانه قبل فمه ولسانه، العهد بالعلم والعمل، والدعوة والحوار، بالبذل والتضحية حتى يحكم الله بيننا، وأقسم بالله غير حانث أننا بالله العلي الكبير، القوي المتين أعز وأقوى وأغنى وأعلى من قوى الشر والعدوان والظلم والطغيان.
 
4. أعتذر إلى الله تعالى من كل مسلم ومسلمة لم يوقنوا "حق اليقين" في قانون الله وسنة الرحمن "وكان حقً علينا نصر المؤمنين." وإذا كان هؤلاء أثبتوا للعالم أجمع أن ليس لهم حدود في الإجرام والفساد، فقد بقي أن تستوفى صفات المؤمنين فينا، فأوصي نفسي وإياكم بمجاهدة النفس لاستجماع صفات المؤمنين وصبغة الله في العابدين حتى يُفعّلَ الله نصره، ويجمع هذه الصفات قول الله تعالى "يا أيها الذين آمنو اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
 
5. أستحلفكم بالله الذي تحاببنا وتآلفنا وتعاهدنا فيه ألا يكون أحدنا سهما في فتنة، ولنكن كما قال تعالى"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" عسى أن يحبنا ربنا إذ يرانا سبحانه "صفا كأنهم بنيان مرصوص"، فبغير وحدتنا سيطول بلاؤنا أو - لا قدر الله - يستبدل الله بنا، وسنن الله لا ترحم من خرج عنها، ولنكن جميعا يدا واحدة ضد أعداء الأوطان والشعوب وحريتها وكرامتها.
 
6. ليكن نصب أعيننا، وقبلة قلوبنا "فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. فآتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين" أما الظالمون فـ"لهم اللعنة ولهم سوء الدار".
 
و"لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله".
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
من العزيز بالله وحده: صلاح الدين سلطان من سجن الليمان
 
8 شوال 1440ه = 11 يونيو 2019م.