عقد شباب من الروهنجيا ونشطاء الأقليات الميانمارية العرقية الأخرى أول مؤتمر دولي للمطالبة بالعدالة ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في ميانمار.

وقد عُقد المؤتمر في الفترة من 29 نوفمبر إلى 1 ديسمبر بجامعة كوين ماري في لندن، وحضر أكثر من 45 مشاركًا من 9 دول، وشمل ذلك أيضًا مجموعات كارين وكاشين وبورمان والتبت والأويجور.

وقال رئيس منظمة الروهنجيا البورميين في بريطانيا (BROUK) في تصريح له: مع أن الروهنجيا أصبحوا على المحك، أصبح الشباب أكثر أهمية من أي وقت مضى، إنهم قادة المستقبل، الذين يمكنهم تقديم الأفكار والطاقة لقضيتنا، مضيفاً أن مؤتمر هذا الأسبوع كان فرصة فريدة ليس فقط للاستماع إلى أصواتهم، ولكن أيضًا لتعزيز التضامن مع مجموعات الأقليات الأخرى التي تعيش في ظل القمع.

وأردف: يتحد الشباب في دعواتهم لإنهاء جميع الانتهاكات ضد الروهنجيا، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، لقد حان الوقت كي يستمع العالم ويتصرف.

وناقش الشباب في المؤتمر الذي جاء تحت شعار "تهيئة حركة شباب الروهنجيا"، مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على مجتمعاتهم وتضمن ذلك كيفية تعزيز قدرة الحركة، وكيفية دعم مجتمعات اللاجئين والمهجرين داخلياً، وكيفية التضامن وخلق فرص التعلم مع حلفاء المجتمع المدني الآخرين.

وقال هانخبا سادان، مسؤول الشؤون الخارجية في منظمة كاشين الوطنية: الروهنجيا يتعرضون للاضطهاد في ميانمار اليوم، تمامًا مثلما يتعرض شعب كاشين للقمع، نحن نفس الضحايا، لقد حان الوقت لكي نوحد صفوفنا تضامناً لتحقيق العدالة، كان مؤتمر الشباب هذا مشجعًا للغاية، لقد ساعد ذلك في بناء الجسور بين المجتمعات الموحدة في رغبتها في حياة كريمة وآمنة.

وقال الناشط نانت بووا فان من عرقية كارين: ما يواجهه الروهنجيا اليوم واجهته كارين أيضًا أكثر من 60 عامًا؛ مجازر واغتصاباً وحرق قرى وقتل أطفال، عندما تقول الحكومة والجيش: إن تقارير انتهاكات حقوق الإنسان ضد الروهنجيا خاطئة، نتذكر أنهم قالوا الشيء نفسه عن انتهاكات حقوق الإنسان نفسها ضدنا، هذا هو السبب في أننا نقف متضامنين مع إخواننا وأخواتنا من الروهنجيا، ونأمل أن تؤدي جهودنا المشتركة إلى تغيير إيجابي لجميع مجتمعاتنا.

حرمان من التعليم

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن حكومة بنغلاديش تحرم أبناء لاجئي الروهينجا من التعليم، حيث تنتظر عودتهم إلى ميانمار، ودعت المنظمة إلى رفع تلك القيود.

وذكرت المنظمة، ومقرها نيويورك، في تقرير من 81 صفحة بعنوان “ألسنا بشرا؟” وصدر اليوم الثلاثاء، أن نحو 400 ألف طفل من الروهينجا حرموا من تلقي التعليم في إطار مناهج بنغلاديش أو في مدارس خارج المخيمات.

وقال بيل فان إيسفيلد، المدير المساعد لحقوق الأطفال في هيومن رايتس ووتش: “لقد أوضحت بنغلاديش أنها لا تريد أن تبقى الروهينجا إلى أجل غير مسمى، لكن حرمان الأطفال من التعليم يزيد الضرر الذي لحق بالأطفال ولن يحل محنة اللاجئين بشكل أسرع”.

المحكمة الجنائية تفتح تحقيق

قالت المحكمة الجنائية الدولية في بيان  لها، الخميس الماضي، إن قضاتها وافقوا على طلب الادعاء بفتح تحقيق في جرائم ارتكبت ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار.

وأفاد قرار المحكمة بأن «هناك أسس منطقية للاعتقاد بأن أعمال عنف واسعة النطاق أو ممنهجة ربما تكون ارتكبت وقد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية بالتهجير بين حدود ميانمار وبنجلادش».

وأضاف: «هذه القاعة تأذن ببدء تحقيق في الوضع في بنجلادش/ميانمار».

وكانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية «فاتو بنسودة» قد فتحت تحقيقاً أولياً في سبتمبر 2018 بعد أن أعلنت المحكمة اختصاصها بالتحقيق في ترحيل هذه الأقلية الذي قد يشكل جريمة ضد الإنسانية.

ثم طلبت في يونيو 2019 فتح تحقيق فعلي؛ هو الذي أعطى القضاة الضوء الأخضر له اليوم الخميس.

وفي أغسطس 2017، سجل مراقبون فرار نحو مليون من مسلمي الروهينجا إلى «بنجلادش» بعد انتهاكات وعمليات إبادة وتعذيب واسعة تعرضوا لها على أيدي السلطات في ميانمار.