أقر زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، الجمعة، بأن العداء التاريخي لحزبه مع الحجاب كان خطأ، في معرض حديثه عن عيوب حزبه.

وقال كليجدار أوغلو وفق ما نقلته وكالة الأناضول: "لدينا الكثير من العيوب. دعونا نتحدث عن الحقيقة. من القضايا الرئيسة التي بالغنا فيها، في تركيا قضية الحجاب. يا أخي. هي أرادت أن ترتدي الحجاب أم لا فما علاقتنا؟".

وكان حزب الشعب الجمهوري - وهو حزب أسسه كمال أتاتورك مؤسس الدولة - معاديا للحجاب تاريخيا، ولكن خلافًا لمواقفه السابقة إزاء قضية الحجاب أعلن كليجدار أوغلو أنه لا يوجد أن موقف حزبه كان خاطئا من منع الحجاب في البلاد حين كان الحزب الحاكم.

وسبق أن أعلن رئيس المعارضة أنه لا يمانع ارتداء الحجاب في الجامعات، مؤكدًا أنه لن يلجأ إلى المحكمة الدستورية لإبطال مفعول تعميم مجلس التعليم العالي بهذا الخصوص.

وقضية الحجاب في تركيا قديمة, بدأت مشكلة مع سلسلة الإجراءات التي صدرت في عهد مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك (1923- 1938) عندما اتجه إلى فرض مجموعة من الجوانب المظهرية المتعلقة بالثياب على المواطن التركي، وذلك في إطار قطع صلة بلاده بالإسلام كهوية حضارية وإلحاقها بالغرب، وفق منتقديه.

ونجح حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان، عام 2008، في تمرير مشروع قانون في البرلمان (بموافقة 411 صوتا من أصل 550 مقعدا) يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات؛ ما استنفر "القوى العلمانية" ونجحت عبر المحكمة الدستورية العليا في إبطال مفعول القانون رغم مصادقة رئيس الجمهورية عبدالله غل، ليصير بعد ذلك السماح رسميا بذلك.

ورضخ حزب الشعب الجمهوري لإرادة غالبية الشعب التركي وأصدر بيانا تراجع فيه عن معارضته لدخول الطالبات المحجبات إلى المدارس والجامعات التركية معلنا بذلك هزيمته أمام الحجاب بعد 94 عاما من إقدام مؤسسه على حظر الحجاب في الخامس من سبتمبر من عام 1925م.