أصدرت أسرة وأصدقاء رامي نبيل شَعث، الناشط الفلسطيني، نجل نبيل شَعث وزير الخارجية الأسبق للسلطة الوطنية الفلسطينية، المعتقل في سجون السيسي منذ شهر ونصف، مناشدة للإفراج عنه،

واعتُقِل شعث فجر الجمعة الخامس من يوليو من منزله في القاهرة بعد أن اقتحمه عدد كبير من رجال الأمن المدججين بالسلاح وفتشوا مقر إقامته دون تقديم أي وثيقة قانونية تسمح لهم بذلك، وفق بيان للأسرة.

وأشارت إلى أنه "أثناء الاقتحام، سأل رامي اثنين من رجال الأمن يرتدون ملابس مدنية عن سبب الاقتحام وعما إذا كان ذلك يعني أنه تم اعتقاله ، ومع ذلك لم يردّ أي من الضباط و لم يقدموا أي وثيقة تجيزُ تصرفاتهم. قام رِجال الأمن باحتجاز أجهزة كمبيوتر وأقراص وأجهزة خلوية".

وقالت أسرة شعث إنه تم ترحيل زوجة الأخير - تحمل الجنسية الفرنسية وتمارس تعليم اللغة الفرنسية منذُ سبعِ سنوات وتعمل متطوعة في لجان مقاطعة اسرائيل وبضائعها - إلى فرنسا من قبل أجهزة الأمن بطريقة تَعسّفية من غير الكَشف عن الأسباب أو السّماح لها بالاتصال بقنصليتها الفرنسية، بحسب البيان.

وأبلَغَت أسرة شعث ومحاموه، قسم شرطة قصر النيل بعد مرور 36 على اختفائه، وقد مَثّل أخيرًا أمام نيابة أمن الدولة ولم يسمح لأيّ فرد من عائلته ومحاميه بالتّواصُل معهُ.

 

وقد سُمح للمحامي الذي صادفَ وجودهُ في النيابة في ذلك الوقت بحضور استجواب رامي من قبل المدعي العام، وتأكد من أنّه لن يتعرض لسوءِ المعاملة.

وتابعت أسرة شعث: "اكتشفنا بعدَ ذلك أنه تمت إضافة رامي إلى قضية جنائية مفتوحة بالفعل تُعرف باسم "قضية الأمل" وأنه متهم "بمساعدة جماعةٍ إرهابية"" فيما تنفي الاتهام بشدة وتقول إنه "ليس هناك بالقطع أي علاقة لرامي بقضية الأمل أو بأي تنظيم إرهابي".

يذكر أن شعث مولود في عام 1971 في بيروت حيث كان والده قياديا" في حركة فتح وأستاذًا جامعيًا وعادَ بعدها إلى القاهرة مع عائلتهُ عام 1977 في بداية الحرب الأهلية اللبنانيّة.

تأثر رامي بشدّة بهذهِ الأحداث وكرّسَ حياتهُ للدفاعِ عن الحقوق الفلسطينيّة والحرية والعدالة في المنطقة، بناءً على إيمانه بضرورةِ احترام حقوقِ الإنسان لجميع الناس دون تمييز.

تخرّجَ شعث امي من جامعة القاهرة وأكمل الماجستير عام 1995 من كلية كينجز كوليج King's College في جامعة لندن عاد بعدها الى القاهرة حيث لعب مع والده دورا" نشطا" في المفاوضات من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاد بعدها مع والده الى فلسطين وعمل رامي مستشارا" سياسيا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عَرفات.

بَعدَ فَشل المفاوضات واستمرار الاحتلال الصهيوني، انسحبَ شعث من العمل السياسي الفلسطيني الرسمي في أواخِر التسعينات وعاد الى مصر حيث مارس أعمالاً اقتصادية متعددة.

في العام ٢٠١٠ ظهرت حرَكة من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مصر، انضمَ شعث رامي إلى تحالف الناشطين الذين انخرطوا في الانتفاضة الشعبية في يناير عام 2011. في السنوات التالية.

ساعدَ في تأسيس مجموعة من الحركات والائتلافات التي لعبت دوراً نشطاً في الانتقال الديمقراطي للبلاد ، بما في ذلك حزب الدستور الذي عمل كأمين عام له قبل إنشائه الرسمي.

في عام 2015 ، شارك في تأسيس حركة مقاطعة إسرائيل في مصر، وهو تحالف وطني أطلقته أكثر من عشرَة أحزاب سياسية ونقابات طلابية ونقابات ومنظمات غير حكومية وشخصيات عامة للدفاعِ عن الحق الفلسطيني في حرية تقرير المصير.

قُبيل اعتقالِهِ، أعلَنَ شعث بشكل واضح و صريح عن رفضهِ لصفقة القَرن وانتقاده لأي مشاركة مصريّة في مؤتمرات البحرين.

واعتبرت أسرته أن "رامي اليوم مُعتقل بشكل تعسفيّ بسبب أنشطتهُ السياسية المشروعة والسلمية ومُتّهم في قضيّة جنائية لا أساسَ لها من الصحة وليس هناك أيّ دليل حقيقي ضده ، باستثناء "الاتهامات" التي توصّلت إليها الشرطة التي لا يُسمح له ولمحاميه بالتحقيق فيها.

 قامت أجهزة أمن الدّولة المصريّة باعتقالِ رامي بسببِ مواقفهِ العَلنيّة ضد القمع السّياسي، واستمرارِهِ في الدّفاع عن الحقوقِ الفلسطينية ضدِّ الاحتلال الإسرائيلي و الفَصل العُنصري".

وقال البيان إنه "منذُ اعتقال رامي تم احتجازُهُ في سجنِ طره, أمضى شهرهُ الأوّل في زنزانة صغيرة، مُحتجز فيها ثلاثون آخرون بعضُهم مرضى. لم يكن هناكَ مساحة للاستلقاء ولا يُسمح له بالمشي في الخارج. تَشعُرُ أسرتَهُ بقلقٍ شديد حيال هذهِ الظروف السيئة خاصةً أنّ رامي يُعاني من ارتفاع في كولسترول الدم و هذا يتطلب منه الحركة و اتباع نظام غذائي معيّن بالإضافة إلى العلاج".

وأوضحت أنه "منذُ بداية شهر أغسطس، تمَّ نقله إلى زنزانة أفضل مع عدد أشخاصٍ أقل، و تم السماح لهُ بالمشي خارجاً لمدّة ساعة يوميّاً. أسرتَهُ و أصدقائهُ مازالوا في غايةِ القَلقِ عليه".

وتابعت "حاولَ أقرباؤه الذين تمكّنوا من زيارتهِ مرّة واحدة في الأسبوع :لمدّةِ عشرون دقيقة الحصول على أمر بالإفراجِ عنهُ من السلطات المصريّة، مع مُراعاة عدمِ وجود أسباب قانونية أو أدلّة تبرّرُ اعتِقاله".

وذكرت أنه "على الرّغم من التأكيدات المقدمة للمفاوضين بأنه سيتم إطلاق سراحه، فقد تم تجديد اعتقاله باستمرار منذ ذلكَ الحين".

https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=110066067026000&id=110052197027387