الشيخ مناع القطان..

وُلد الشيخ مناع في شهر أكتوبر عام 1925م, في قرية "شنشور" إحدى قرى مركز أشمون محافظة المنوفية بدلتا مصر, وأتمَّ حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية, ثم التحق بالمعهد الديني الأزهري بمدينة شبين الكوم, ثم انتقل إلى كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة, وحصل على درجة الليسانس عام 1950م, ثم نال شهادة العالمية مع إجازة التدريس.

حياته وتعليمه:

حفظ القرآن الكريم في كتاكتيب قريته.. تلقى تعليمه الأولي بها في المدرسة الابتدائية، ثم التحق بالمعهد الديني الأزهري بمدينة شبين الكوم، ثم التحق بكلية أصول الدين في القاهرة، وحصل على درجة الليسانس في عام 1950، ثم نال شهادة العالمية مع إجازة التدريس، وعقب تخرجه عمل بالتدريس، ثم أعير إلى المملكة العربية السعودية للتدريس في مدارسها ومعاهدها عام 1953م، وعمل بالتدريس بكلية الشريعة بالرياض، ثم كلية اللغة العربية، ثم مديرًا للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس الجامعة، ورئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات وكذلك لجنة السياسة التعليمية بالمملكة، وشارك في افتتاح المعهد الديني في الاحساء ثم انتقل إلى القصيم ليفتتح أول معهد ديني بها وأصبح.

وعمل مستشارا خاصا لوزارة الداخلية السعودية وإشرافه على مواد التشريع الإسلامية بكلية قوى الأمن الداخلي، ثم عضويته في مجلس الإدارة لمدارس الرياض، بالإضافة إلى إشرافه على العديد من الماجستير والدكتوراه في جامعات محمد بن سعود، وأم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي بلغ عددها 115 رسالة، وقد كلف من قبل كل من جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الملك سعود بالرياض، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، بتقييم عدد من بحوث أساتذتها المساعدين والمشاركين المقدمة للحصول على الترقيات، كما أحيلت إليه من بعض الجامعات عدة مؤلفات لتقدير مدى صلاحيتها للنشر، وأقام مجمعًا إسلاميًّا خيريًّا عام 1993م في قريته شنشور بمحافظة المنوفية، على نفقته الخاصة، وافتتحه وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق بحضور عدد كبير من علماء الأزهر.

شارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعلمية في داخل المملكة وخارجها، وأهمها: المؤتمر الأول لرابطة العالم الإسلامي والمؤتمر الإسلامي العالمي في كراتشي والمؤتمر الإسلامي العالمي في بغداد والمؤتمر الإسلامي في القدس والمؤتمر المنظمات الإسلامية ومؤتمر رسالة الجامعة بالرياض وأسبوع الفقه الإسلامي بالرياض، وأسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالرياض، والمؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي بمكة المكرمة، والمؤتمر الجغرافي الإسلامي بالرياض، وندوة رسالة المسجد بالرياض، ومؤتمر الدعوة والدعاة بالمدينة المنورة، ومؤتمر مكافحة الجريمة بالرياض، وندوة مكافحة المخدرات بالرياض، ومؤتمر الندوة العالمية للشباب المسلم بالرياض، وندوة انحراف الأحداث، وغيرها من المؤتمرات والندوات في أنحاء العالم الإسلامي.

شيوخه:

تلقى تعليمه على يد عدد من الشيوخ بالأزهر هم الشيخ عبد الرزاق عفيفي،  الشيخ عبد المتعال سيف النصر، الشيخ علي شلبي، الشيخ محمد زيدان، الدكتور محمد البهي، الدكتور محمد يوسف موسى، والإمام حسن البنا وكان وثيق الصلة بالشيوخ محمد الغزالي، وسيد سابق، وأحمد حسن الباقوري.

انضمامه إلى الإخوان

التحق بجماعة الإخوان المسلمين في فترة مبكرة من حياته عندما كان طالبًا في المرحلة الثانوية، ثم أصبح عضوًا في قسم الدعوة والإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وكان مكلفًا من قبل التنظيم بالتجول في المدن والقرى للدعوة إلى الجماعة، ونشر أفكارها في محيط الطلاب، وانتخب مسئولاً للطلاب بكلية أصول الدين ودفعت به الجماعة في الانتخابات الطلبية وتم انتخابه رئيساً لاتحاد الطلاب بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف، وكلف من قبل الجماعة بالمطالبة بتجديد المناهج الأزهرية لتمكين الأزهر من النهوض بمسئوليته بإزاء الدعوة، ونشرت له عدداً من المقالات في جريدة "الشهاب" الناطقة باسم الإخوان في ذلك الوقت، وشارك في كافة أنشطة الجماعة التنظيمية منذ عام 1946م.

كما انضم إلى المجموعات الإخوانية التي سافرت للجهاد في فلسطين عام 1948م، وتم اعتقاله عقب عودته، وبعد خروجه انضم إلى المجموعات الإخوانية إلى شاركت في منطقة القناة عام 1951-1952م وكان على علاقة بالإخوان المتهمين بقضية السيارة أحمد حسنين، ومصطفى مشهور، وأحمد عادل كمال، ومحمود الصباغ، وحلمي الكاشف، وأحمد زكي، وأحمد حجازي، وجمال فوزي، وعقب سفره إلى المملكة العربية السعودية ساعد العديد من الإخوان الهاربين من مصر، ووفر لهم ملاذًا آمنًا في المملكة، وكان له دور بارز في المساعدة في تكوين العديد من تنظيمات الإخوان في الخليج العربي؛ نظرًا لعلاقته الوطيدة مع الأسرة الحاكمة بالنظام السعودي.

مؤلفاته:

له العديد من المؤلفات منها:
1-  تاريخ التفسير ومناهج المفسرين.
2-  تفسير آيات الأحكام.
3-  مباحث في علوم القرآن الكريم.
4-  نزول القرآن على سبعة أحرف.
5-  التشريع والفقه في الإسلام تاريخاً ومنهجاً.
6-  الحديث والثقافة الإسلامية.
7-  الدعوة إلى الإسلام.
8-  معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية.
9-  رفع الحرج في الشريعة الإسلامية.
10- وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية.
11- موقف الإسلام من الاشتراكية.
12-  إقامة المسلم في بلد غير مسلم.
13-  نظام الأسرة في الإسلام.
14-  الزواج بالأجنبية.
15-  الإسلام رسالة الإصلاح.
16-  رعاية الإسلام للمعاقين.
17-  التكييف الفقهي للتبرع بالأعضاء وزراعتها.
18-  الحاجة إلى الرسل في هداية البشرية.
19-  مباحث في علوم الحديث.
20-  الفرق الإسلامية.
21-  العقيدة والمجتمع.
22-  القضاء في العهد النبوي والخلافة الراشدة.

تميَّز الشيخ مناع بالهدوء والسكينة والاستقامة العلمية والمنهجية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, ومعالجة المشكلات بهدوء وطول نفس وحسن بصيرة، وكان وفيًّا لدعوة الإخوان المسلمين, وله الكثير من الأيادي البيضاء التي ساعد فيها إخوانه, الذين فرُّوا من بطش عبد الناصر.

أحبَّه الملك فيصل- ملك السعودية رحمه الله- وأجزل له العطاء ومنحه الجنسية السعودية عام 1974م, كما منحه جواز سفر دبلوماسيًّا, وكانت علاقته طيبة بأفراد الأسرة الحاكمة وظل لفترةٍ طويلةٍ يخطب في المسجد الكبير بالمطار القديم في الرياض, ويأتي إليه الكثيرون من أنحاء المملكة ليستمعوا إلى خطبه واجتهادته العلمية.

أسرته:

تزوج الشيخ مناع في عام 58 وهو في السعودية من فتاة مصرية, درست وحصلت على درجة الدكتوراه وعملت في رئاسة تعليم البنات بالسعودية, وأنجب منها خمسة من الأطباء والطبيبات الذين يعملون الآن في مستشفيات الرياض وهم: محمد (طبيب جراح) وخالد (أستاذ جراحة الصدر) ووائل (طبيب) وهند (طبيبة عيون) وريم (طبيبة أسنان).

وفاته:

توفي يوم الإثنين 6 ربيع الآخر سنة 1420 هـ الموافق 19 يوليو 1999م وصُلي عليه في مسجد الراجحي بمنطقة الربوة، ودفن في مقابر النسيم بالرياض، عن عمر ناهز 75 عاماً.

رحم الله أستاذنا الجليل، وتقبله في الصالحين من عباده، وحشرنا الله وإياه مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.