ولد في السابع من أغسطس 1943، وانضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1959، وانتخب مرشدا عاما لها في 16 يناير2010، خلفًا للمرشد السابق محمد مهدي عاكف الذي استشهد في سبتمبر 2017، بسبب الإهمال الطبي في سجون الانقلاب العسكري.. إنه فضيلة المرشد العام الأستاذ الدكتور محمد بديع.
والدكتور محمد بديع رجل ورع تقي صفي نقي صابر محتسب ذو صوت عذب يرتل آيات الله ليلاً ونهارًا، ويشدو صادحًا بأناشيد الجهاد والدعوة في محيط إخوانه لا يستحيي من ذلك ولا يستكبر, متواضع صاحب فقه ودين.. لا يأتي عليه سحَرٌ إلا وهو يتهجَّد، ولا فجْرٌ إلا وهو يقرأ الأذكار، ولا مساء إلا وهو يتلو ورد الرابطة.. كل هذا ويزيد عناصر صورة ترسم قسماتها شهادات وقناعات القطاع العريض داخل الجسد الإخواني.
أسرته
متزوج ورزق من الأبناء بـ"عمار" (مهندس كمبيوتر)، "بلال" (طبيب أشعة )، "ضحى" (طالبة صيدلة)، والأحفاد: رؤى وحبيب وإياد.
حياته العلمية
انتخب رئيسًا لمجلس إدارة جمعية (الباثولوجيا) و(الباثولوبيا الإكلينيكية) لكليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية، ورئيسًا لهينة (مجلة البحوث الطبية البيطرية) لكلية طب بيطري بني سويف لمدة 9 سنوات. ورئيسًا لمجلس إدارة مركز خدمة البيئة بكلية طب بيطري بني سويف.
وقد قام بإنشاء المعهد البيطري العالي بالجمهورية العربية اليمنية (صنعاء) لمدة أربع سنوات خلال الإعارة من 1982: 1986م، وإنشاء المزرعة الداجنة والحيوانية الخاصة به، وكذلك ترجمة المناهج الدراسية للغة العربية، وإنشاء متحف علمي وأقسام علمية بالمعهد البيطري.
وتم إدراج اسم الدكتور محمد بديع ضمن أعظم مائة عالم عربي في الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية 1999م.
رجل دعوة لا سياسة
ومن سمات فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع أنه لا يكاد يتحدث إلا وآيات القرآن والأحاديث الشريفة متضمّنة في كلامه، فالرجل يرى أن كل الإجابات موجودة في القرآن والسنة، حتى في معرض إجابته عن سؤال عن أسباب الحملات الإعلامية على الجماعة استشهد الرجل بآيات قرآنية، وعندما تحدث عن كرة القدم تحدث عنها وفقًا للقرآن والسنة، فيقول إن الورد الرياضي أخو ورد التسبيح، أما عن النادي الرياضي الذي يشجعه فقال: ليس لديَّ تعصب لناد من الأندية، فأنا أبحث عن أفضل ناد خلقًا وسلوكًا؛ لكي أحبه..، كما أشجع فريق المحلة حتى يستمر في الدوري العام، بالإضافة إلى منتخب بلادي.
أما مقالات د. بديع المعدودة فحملت معظمها عناوين علمية طبية بيطرية وتربوية، وربط الأحداث والمواقف الجارية بالتربية والحركات العلمية.
اعتقالات مبكرة
القضية العسكرية الأولى: سنة 1965م مع الأستاذ الشهيد سيد قطب والإخوان، وحُكم عليه بخمس عشرة سنة، قَضى منها 9 سنوات، وخرج في 4/4/1974م، وعاد لعمله بجامعة أسيوط ، ثم نُقل إلى جامعة الزقازيق، وسافر بعدها لليمن وعاد من هناك إلى جامعة بني سويف.
القضية الثانية: السجن لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998م؛ حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة جامعة بني سويف، بعد اعتقال الحاج حسن جودة رحمه الله.
القضية الثالثة: قضية النقابيين سنة 1999م؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج بأول حكم بثلاثة أرباع المدة سنة 2003م.
مجزرة رابعة
واعتقل فضيلة المرشد العام الدكتور بديع رفقة أحد قيادات الجماعة في شقة سكنية بشارع الطيران قرب منطقة رابعة العدوية.
حيث جرى اعتقال فضيلته ومرافقيه إلى أحد أجهزة أمن الانقلاب تمهيدًا للتحقيق معهم، قبل أن يتم ترحيله إلى سجن طرة.
لن يفتَّ في عضدنا
وقد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًّا ردت فيه على اعتقال فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع وحبسه لمدة 15 يومًا.
وذكر البيان أن اعتقال المرشد العام للجماعة لن يفتَّ في عضد الجماعة، واصفًا فضيلة المرشد بأنه "سياسي توافقي دعا كل القوى السياسية في مصر إلى مؤتمرات عديدة تحت اسم "من أجل مصر".
اعتداء من ضابط
وفي أكتوبر 2018، كشفت رسالة مسربة عن تفاصيل تتعلق بتدهور الحالة الصحية لفضيلة الدكتور محمد بديع وتعرضه لاعتداء من أحد ضباط أمن الانقلاب في سجن طرة.
وتروي الرسالة المسربة قصة الاعتداء على المرشد العام الأستاذ الدكتور محمد بديع؛ حيث توضح أن الأمر بدأ بوصول الضابط الجديد بأمن الانقلاب مروان عبد الحميد المسئول عن اثنين من سجون منطقة طرة؛ هما سجن الملحق وسجن العقرب؛ حيث استدعى عددًا من معتقلي الإخوان - بينهم وزير في عهد الرئيس محمد مرسي - لسؤالهم عن بيان منسوب لجماعة الإخوان، لكنهم رفضوا التجاوب معه.
وتضيف الرسالة أن الضابط توجه إثر ذلك إلى زنزانة المرشد العام بصحبة ضابط آخر قادم من خارج السجن ولا تُعرف هويته؛ حيث قام الأخير بدفع الدكتور بديع ليسقط على الأرض، وأرفق ذلك بسباب للإخوان يقول فيه: "يا ولاد..، مش عاجبكم ولا مبادرة خلاص طلّعوا انتم مبادرة"، بينما اكتفى المرشد بالرد بعبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل".
ومن جهة أخرى تطرقت الرسالة إلى ما يتعرَّض له مرشد الإخوان المسلمين من انتهاكات، مشيرةً إلى أنه محروم منذ سبعة أشهر من تناول علاجه الطبي، فضلا عن الكرسي الخاص به، علمًا بأنه يعاني إصابة مجهولة في ظهره تمنعه من الحركة، ولم يعد يتمكن من الانتقال إلا محمولاً.
ولفتت الرسالة إلى ما تقوم به سلطة الانقلاب من إقحام اسم المرشد في عشرات القضايا، لدرجة أنه حضر نحو 800 جلسة محاكمة على مدى السنوات الخمس الماضية، ولا يكاد يمر يوم دون أن يقضي ساعات طويلة بين أقفاص الاحتجاز في المحاكم وسيارات الترحيلات المتهالكة، فضلاً عن الساعات الباقية خلف قضبان السجن.
منع الأدوية
وفي سبتمبر 2018، كشفت ضحى بديع، ابنة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عن منع الأدوية عن والدها في سجون الانقلاب؛ مؤكدة تعرضه للقتل البطيء داخل السجن.
وكتبت ضحى - عبر صفحتها على فيسبوك - "وكأن منع الزيارة من سنتين وحتى الآن غير كافٍ، وكأن منع جميع مقومات الحياة والنوم على الأرض غير كافٍ، وكأن منع دخول الملابس والأطعمة منذ سنتين غير كافٍ، وكأن الحبس الانفرادي لمدة خمس سنوات غير كافٍ، وكأن غلق الكافيتريا والكانتين غير كافٍ، وكأن إطعامه الأكل الميري الذى لا يرتقى لأن يكون طعامًا للحيوانات غير كاف، وكأن منع أدوية الفيتامينات والأمراض الموسمية غير كافٍ، وكأن جعلهم وسيلة التواصل الوحيدة هي الإشارة من على بعد 10 أمتار ومن خلف قفص زجاجي ولمدة خمس دقائق غير كاف، فيزيدون في طغيانهم وجبروتهم ويمنعون الأدوية الأساسية عن والدى الشيخ الكبير الذى يبلغ من العمر 75 عاما".
وأضافت ضحى: "أدوية أمراض مزمنة تم منعها عن والدى من شهر، وحاولنا إدخالها عند بوابة السجن فرفضوا، وحاولنا إدخالها في المحكمة مرتين، مرة رفضوا دخولها والمرة الثانية سمح القاضي بدخولها وتم تسليمها لحرس المحكمة والمسئولين عن الترحيلة، ولكن لم تصل لوالدي ولا نعلم أين هي".
وتابعت ضحى: "أخبرنا والدي اليوم فى المحكمة بالإشارة أن منع هذه الأدوية الأساسية عنه أصابه بالتعب والإعياء الشديد، فهي أدوية أمراض مزمنة ولا يقدر على البقاء بدونها، فيتألم ألمًا شديدًا، ما يحدث في سجن ملحق مزرعة طره ما هو إلا قتل بالبطيء".
محاكمات وأحكام هزلية
وفي ديسمبر 2018، أيدت محكمة النقض حكمًا نهائيًا بالسجن 10 سنوات بحق المرشد العام، في القضية الهزلية المعروفة بأحداث بني سويف، التي تعود لصيف 2013"، لتصبح الأحكام النهائية ضده يصل مجموعها إلى 85 سنة.
ويُحاكم الدكتور بديع في 48 قضية، موزعة على 8 محافظات، حصل في بعضها على أحكام بالسجن لمدد متفاوتة، بينها 3 أحكام نهائية بالسجن 25 عامًا، بخلاف تأييد حكم قضائي بإدراجه بما يسمى بـ"قوائم الإرهابيين" لمدة 3 سنوات.
كما أن هناك قضايا أخرى يتم إعادة محاكمته فيها من جديد.