في اليوم الـ23 من الحراك في الشارع اللبناني الرافض لسياسة الحكومة والمطالب بعيشة كريمة للمواطن اللبناني وإحداث تغيير وطني صحيح يبدأ بمحاسبة الفاسدين وإعادة المال المنهوب، برز العنصر الطلابي كمحرك لوقود الاحتجاجات.

ولليوم الثالث على التوالي تظاهر المئات من طلبة المدارس والجامعات أمام وزارة التعليم في بيروت، الخميس، مطالبين بتغيير السياسيين الذين يحكمون البلاد.

وحمل الطلاب الأعلام اللبنانية، ورددوا النشيد والأغاني الوطنية، داعين لإسقاط النظام الحالي، ومحاسبة المسؤولين اللبنانيين عن الفساد وسرقة الأموال العامة,كما رُفعت لافتات كُتب على إحداها "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس"، وعلى أخرى "ماذا لو كان لدينا طاقم سياسي شاب ومثقف ونظيف وكفؤ؟"

كما تجمع عدد من المحتجين في منطقة النافعة بمدينة صيدا، وسط انتشار مكثف للجيش، كما توافد طلاب المدارس على ساحة إيليا في صيدا للانطلاق بمسيرة طلابية من المتوقع أن تتوجه إلى بيروت.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية “الوكالة الوطنية للإعلام” بوصول وفود طلابية إلى ساحة رياض الصلح، من عدة كليات وجامعات كلية الفنون والعمارة – الفرع الثاني، اللبنانية الدولية، اليسوعية، الدولية اللبنانية، الانطونية، للمشاركة في اعتصام ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وهم يهتفون بالشعارات الوطنية الموحدة بين كل اللبنانيين بعيدا عن الطائفية.

من جهة أخرى شهدت المظاهرات الشعبية ببغداد أمس الخميس سقوط 4 قتلى وإصابة أكثر من 35 من المتظاهرين بجروح، وذلك بعد أن استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين قرب جسر الشهداء بوسط بغداد. وتسببت الاحتجاجات المتواصلة لليوم الـ14 على التوالي، في توقف تصدير النفط  بجنوب العراق منذ ثلاثة أيام ولا يزال التوقف مستمرا.

وتأتي هذه الأحداث الدامية في الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة تهدئة الأوضاع عبر إطلاق وساطة بين المحتجين والحكومة، حيث تعقد ممثلة الأمم المتحدة بالعراق جنين بلاسخارت اجتماعا وسط بغداد مع ممثلين عن المتظاهرين، في أول لقاء من نوعه لفتح قنوات حوار بين الحكومة والمتظاهرين، وذلك بعد لقائها أمس الأربعاء رئيس البرلمان محمد الحلبوسي للتوصل إلى وساطة أممية.

وأعلن عبد الكريم خلف المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي صدور أوامر من الأخير باعتقال "المخربين الذين يقطعون الطرق وإحالتهم إلى القضاء".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم عن "القلق البالغ إزاء ارتفاع عدد الوفيات والإصابات خلال المظاهرات الجارية في العراق"، داعيا لإجراء "تحقيق جاد في جميع أعمال العنف".

كما أدانت وزارة الخارجية الفرنسية أمس "أعمال العنف الخطيرة" في العراق، ودعت في بيان السلطات العراقية إلى فتح "حوار سلمي وديمقراطي"، مذكرة "بحق العراقيين في التظاهر بشكل سلمي".

من ناحية أخرى أفادت مصادر في شركة نفط الشمال بأن شحنات النفط الخام -التي تقدر بثلاثين ألف برميل يوميا، والتي تنقل من حقل القيارة بمحافظة نينوى إلى ميناء أم قصر في محافظة البصرة للتصدير- متوقفة منذ ثلاثة أيام بسبب الاحتجاجات.

جاء ذلك بعدما قالت مصادر في قطاعي الأمن والنفط إن العمليات استؤنفت في وقت مبكر من صباح اليوم في ميناء أم قصر ومصفاة الناصرية النفطية اليوم بعد مغادرة محتجين المنطقتين، لكن رويترز نقلت لاحقا عن مسؤولين أن عشرات المحتجين عاودوا إغلاق البوابة الرئيسية للميناء.

وتسبب توقف شاحنات الوقود في أنحاء المنطقة بنقص الوقود في محافظة ذي قار جنوبي العراق، وقال مسؤولون بقطاع النفط إن المصفاة كانت تعمل في الآونة الأخيرة بنحو نصف طاقتها الإنتاجية.

وتقول الحكومة إن قطع الطرق المؤدية إلى كل من شركة نفط الناصرية ومصفاة الشنافية وميناء أم قصر كلف الدولة خسائر تقدر بـ6 مليارات دولار، وأعاق دخول مواد غذائية أساسية إلى البلاد.