مع اقتراب عيد الأضحى تجددت أزمة تذاكر القطارات بسبب إهمال حكومة الانقلاب، وتوجه موظفي الحجز بالمحطات للسمسرة وبيع التذاكر في السوق السوداء بأضعاف السعر الرسمي.. المواطنون تقدموا بآلاف الشكاوى لكن دون استجابة، فحكومة الانقلاب الدموي تتعامل معهم بسياسة "ودن من طين وودن من عجين" وبطريقة لا أسمع لا أرى لا أتكلم.

هيئة السكة الحديد تزعم أنها قررت زيادة عدد التذاكر والقطارات والرحلات اليومية لمواجهة الأزمة، لكن الأزمة مستمرة، ويستغلها سائقو الميكروباصات والأتوبيسات لرفع الأجرة على المسافرين.

وتشهد نوافذ بيع التذاكر زحاما شديدا؛ ما يتسبب في وقوع اشتباكات بين المواطنين، وعادة ما يكون رد الموظفين: "التذاكر خلصت لما تطرح الهيئة تذاكر جديدة ابقوا تعالوا.. مفيش تذاكر.. سافروا في قطار الركاب العادي".

"إخوان أو لاين" تجول في محطتي مصر والجيزة، فالتقى بعض المسافرين الذين أعربوا عن استيائهم لعدم توافر التذاكر يقول أحمد .ع: "بقالي 3 أيام من أول الأسبوع أتردد على نوافذ بيع التذاكر دون جدوى.. ومش عارف هسافر ازاي عاوز أقضي العيد مع الأسرة في البلد ومفيش تذاكر والميكروباص رفع الأجرة لـ150 جنيها بدلا من 90 أو 100 جنيه".

السوق السوداء

وتضيف سماح .م: "مفيش تذاكر نسافر عاوزة أحجز لعيالي وأقضي العيد مع أهلي لكن مش عارفة هسافر ازاي والميكروباص والأتوبيسات غالية وغير مريحة لكن القطار أمان ومريح".

ويتهم جمال .م المسئولين عن حجز التذاكر في محطات القطارات بالسمسرة وبيع التذاكر في السوق السوداء بأضعاف ثمنها الرسمي.

ويطالب حكومة الانقلاب بالرقابة على حجز التذاكر، خاصة في فترة الأعياد؛ حتى لا يتعرض المواطنون للاستغلال وضياع أموالهم لصالح معدومي الضمير وتجار السوق السوداء.

وقال رأفت . ع: "لو مفيش تذاكر أي قطار مكيف مسافر الصعيد هركب فيه وخلاص هاعمل إيه أنا شغال في القاهرة ومسافر الصعيد أقضي العيد، مفيش حل غير كدا، الميكروباص غالي ونعش طائر على الطريق الصحراوي، وقطار الركاب مفيش مكان فيه تحط رجلك ولا شنطك.. لنا الله".

شاهد عيان

وقال رمضان . ح، شاهد عيان على بيع التذاكر في السوق السوداء أمام محطة مصر: إن "تذكرة الدرجة التانية اتباعت قدامي بـ200 جنيه وهي أصلا تمنها 55.. يعني بـ4 أضعاف تمنها".

وأكد شاب يدعى "خيري" هذه الرواية قائلاً: "كان فيه ستات وعواجيز بايتة هنا ومنهم ناس أغمى عليها من الزحمة"، ويضيف: "كده معناه إن مفيش عيد للناس بعد اللي بتعمله حكومة الانقلاب فينا".

الميكروباصات

وعن سبب عدم لجوء المسافرين إلى الميكروباصات لمنع الزحام والاستغلال في تذاكر القطارات، تجولنا فى موقف ميكروباصات المنيب والتقينا بالمواطن محمد .س يقول عن ازمة السفر فى العيد: سائقو الميكروباصات يستغلون المسافرين ويرفعون الأجرة للضعف فى الأعياد وهذا ما يجعلنا نرفض السفر بالميكروباص.

ويشير إلى أن المرور يتجاهل رفع سعر الأجرة ولا يعاقب أو حتى يوبخ السائقين على ذلك، وكأن هناك اتفاقًا ضمنيًّا بينهم ما دامت الفائدة ستعود على الكل.

وفي موقف ميكروباصات المنيب يعترف أحد السائقين بأنهم يرفعون أجرة السفر فى الأعياد ولكن بنسبة 30% فقط وهذا يكون باتفاق مسبق بين كل السائقين.

ويبرر زيادة الأجرة بقوله: "زيادة الأجرة سببها أننا في موسم والناس مش هتقدر تسافر في القطارات من الزحمة ومفيش تذاكر، وأنا بسافر الصعيد وأرجع فاضي مش محمل العربية لأن مفيش حد هيسافر للقاهرة في الأيام دي.. فلازم أعوض رجوعي للقاهرة من غير ركاب بزيادة الأجرة على المسافرين".

يقول مسؤول في هيئة سكك الحديد - فضّل عدم الكشف عن هويته - إنّ "هناك ألفَي مقعد تقريبًا مخصصة يومياً لأبناء الصعيد (أسوان - الأقصر - قنا) في الرحلات التي تبدأ قبل عيد الأضحى بأسبوع"، ويعترف أنّ "ما بين 60 و70 في المائة من تلك الرحلات تُباع تذاكرها في السوق السوداء".

ويؤكد المسئول أنّ "هناك موظفين مسؤولين عن منافذ التذاكر يتعاونون مع بعض الأشخاص الذين يعمدون إلى تسويق تلك التذاكر، بالإضافة إلى عدد من العاملين في سلك الشرطة، وهو ما يؤدّي إلى حدوث أزمة خلال إجازات العيد"، مشيرا الى أنّ "عدد التذاكر كافٍ للمواطنين لكنّها تصرف في السوق السوداء".

تذكرة باسم المسافر

وفي محاولة للقضاء على ظاهرة بيع تذاكر قطارات السكة الحديد في السوق السوداء واختفاء التذاكر من منافذ التوزيع، أكد المهندس هاني حجاب، رئيس هيئة السكك الحديدية الأسبق، أنه كان يدرس أثناء فترة رئاسته للهيئة. وضع اسم كل راكب على التذكرة التي يحصل عليها ورقم بطاقته القومي ليتم مطابقته من قبل مفتش القطار للتأكد من صاحب التذكرة مثلما يحدث مع تذاكر الطيران، ولكن تطبيق هذه الدراسة يحتاج إلى إمكانيات تكنولوجية حديثة يتدرب عليها موظفو الحجز.

وقال حجاب: إن الهدف من وضع اسم الراكب على التذكرة هو منع بيعها خارج منافذ البيع الرسمية، وفي حالة تراجعه عن السفر يقوم بإعادتها إلى الهيئة وتقبلها منه وتعيد إليه ثمنها مرة أخرى، وهذا المقترح كان من الممكن أن يقضي على السوق السوداء لبيع التذاكر بشكل نهائي.

وأشار إلى أن الهيئة في الفترة السابقة اتخذت بعض القرارات التي من شأنها تحجيم تلك الظاهرة، والقضاء عليها تدريجيًّا، منها أن يضع كل راكب يشتري أكثر من أربع تذاكر صورة بطاقته لدي الهيئة، ولكن هذا الإجراء لم يكن فعالاً، فسماسرة التذاكر كانوا يستأجرون صبية لشراء التذاكر وبيعها بعد ذلك، وحاولت الهيئة تحجيم هذه الظاهرة بتفعيل نظام جديد للحجز الإلكتروني على وجهي بحري وقبلي، إلا أن الأزمة لم تنته وتتكرر في كل مناسبة.

واقترح حجاب تشغيل نظام جديد لميكنة حجز وصرف التذاكر بالقطارات بالمحطات الرئيسية، ويبلغ عددها 150 محطة، ومن خلال هذا النظام يمكن القضاء علي الزحام بالمحطات؛ حيث يتم مراعاة توزيع المقاعد بالقطارات وتعديلها وفقًا للاحتياجات الفعلية لكل محطة، وهذه المقاعد تلبي وتغطي احتياجات جمهور المسافرين.

وقال إنه في حال زيادة أعداد الركاب عن المقاعد الفعلية الموجودة يتم إضافة عربات أخري للقطار، علي أن يتم إضافة قطارات علي القطارات العاملة على الخطوط في المناسبات والأعياد لمواجهة ضغط الركاب وشدة الزحام لتلبية احتياجات جمهور الركاب في حدود الإمكانيات المتاحة لدى الهيئة.