كان إعلان تلويح إثيوبيا بالحرب من أجل سد النهضة وحشد الملايين للدفاع عنه وتجرئها على مصر بعد فشل المفاوضات نتيجة استحواذ الخائن عبد الفتاح السيسي المنقلب على السلطة في مصر، مناسبة لاستدعاء دور الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي في ملف سد النهضة والفرق بينه بين المنقلب المفرط في حقوق مصر المائية.
وهدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في وقت سابق سلطة الانقلاب، مؤكدَا أن بلاده مستعدة لخوض حرب للدفاع عن سد النهضة وحشد الملايين، وإذا كان البعض يستطيع إطلاق صاروخ، فالآخرون قد يستخدمون القنابل، لكن هذا ليس في مصلحتنا جميعا".
الرئيس الشهيد وسد النهضة
لخص الرئيس الشهيد محمد مرسي ملف مياه النيل وبناء سد النهضة بمقوله شهيرة له: "دماءه فداء لكل قطرة ماء تنقص من حصة مصر من مياه النيل!"، إذ أدرك من اللحظة الأولى مستوى التهديد الذي يمثله سد النهضة تجاه المصريين، وقيمة نهر النيل والخطر الذي يتعذر تداركه إذا تم بناء سد النهضة بقرار منفرد من إثيوبيا.
لقد قال الرئيس الشهيد إن جميع الخيارات مفتوحة للحفاظ على حقوق مصر التاريخية من مياه نهر النيل، مؤكدَا أن دماءه فداء لكل قطرة ماء تنقص من حصة مصر من مياه النيل.
لقاء الرئيس مرسي بالقوى السياسية
وظهرت حنكة الرئيس الشهيد مرسي عندما عقد اجتماعَا لجميع القوى السياسية من مختلف الاتجاهات، لتوصيل رسالة للجانب الإثيوبي بوحدة الموقف الوطني المصري في هذه القضية، وقد اعترف بقوتها وتأثيرها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي نفسه.
فقال السيسي عقب عودته من إثيوبيا إنه وجدهم مرعوبين مما جاء في هذا اللقاء، وإنه نجح في طمأنتهم ليحصل على ضمانات، فحصلوا منه على الأمن بعدالرعب، ولم يعطوه شيئًا.
كما وصلت إلى دول العالم التي امتنعت عن تمويل السد تجنبًا لغضب مصر، وما كان لإثيوبيا أن تستمر في البناء حال عدم قدرتها على الحصول على تمويلات دولية.
رعب إثيوبيا
فقد استخدم الرئيس الشهيد محمد مرسي كل أوراق القوة لمواجهة هذا التحدي الخطير، ولوح بها، وترك الباب مفتوحا للجانب الإثيوبي أن يتوقع أي احتمال.
وفي مايو 2013 كشفت مجلة إثيوبية عن أن الرئيس المصري الشهيد محمد مرسى يبحث مع السودان توجيه ضربة عسكرية لسد النهضة الإثيوبي.
ونقلت مجلة "ديلى إثيوبيا" عن مصادر استخباراتية أن الرئيس الشهيد مرسي يفتح خطًّا ساخنًا مع السودان لبحث استخدام الخيار العسكري بطائرات "إف 16"، بعد تمادت إثيوبيا في بناء سد النهضة.
وأضافت المجلة أن الغضب المصري السوداني ورغبتهما فى تدمير السد راجع إلى الخسارة المائية والكهربائية الكبيرة التي ستصيب دولتي المصب، والتي قد تصل إلى ما بين 8 إلى 18 مليون متر مكعب.
معارضة غير وطنية
ورغم تصعيد الرئيس الشهيد مرسي ضد إثيوبيا للحفاظ على مياه النيل، كانت المعارضة تفتقد للحد الأدنى من الوطنية، وكانت تستهدف إفشال الرئيس ولو كان الثمن هو نهاية علاقة مصر بنهر النيل.
فالكاتب المعروف محمد حسنين هيكل، انتقد تصريحات الرئيس مرسي رغم قوتها، وقال إن مصر ليس أمامها إلا خيار واحد هو التفاوض, ولو قال الرئيس إنه سيتفاوض لقال هيكل والذين معه إن التفاوض لن يفيد.
السيسي فرط في مياه النيل
وعلى الجانب الآخر المظلم منذ انقلاب "السيسي" في يونيو عام 2014، تعامل نظام الانقلاب مع السد على أنه واقعٌ يمكن قبوله، وطلب من أديس أبابا استئناف المفاوضات مرة أخرى.
وزاد الأمر كارثية، بتوقيع “السيسي” في مارس عام 2015 على وثيقة “إعلان مبادئ سد النهضة”، والتي تسمح للدول الثلاث (مصر، السودان، إثيوبيا)، ببناء السدود على نهر النيل لتوليد الكهرباء، وهو ما يعني "اعترافًا مصريًا سودانيًا بشرعية بناء سد النهضة".
وفقًا لمراقبين لم يوافق السيسي على بناء السد فقط بل وافق أيضا على تخفيض حصة مصر من المياه بشكل دائم بأكثر من ثلثها، حيث تصر إثيوبيا أن تكون الحصة 35 مليار متر مكعب (نزولا من 55 مليارا) بينما حاول السيسي دون جدوى رفعها إلى 40 مليار متر مكعب فقط.
أي أن الفجوة بين العرض والطلب في مصر ستتسع إلى الضعف، وهذا يعني بوار نصف كمية الأرض الزراعية التي تعتمد على مياه النيل، وفقدان أكثر من مليون وظيفة و1.8 مليار دولار من الناتج الاقتصادي سنويا، كما ستفقد مصر كهرباء بقيمة 300 مليون دولار، وفقًا لـ"رويترز".