تشهد ليبيا تطورات منذ مساء أمس الإثنين، أبرزها صدور أوامر بالقبض على الانقلابي خليفة حفتر و3 آخرين، فضلاً عن مقتل 3 أطفال في قصف، وتجدد الاشتباكات.

وأصدر المدعي العام العسكري في ليبيا، أمس الإثنين، أوامر بالقبض على اللواء المتقاعد خليفة حفتر، و3 آخرين، على خلفية عمليتي "خطف وقتل المواطنين".

وقال مكتب المدعي العام العسكري - في بيان -: "نأمر بالقبض على كل من خليفة حفتر، عون الفرجاني (عميد متقاعد)، عبد الرزاق الناظوري (عقيد متقاعد) والشارف مسعود ضو (عقيد متقاعد)".

وأرجع أوامر القبض إلى شكوى مقدمة من المعتدى عليه حسام أبوعجيلة، بشأن واقعة خطف وقتل المجني عليهم: أبوعجيلة علي محمد، مهند أبوعجيلة وحمزة عمار، وكذلك خطف وإيذاء رابع، هو حسام أبوعجيلة، في منطقة إسبيعة (جنوبي العاصمة طرابلس)، يوم 24 سبتمبر الماضي، من جانب مجموعة مسلحة روسية الجنسية "بقيادة المتهمين المذكورين أعلاه".

تجدد الاشتباكات

في سياق مواز تجددت الاشتباكات، صباح اليوم الثلاثاء، بين قوات حكومة الوفاق (المعترف بها دوليًا)، وقوات حفتر بمحوري اليرموك والخلاطات في جنوب العاصمة طرابلس.

وأفاد شهود عيان بأن الطيران التابع لقوات حفتر قصف موقعًا لقوات حكومة الوفاق داخل قاعدة معيتيقة شرقي طرابلس.

وأمس الإثنين، قال مصدر عسكري من قوات حكومة الوفاق: إنها شنت هجومًا على قوات حفتر بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في محوري اليرموك وعين زارة في جنوب طرابلس.

وأضاف المصدر أن قوات حفتر لم تعد تسيطر إلا على بعض المواقع المحدودة في هذين المحورين، كما أشار إلى اندلاع اشتباكات متقطعة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة من حين إلى آخر في محور الخلاطات جنوبي العاصمة.

مقتل 3 أطفال

وأعلنت عملية "بركان الغضب" التابعة للجيش الليبي بقيادة حكومة الوفاق عن مقتل 3 أطفال في قصف صاروخي، صباح اليوم الثلاثاء، على عمارات حي صلاح الدين بالعاصمة الليبية طرابلس.

وقال مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، على صفحته الرسمية: إن "ميليشيات مجرم الحرب حفتر ومرتزقته استهدفت، فجر اليوم، عمارات صلاح الدين بقذائف عشوائية"، مؤكدة أن القصف تسبب في مقتل 3 أطفال من أسرة واحدة وإصابة الأم والأب.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش حفتر والقوات التابعة له بالاستخفاف بحياة المدنيين من خلال هجمات عشوائية أو غير متناسبة ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية.

وقالت المنظمة الحقوقية الدولية: إن قوات حفتر شنت سلسلة من الغارات الجوية غير المشروعة أوقعت ضحايا مدنيين، ومن ضمن ذلك هجوم وصفته بأنه "خرق لقوانين الحرب" على منزل في منطقة سكنية بطرابلس يوم 14 أكتوبر 2019 أسفر عن مقتل 3 فتيات وإصابة أخت أخرى ووالدتهن.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجومًا متعثرًا للسيطرة على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليًا.

ومنذ عام 2011، يشهد البلد الغني بالنفط صراعًا على الشرعية والسلطة، ينحصر حاليًا بين حكومة الوفاق وحفتر.

وأجهض هجوم حفتر على طرابلس جهودًا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبين، وتسعى حاليًا إلى عقد مؤتمر دولي للأطراف المعنية، في محاولة للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع.