بدأ الآلاف من اللبنانيين في التوافد على ساحة رئيسية وسط بيروت، الأحد، استعدادا للمشاركة في تظاهرة جديدة باليوم الرابع من تظاهرات عارمة يشهدها لبنان، بسبب تردي الأوضاع المعيشية.

وأفادت شهود عيان بأن الآلاف توافدوا على ساحة رياض الصلح، وهي الساحة المركزية للاعتصامات التي يشهدها لبنان منذ مساء الخميس الماضي.

وأشاروا إلى أن هناك توقعات بارتفاع عدد المتظاهرين في بيروت والمدن اللبنانية الأخرى في عطلة نهاية الأسبوع، مقارنة بالأيام السابقة، فيما أشارت تقديرات إلى "عشرات آلاف" المتظاهرين في أنحاء البلاد.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، وكالة الأنباء الرسمية في لبنان، بأن توافد المحتجين يأتي وسط "إجراءات أمنية عادية"، في حين عززت القوى الأمنية الشريط الشائك الذي رفعته في اتجاه السراي الحكومي (مقر الحكومة الذي يجاور ساحة رياض الصلح).

وعلى إثر الإحتجاجات انسحب وزراء حزب القوات اللبنانية الأربعة من حكومة سعد الحريري وسط احتجاجات شعبية عارمة، حسب ما أعلن رئيسه سمير جعجع ليل السبت، في خطوة لاقت ترحيبا لدى المحتجين الذين دعوا باقي الكتل السياسية إلى القيام بالمثل وتقديم استقالة وزرائهم.

وصرح جعجع خلال مؤتمر صحفي عقده شمال بيروت "توصلنا إلى قناعة أن هذه الحكومة عاجزة عن اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي المتفاقم" مشيرا إلى أن حزبه "قرر الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة".

ولم يستثن هذا الحراك الشعبي غير المسبوق في لبنان منذ 2005، أية منطقة أو حزب ولا طائفة أو زعيم.

وتفجرت موجة احتجاجات في لبنان، الخميس، بعدما أعلنت الحكومة اللبنانية نيتها فرض رسوم على المكالمات التي تتم عبر التطبيقات في الأجهزة الذكية مثل "واتساب".

وعلى وقع المظاهرات، أعلن وزير الاتصالات اللبناني محمد شقير، ليلة الجمعة، التراجع عن فرض هذه الرسوم بناء على طلب من رئيس الحكومة سعد الحريري.

وبدا أن قرار فرض الضرائب، رغم التراجع عنه، مثل القشة التي قصمت ظهر البعير، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادي في لبنان.

وبعدما كانت الاحتجاجات تطالب في بدايتها بوقف الضريبة الجديدة، أصبحت تطالب الآن بإسقاط الحكم بمن فيه الرئيس والحكومة.