نشرت صحيفة "صباح" التركية تقريرًا جديدًا يتضمن تسجيلات صوتية للفريق السعودي، كشفت فيه عن اعترافات الفريق الذي قام بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

الاعترافات - حسب التقرير المنشور في الصحيفة التركية - تضمنت معلومات جديدة يتم الكشف عنها للمرة الأولى؛ حيث قالت الصحيفة: إن هذه الإفادات المرعبة - كما وصفتها - ترمي إلى تبرئة ساحة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، و"إخفاء دوره الحقيقي في عملية القتل".

ويظهر في التسجيلات الصوتية تساؤل أحد أفراد فريق الإنفاذ بالقول: "هل وصل حيوان الأضحية؟" في إشارة إلى "الصحفي جمال خاشقجي".

وفي التسجيلات ذاتها، يتساءل أحد أعضاء الفريق، أيضًا: "هل يسع الجسم الكيس؟".

ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثات التي نشرتها كانت داخل القنصلية في الساعة الـ13:02 ظهرًا، أي قبل وصول خاشقجي إلى القنصلية بـ12 دقيقة، لافتة إلى أنها كانت بين رئيس وفد التفاوض ماهر عبدالعزيز مطرب، وصلاح محمد الطبيقي الذي قام بتقطيع الجثة.

وأضافت أنه في الدقائق العشرة الأخيرة، قبيل قتل خاشقجي، دار هذا الحوار:

مطرب لخاشقجي: أرسل رسالة إلى ابنك.

خاشقجي يتساءل: ماذا سأقول لابني؟

مطرب: اكتب رسالة أنت.. ودعني أراها.

خاشقجي يتساءل مرة أخرى: ماذا أكتب له؟.. سنتقابل قريبًا؟

أحد أفراد فريق التفاوض يتدخل ويقول: دعونا ننهي الأمر.

مطرب يقول لخاشقجي: "اكتب أنا في إسطنبول.. إن لم تستطيعوا الوصول إليَّ فلا تقلقوا.. اكتب من هذا القبيل".

خاشقجي يرد: لا أستطيع القول.. إن هذا اختطاف.

أحد أعضاء فريق التفاوض يرد: "اخلع سترتك".

خاشقجي: "كيف يمكن أن يحدث هذا في القنصلية؟.. لن أكتب أي شيء".

عضو التفاوض غير المعروف: دعنا ننه الأمر.

خاشقجي يرد: "لن أكتب شيئًا".

مطرب يتدخل بالحوار ليقول: "اكتب يا سيد جمال.. هيا أسرع.. ساعدنا حتى نتمكن من مساعدتك.. لأننا سنعيدك بالنهاية إلى السعودية.. إن لم تساعدنا فأنت تعلم جيدًا ماذا سيحدث لك بالنهاية".

خاشقجي ينظر إلى الطاولة، ويقول: "يوجد هنا منشفة.. وهل ستعطيني دواء؟".

مطرب يرد: "سنقوم بتخديرك".

وتابعت الصحيفة أنه بعد إعطاء خاشقجي جرعة دواء، وقبل أن يفقد الوعي، صرخ وقال: "لديّ ربو.. لا تفعلوا.. أنتم تخنقونني".

وكانت هذه الجملة الأخيرة لخاشقجي، وقد وضع "الجلاد" بعد ذلك كيسًا على رأسه وخنقه، بحسب الصحيفة.

وتضمن التقرير أن أحمد عسيري، نائب رئيس الاستخبارات السعودية السابق، قام بتأسيس 3 فرق، وهي فريق للتخابر وفريق للتفاوض والإقناع وفريق للدعم اللوجستي، ويشرف عليهم جميعًا الجنرال منصور أبوحسين.

وأشارت الصحيفة إلى أن أحمد عسيري نفى مسئوليته عن قتل خاشقجي، وأشار - في اعترافاته - إلى أنه طلب من منصور أبوحسين إحضار خاشقجي حيًّا إلى السعودية بعد إقناعه بذلك وليس بالقوة.

في المقابل وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة التركية، فإن اعترافات الجنرال منصور أبوحسين تضمنت قوله إن عسيري طالبه بإحضار خاشقجي حتى ولو بالقوة.

وقال منصور أبوحسين: إن أحمد عسيري التقاه في وجود المستشار السابق لولي العهد السعودي، سعود القحطاني، والذي طالبه بإحضار خاشقجي للسعودية، ما دفعه إلى التحرك والاتصال بالقنصل السعودي في إسطنبول لزيارة القنصلية دون مزيد من التفاصيل.

وفي اعترافات ماهر المطرب والذي يعد الرجل الثاني في فريق القتل، فقد قال إنه اتخذ قرارًا بقتل خاشقجي حال رفض الصحفي السعودي العودة للرياض، وخطط لدفنه في حديقة القنصلية لكنه تخوف من اكتشاف الأمر.

وأشار ماهر المطرب إلى أنه جلس وفريق القتل مع خاشقجي، محاولين إقناعه بالعودة إلى السعودية ووضع أمامه على الطاولة منشفة ومواد مخدرة، وحين سأله خاشقجي عن هذه المواد قال المطرب إنها للتخلص منه ولعقابه بالقتل.

في المقابل قال صلاح الطبيقي إنه اعتمد على مخدر جلبه من القاهرة، وهو نوع محظور، قام بحقن خاشقجي به قبل أن يقطع جثته إلى أشلاء.