قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن: إن الدوحة كانت - وما زالت - داعمة لخيارات الشعوب، سواء كانت جماعة الإخوان المسلمين بالسلطة أم لا.

جاء ذلك ردًّا على سؤال بشأن جماعة الإخوان، خلال جلسة بـ"منتدى حوارات المتوسط" المنعقد حاليًّا بالعاصمة الإيطالية روما، وفق ما أورد الموقع الإلكتروني للخارجية القطرية، السبت.

وأكد بن عبد الرحمن، أمام المنتدى، الجمعة، أن قطر "كانت ولا زالت داعمة لخيارات الشعوب".

واعتبر أنه من أجل الإجابة على هذا السؤال "نحتاج إلى أن ننظر إلى ما فعلته قطر حقًّا بالنسبة للدول الأخرى، سواء تحت قيادة الإخوان المسلمين أو غيرها".

وقال في هذا الصدد: "على سبيل المثال، دعمت قطر تونس عندما كان الإخوان المسلمون في السلطة، وضاعفت دعمها عندما تركوا السلطة، ولا زالت تواصل الدعم".

وأضاف أن هذا يؤكد أن "دعمنا يذهب إلى الشعوب وليس إلى الأحزاب السياسية.. في نهاية المطاف، قطر ليست حزبًا سياسيًا".

وقال: "في مصر كان الأمر نفسه، دعمت قطر مصر عندما كان المجلس العسكري (2011- 2012) في السلطة، واستمر عندما تم انتخاب رئيس الجمهورية الرئيس محمد مرسي في صيف 2012، وواصلنا دعمنا بعد الانقلاب على الرئيس مرسي (صيف 2013) كذلك".

وتابع: "ثبت أن ربط قطر بأيديولوجية واحدة هو اتهام خاطئ. وسنستمر في سياستنا الداعمة للشعوب".

محادثات الأزمة الخليجية في تقدم

وعن الأزمة الخليجية، أوضح وزير الخارجية القطري أن المحادثات الجارية بشأن حلها "أسفرت عن تقدم".

وأضاف: "انتقلنا من حالة الجمود والمطالب الـ13 إلى محادثات تستهدف التفكير في المستقبل".

وقال: "بينما لا يمكنني الكشف عن من هم المسئولون أو الأطراف المشاركة في المفاوضات، أستطيع القول إن الأحداث وقعت في ظل الوساطة الكويتية، ونشكر أمير الكويت لجهوده المستمرة والتزاماته لاستعادة وحدة دول مجلس التعاون الخليجي".

وتابع: "ما حدث عام 2017 (اندلاع الأزمة الخليجية) كان تقويضًا لأمن المنطقة بأسرها، ونعتقد أن الحصار المفروض على قطر وتسلسل الأحداث التي وقعت بعد ذلك قوَّض أمن المنطقة".

وأضاف: "في الأسابيع الأخيرة، انتقلنا من التركيز على الطرق المسدودة في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة مع السعودية".

وقال الوزير القطري: "نأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى تقدم نرى فيه نهاية للأزمة. أمامنا العديد من التحديات، ودائما ما تهدف قطر إلى مجلس تعاون خليجي أكثر استقرارا وتوحدا".

واعتبر "مشاركة الإمارات والسعودية والبحرين في كأس الخليج (المقامة بقطر) خطوة إيجابية".

وتحدثت تقارير خلال الأسابيع القليلة الماضية عن انفراجة قريبة بالأزمة الخليجية، بعد فرض حصار شامل على قطر من قِبل السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، منذ عام 2017، بدعوى دعم الإرهاب وهو ما نفته الدوحة بشدة، معتبرةً أنه للسيطرة على قرارها السيادي.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأسبوع الماضي: إن وزير خارجية قطر زار السعودية سرًّا الشهر الماضي، والتقى كبار المسئولين بالمملكة لإنهاء الحصار.

ووصفت الصحيفة الزيارة بـ"الجهد الأكثر جدية" لإنهاء الحصار المستمر منذ أكثر من عامين بين حلفاء الولايات المتحدة، في إشارة إلى مقاطعة كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطر منذ يونيو 2017".

العلاقات الخليجية وإيران

وردًّا على سؤال حول إيران وإمكانية خفض مستوى العلاقات معها إذا عادت العلاقات الخليجية، قال وزير خارجية قطر، خلال "منتدى حوارات المتوسط": "أولا وقبل كل شيء، يجب أن لا ننسى بأن إيران هي جار لنا وننظر إليها بطريقة مختلفة عن الدول البعيدة، سواء كانت دول الغرب أو الولايات المتحدة".

وأضاف: "سنحافظ على علاقة حسن الجوار مع إيران؛ فنحن نشاركها حدودنا البحرية وحقل غاز، وعندما وقع الحصار، فتحت إيران المجال الجوي لنا لاستخدامه والشعب القطري ممتنٌّ جدًّا لهذا".

وتابع: "فيما يتعلق بسياسة قطر تجاه إيران إذا تغير وضع العلاقات مع دول مجلس التعاون، نحن لا نرى أي علاقة بين الاثنين".

وقال وزير خارجية قطر: "كانت لدى الدوحة دائما سياسة خارجية مستقلة ولن تخضع هذه السياسة الخارجية للتفاوض مع الأطراف الأخرى".

وأضاف: "نتفهم ما إذا كانت هناك مخاوف، ونحن على استعداد لمناقشتها، لكننا لن نتحدث عن ما ينبغي لنا وما لا ينبغي لنا عمله".

وتابع: "لن تقبل أي دولة ذات سيادة هذا. نعتقد أنه في يوم ما، ستحتاج المنطقة بأكملها إلى التحدث إلى إيران".

وأكد "أننا نحتاج إلى استعادة الاستقرار في منطقتنا، ونعتقد أن الحوار سيكون الحل النهائي لما يحدث. التوتر الحالي ليس في صالح المنطقة".

العملية السياسية في قطر

وردًّا على سؤال حول العملية السياسية في قطر، قال بن عبد الرحمن إن الدوحة تسعى إلى زيادة مشاركة الشعب القطري في عملية صنع القرار التي ستتم من خلال مجلس الشورى (البرلمان).

وأضاف: "تعتمد سياستنا الخارجية على مبادئ مكتوبة في دستورنا، وهو مبدأ تمسكت به قطر لعقود".

وتابع: "سنستمر في دعم إرادة شعبنا وسنواصل دعم سكان المنطقة والحكومات التي تستمع لمطالب شعوبها ونعمل على تقديم مساعداتنا التنموية لأكثر من 100 دولة".

وقال الوزير القطري: "لا نحدد مساعداتنا بنوع العِرق أو الدين، فنحن نسعى لمن يحتاج".

وأضاف: "سنعتمد بدرجة أقل على الهيدروكربون وسيكون لدينا بيئة استثمار أكثر قوة".

الريادة

وفي سياق آخر، قال نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري: إن بلاده "واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال إمدادات الغاز الطبيعي المسال وهذه العملية تتوسع منذ أكثر من 20 عاما".

وأضاف: "توفر قطر الآن أكثر من 20 بالمائة من الغاز الطبيعي المسال في العالم".

وتابع: "فخورون جدا بهذا التقدم، من أجل الحفاظ على تنمية بلدنا، يجب علينا التنويع من الغاز الطبيعي المسال وهذا جزء من رؤيتنا الوطنية لعام 2030".

وقال: "حتى مع التقدم الذي ستحصل عليه قطر في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، فإن هذا لن يؤثر على نمونا في القطاعات الأخرى، نركز على استثماراتنا الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية، نحن نرعى القطاع الخاص ونوفر له البيئة المناسبة للنمو".