بقلم الأديب/ عبدالرحمن البنا

أنا لا أقصد أكبر محيطات الدنيا، ولا أعني أعظمَ كمية مياه تغمر المعمور، ولست كذلك أريد التحدث عن رابع خليفة عباسي ولا إيضاح فتوحاته وبيان أيام خلافته، ولكنني ألتمس النورَ من مصدره، وأبتعثُ النور من مشرقه.

وأريد في كلمتي هذه أن أقتبسَ قبسًا من نورِ الهدايةِ المحمدية، وإذا كان المخيط إذا أدخل البحر لا ينقص منه شيئًا أو يزيد فكذلك حديثي عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مهما أفَضّت فيه فليس يبلغ من عظمة سيد الكائنات- صلى الله عليه وسلم- شيئ، ولكنني أُشرِّف قلمي بالكتابة في سيرته المبارَكَة وأُسعد نفسي بالتحدث عن مولده الميمون صلوات الله وسلامه عليه.

ما إن مدحت محمدًا بمقالتي        لكن مدحت مقالتي بمحمد

وكيف يمكن لكاتبٍ مهما سما قلمُه وعظُم بيانُه أن يصفَ لنا نورَ الله الذي ألقاه على رسوله- صلى الله عليه وسلم- فإذا بالنور في السموات العُلى، وإذا النور في شعابِ مكة وسبل المدينة وما بينهما وما تحت الثرى، وإذا النور في قصور الشام وبلاد الأعجام ومدائن كسرى.. بل كيف يمكن لبليغ منطق أن يحدثنا عن جبريل يوحي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما أمر الله به أن يوحَى، يفصل له ما جاء به من البينات والهدى.

بل كيف يتسنَّى لبارع في الوصف وماهر في التصوير أن يصف لنا ما أطلع الله رسولَه عليه ليلةَ المعراج والإسراء ﴿وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى(7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى(9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى(10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى(11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى(12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى(13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى(14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى(15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى(18)﴾ (النجم).

يا قوم إن النور قويٌّ فغضوا أبصاركم لئلا تُغشى، والليل والنهار يتعاقبان ولكن ليس لهذا النور من ليلٍ يَغشى، والمؤمنون يُبصرون والكافرون يُحجَبون، وإنَّ سعيكم لشتى ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى(8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى(10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى(11)﴾ (الليل).

فأما الذين يتأدَّبون عند ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويصلُّون عليه إذا ذُكر ويُعظِّمونه إذا ساقوا أحاديثه الشريفة أو تأمَّلوا سيرتَه المطهرة.. فأولئك الذين امتحن الله قلوبَهم للتقوى، وأما الذين يتعالَون جفوةً ونبوةً ويتجافون فظاظةً وغلظةً.. فأولئك الأخسرون أعمالاً، الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا!!

أَفترَون حياةَ محمد- صلى الله عليه وسلم- أقاصيص تتلونها لعبًا ولهوًا؟ أم ظننتم سيرتَه المطهرة حكايةً تمرون بغير وقار على هامشها؟ أم حسبتم أن تتركوا تخلطون الجد بالهزل وتمرون بظلام الضلال على نور الهدى؟!

كلاَّ والذي أظهر نور الإيمان على ظلامِ الشرك والإلحاد وانتقم ممن بقي من القرونِ الأولى ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ(8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي(9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ(10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ(11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ(12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ(13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ(14)﴾ (الفجر).

إنَّ الفراشةَ لتطوف بالنار حتى تحترقَ، وإن الأحمق ليلعب بالسيف حتى يقطع يدَه، وإن قومًا تصدَّوا لسيرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولمَّا يعرفوا حقَّه ويدركوا حبَّه لمُتبَّرٌ ما هم فيه وباطلٌ ما كانوا يعملون.

لا أريد أن أغلوَ حتى لا يُقال مدحوا رسولَهم بما لم يأذن به الله, ولكني تالٍ عليكم قولَ الله تعالى في حقِّ رسوله- صلى الله عليه وسلم- وسائقٌ لكم مثلاً من أدبِ السابقين الأولين:
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ(2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ(3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ(4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(5)﴾ (الحجرات).

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال أنا من أهل النار واحتبَس عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فسأل النبي- صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ فقال يا أبا عمر وما شأن ثابت؟! أيشتكي؟! فقال سعد إنه لجاري وما علمت له شكوى، فأتاه سعد فذكر له قولَ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال ثابت: أُنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعدٌ لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال عليه الصلاة السلام: "بل هو من أهل الجنة" زاد في روايةٍ "فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجلاً من أهل الجنة" (لفظ مسلم وللبخاري نحوه).

ورُوي أنه لما نزلت هذه الآية الشريفة قعد ثابت في الطريق يبكي فمرَّ به عاصم بن عدي فقال ما يُبكيك يا ثابت؟ قال: هذه الآية أتخوف أن تكون أُنزلت فيَّ وأنا رفيع الصوت على النبي- صلى الله عليه وسلم- أخاف أن يُحبط عملي وأن أكون من أهل النارِ فمضى عاصم إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وغلب ثابتًا البكاءُ فأتى امرأته جميلة بنت عبد الله بن أُبي بن سلول فقال لها: إذا دخلتُ بيت فرسي فشدي على الضبةِ بمسمارٍ فضربتها بمسمارٍ وقال لا أخرج حتى يتوفاني الله أو يرضى عني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأتى عاصم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: "اذهب فادعه", فجاء عاصم إلى المكان الذي رآه فيه فلم يجده فجاء إلى أهله فوجده في بيتِ الفرس فقال له: إنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعوك فقال اكسر الضبة فأتيا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال له عليه الصلاة والسلام: "ما يُبكيك يا ثابت"، فقال: "أتخوف أن تكون هذه الآية نزلت فيَّ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"أما ترضى أن تعيش حميدًا وتُقتل شهيدًا وتدخل الجنة" فقال رضيتُ ببشرى الله ورسوله لا أرفع صوتي على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أبدًا.. فأنزل الله تعالى قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ﴾، واستشهد ثابت يوم اليمامة في حربٍ مسيلمة فكان مصداقًا لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ (الحجرات: من الآية 2) قال أبو هريرة وابن عباس لما أُنزلت هذه الآية كان أبو بكر لا يُكلم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا كأخي السرار، وقال ابن الزبير: لما نزلت هذه ما حدَّث عمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك فسمع النبي- صلى الله عليه وسلم- كلامه حتى يستفهمه مما يخفض صوته فأنزل الله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ﴾.

وهل أتاك حديث عثمان- رضي الله عنه- حينما سأل قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث أنت أكبر أم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟ فقال قباث: رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أكبر مني وأنا أقدم منه في الميلاد.. وحينما طرح عليه نفس السؤال الخليفة عبد الملك بن مروان قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أكبر مني وأنا أسن.

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا (36)﴾ (الأحزاب).

أما مولده الشريف- صلى الله عليه وسلم- فسل عنه النار وقد خمد اشتعالها, والأصنام وقد خرَّت على وجوهها، بل سل عنه كسرى وإيوانه, وقد أخذ الذهول والعجب مرازبته وأعوانه, فقد روى مخزوم بن هانئ عن أبيه- وأتت عليه خمسون ومائة سنة- قال لما كانت الليلة التي وُلد فيها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام, وغاضت بحيرة ساوة ورأى الموبذان إبلاً صعابًا تقود خيلاً عرابًا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادهم, فلمَّا أصبح كسرى أفزعه ذلك فتصبَّر عليه تشجعًا, ثم رأى ألا يدخر ذلك عن مرازبته فجمعهم ولبس تاجه وجلس على سريره ثم بعث إليهم فلما اجتمعوا عنده قال: "أتدرون فيم بعثتُ إليكم؟ قالوا: لا، إلا أن يُخبرنا الملك, فبينما هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب خمود النيران فازداد غمَّا إلى غمه ثم أخبرهم بما رأى وما هاله, فقال الموبذان وأنا- أصلح الله الملك- قد رأيتُ في هذه الليلة رؤيا ثم قصَّ عليه رؤياه في الإبل, فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ قال حدث يكون في ناحيةِ العرب- وكان أعلمهم من أنفسهم- فكتب عند ذلك: "من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر, أما بعد فوجه إليَّ برجلٍ عالمٍ بما أريد أن أسأله عنه, فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نضيلة الغساني, فلمَّا ورد عليه قال له: "ألك علمٌ بما أريد أن أسألك عنه فقال لتخبرني أو ليسألني الملك فإن كان عندي منه علم وإلا أخبرته بما يعلم, فأخبره بالذي حدث فقال: علم ذلك عند خالٍ لي يسكن مشارق الشام يُقال له سطيح. فقال له: فاسأله عمَّا سألتك عنه ثم ءاتني بتفسيره. فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح، وقد أشفى على الضريحِ فلمَّا أتاه قال سطيح: عبد المسيح على جبل مشيح أتى سطيح، وقد أوفى على الضريح بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورؤيا الموبذان رأى إبلاً صعابًا تقود خيلاً عرابًا, قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها, يا عبد المسيح إذا كثُرت التلاوة, وظهر صاحب الهراوة, وفاض وادي السماوة, وغاضت بحيرة ساوة, وخمدت نار فارس فليس الشام لسطيح شامًا يملك منهم ملوك وملكات على عددِ الشرفات, وكل ما هو آتٍ آتٍ, ثم مات سطيح وهو في مكانه، فانطلق عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول:

شمِّر فإنك ماضٍ العزم شمير    لا يفزعنك تفريق وتغيير

إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم   فإن ذا الدهر أطوار دهارير

فربما ربما أضحوا بمنزلة         يخاف صولهم الأسد المهاصير

منهم أخو الصرح بهرام وأخوته     والهرمزان وسابور وسابور

والناس أولاد علات فمن علموا      أن قد أقل فمحقور ومهجور

والخير والشر مقرونان في قرن      فالخير متبع والشر محذور

فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بما قال له سطيح فقال كسرى: إلى أن يملك أربعة عشر ملكًا كانت أمور وأمور.

لقد كان مولد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يومًا أظهر الله فيه نوره وأطلع فيه سراجه وقذف به على الباطل فإذا هو زاهق وقضى به على زمن الشرك وعبادة الأصنام.

فيأتيها الحجارة المصورة أصنامًا كُوني ألسنة توحيد وآيات إيمان ﴿وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية 74).

ويأتيها النار كوني شاهدًا على قدرةِ الله وقوته ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80)﴾ (يس) وكوني نذيرًا لأعداءِ الله ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)﴾ (غافر).

ويا كسرى شاهنشاه ملك الملوك: انظر إلى إيوانك تزلزلت أركانه، وإلى صرحك كيف تصدع بنيانه، وإلى سواريك كيف وعدهما رسول الله-صلى الله عليه وسلم- سراقة بن مالك الجعشمي أعرابيًّا من بني مدلج، وإلى الملك كيف يؤتيه الله من يشاء وينزعه ممن يشاء، وإلى الأرض كيف يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين".