بغداد- عواصم- وكالات الأنباء

في تحوُّل نوعي للعنف الدموي في العراق اغتال مسلَّحون مجهولون عامر الهاشمي (شقيق نائب الرئيس العراقي والأمين العام للحزب الإسلامي العراقي طارق الهاشمي)، وذلك بعد أن اقتحموا منزله حيث أطلقوا عليه النار بعد قتل حرسه الخاص، وقد تمَّ اختطاف نجله وأحد مسئولي الحزب الإسلامي خلال عملية الاغتيال.

 

وفي تصاعُدٍ غيرِ مسبوقِ العنف في أنحاء العراق في غضون الساعات الأربع والعشرين الماضية أعلن جيش الاحتلال الأمريكي أنَّ قواتٍ أمريكيةً وعراقيةً مشتركةً قد قتلت 30 من أفراد ميليشيات جيش المهدي الشيعية خلال اشتباكاتٍ ضاريةٍ في شوارع مدينة الديوانية الشيعية، كما تمَّ العثور على ما يزيد على الـ28 جثةً في شوارع العاصمة العراقية بغداد، من جهتها طرحت منظمةُ المؤتمر الإسلامي مبادرةً جديدةً للمصالحة في العراق لاحتواء العنف الطائفي المتنامي هناك.

 

وقالت الدوائر العسكرية الأمريكية والعراقية إنَّه قد طُلِبَ من الناس في الديوانية أنْ يَلزموا بيوتَهم بموجب حظْرِ تجوُّلٍ مفتوحٍ بدءًا من الساعة الثانية صباحًا بتوقيت العراق يوم أمس الأحد 8/10/2006م، ثمَّ هزَّت الانفجاراتُ ودَويُّ الأسلحةِ الآليةِ أحياءً وسط المدينة لأكثر من خمس ساعات.

 

وقال الجيش الأمريكي إنَّ دبابةً من طراز (إبرامز إم 1. إيه 2) قد أُصيبت بأضرار جسيمة في القتال الذي اندلع بعد أنْ شَنَّ مسلَّحون هجومًا بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية على قوات أمريكية وعراقية، كانت في مهمة لاعتقال هدف "على درجة كبيرة من الأهمية"، بحسب ما نقلته وكالة (رويترز) للأنباء.

 

وذكر الجيش أنَّ القوات العراقية قد اعتقلت هدفًا "على درجة كبيرة من الأهمية" فيما يتصل بمقتل 20 جنديًّا عراقيًّا في معركة مع أفراد من ميليشيات جيش المهدي في الديوانية يوم 28 أغسطس الماضي، وأفادت الأنباء وقتها أنَّ 13 منهم قد أُعدِموا بعد أنْ نَفِدَت ذخيرتُهم.

 

وقد نفى مسئول بجيش المهدي (رفض الكشف عن اسمه) أيَّ ضلوع للميليشيا في معارك أمس الأحد، وألقى باللوم على من أسماهم بـ"مسلَّحين مارقين"، وقال إن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد أصدر أوامرَ لجيشِ المهدي "بعدم مهاجمة أحدٍ، بمن في ذلك الأمريكيون".

 

كما نفى مسئول آخر بجيش المهدي أنباء مقتل 30 مسلحًا منه، وقال إنَّ ثلاثة أشخاص فقط قد أُصيبوا بجروح، وذكرت مصادر طبية أنَّ أربعة مدنيين قد جُرحوا، ثم ظلَّت الديوانية هادئةً باقي اليوم، لكن كان هناك وجودٌ عسكريٌّ أمريكيٌّ كثيفٌ حتى ساعةٍ مبكرةٍ من المساء، عندما قال السكان إنَّ الجنود الأمريكيين والعراقيين قد انسحبوا إلى قواعدهم، وتمَّ رفع حظر التجوال لمدة ساعتين عند مغيب الشمس مع وقت الإفطار، وقال أحد المواطنين "توجد دبابةٌ أمريكيةٌ في كل ركن من الديوانية"، وأضاف: "لم ينَم أحد في الديوانية الليلة الماضية.. القتال كان ضاريًا جدًّا".

 

من جهتها أفادت الشرطة العراقية بالعثور على 28 قتيلاً في مناطق أخرى بالعراق، بينهم العقيد ثامر سلمان المسئول البارز بوزارة الداخلية في بغداد، والذي عُثِر على جثته وقد أُمطرت بوابل من الرصاص.

 

 الصورة غير متاحة

 جندي أمريكي قتيل

هذا وقد ارتفع العدد الإجمالي للقتلَى من الجنود الأمريكيين في العراق إلى 29 على مدى الأيام الثمانية الماضية، وفي المتوسط يَلقَى ما بين جنديَّين وثلاثة جنود أمريكيين حتفهم يوميًّا، فيما أفادت إحصائياتٌ أنَّ نحو 100 عراقي يلقون مصرعهم يوميًّا في العراق.

 

أمنيًّا أيضًا تمَّ ضربُ طوق أمني على العاصمة بغداد لمنع دخول المسلَّحين إليها، كما أ