طالبت منظمة العفو الدولية سلطات الانقلاب بأن تضع حدًّا فوريًّا لتعذيب المُعتقلة عائشة خيرت الشاطر، التي أكدت أنها تعاني من حالة صحية حرجة، لافتة إلى "تعرض عائشة للحبس الانفرادي لمدة تسعة أشهر، منذ أن تم نقلها إلى السجن، وهذه الفترة المطوّلة من الحبس الانفرادي تصل إلى حد التعذيب بشكل واضح".

وأبلغت مصادر منظمة العفو الدولية أن عائشة الشاطر تعرضت للضرب المبرح، والصدمات الكهربائية، والإخفاء القسري.

وقالت المنظمة الدولية - في بيان لها، مساء الخميس -: "لم تنته محنتها (عائشة) عندما أمرت السلطات بنقلها إلى سجن القناطر النسائي في أواخر كانون الثاني/ يناير 2019. بدلا من ذلك، تعرضت للحبس الانفرادي المطول في ظروف تصل إلى حد التعذيب".

وأضافت: "وفقا للمصادر الطبية، فهي تعاني من فقر الدم اللاتنسجي، وهي حالة نادرة وخطيرة تؤثر على الدم. وقد تدهورت صحتها بسرعة، وتم نقلها لتعرضها لنزيف حاد إلى مستشفى قصر العيني؛ حيث عولجت بالصفائح الدموية. ومع ذلك، تتطلب حالتها علاجا متخصصا ومكثفا ومستمرا في مرفق طبي مجهز بشكل مناسب. ففي حالتها الحالية، ما تزال حياتها عرضة لخطر شديد بسبب تعفن الدم أو النزيف".

من جهتها، ذكرت مديرة الحملات لشمال إفريقيا بالعفو الدولية نجية بونعيم أن "الظروف اللاإنسانية التي تُخضع لها السلطات المصرية عائشة إنما تعرض حياتها لخطر جسيم. إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تدهور حالتها الصحية والظروف المروعة والمهينة التي تُحتجز فيها".

واستطردت قائلة: "يجب على السلطات المصرية ضمان نقل عائشة، فورا، إلى مستشفى به الإمكانيات اللازمة لتلقيها رعاية طبية كافية. وينبغي على السلطات أيضا إنهاء الحبس الانفرادي، والسماح لها بتلقي زيارات عائلية بصورة منتظمة".

وأشارت بونعيم إلى أن "المعاملة السيئة التي تتعرض لها عائشة الشاطر ترقى إلى مستوى التعذيب. ويجب على السلطات المصرية اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوضع حد لهذه الانتهاكات، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".

ووفقًا لمصادر العفو الدولية، فقد نُقلت عائشة إلى سجن القناطر النسائي، عقب قرار بنقلها في أواخر يناير 2019؛ حيث وضعتها السلطات قيد الحبس الانفرادي المطول في زنزانة صغيرة سيئة التهوية.

وأشارت المصادر إلى أن عائشة "مُحتجزة في الزنزانة لأكثر من 23 ساعة في اليوم، دون وجود مرحاض، ولكنْ دلو فقط للاستخدام بدلا من ذلك، ولا يُسمح لها بمغادرة المكان سوى مرتين في اليوم - لمدة تقل عن 30 دقيقة - لاستخدام الحمّام".

وأوضحت العفو الدولية أنه منذ احتجازها منعت سلطات الانقلاب عائشة من تلقي الزيارات العائلية، والتواصل مع أسرتها ومحاميها في السجن، مؤكدة أن "هذه المعاملة تصل إلى حد التعذيب وفقا للقانون الدولي".

وأردفت: "يمكن أن يشكل الحبس الانفرادي تعذيبا أو غيره من ضروب المعاملة السيئة؛ وذلك اعتمادا على السبب المحدد لتطبيقه أو ظروفه وطوله وآثاره، وأي ظروف أخرى. وعلى وجه الخصوص، من المسلّم به أن الحبس الانفرادي لفترة طويلة قد يصل إلى حد التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة".