شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس بالعاصمة المغربية، الرباط، على ضرورة تجاوز النزاعات الثنائية حتى لا تصبح عقبة في تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي".

وقال تشاووش أوغلوخلال كلمة له ضمن فعاليات الاحتفال بمرور 50 عاما على إنشاء المنظمة  إن "إصلاح منظمة التعاون الإسلامي بات ضروريا وعلينا أن نعمل جميعا لتحقيق ذلك".

كما دعا الملك محمد السادس، اليوم الخميس، لاعتماد خارطة طريق جديدة، تمكن من الاستفادة من الثروات البشرية والطبيعية بالبلدان الإسلامية، بما يساهم في إحداث نقلة نوعية في مؤشرات جودة الحياة بالبلدان أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.

وأوضح في رسالة وجهها إلى المشاركين في الاحتفالية المقامة بالرباط أن الأمر يتطلب "بلورة توجه جديد للمقاربات التنموية المعتمدة، يأخذ بعين الاعتبار، خصوصيات ومحددات النظام الاقتصادي العالمي، والاستفادة من التجارب الناجحة، التي راهنت بشكل أساسي على تنمية العنصر البشري وتأهيله"

وشدد على أن الهدف الأسمى يظل هو "تحقيق الطفرة التنموية والحضارية المنشودة، في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".

و ذكر بأن تخليد الذكرى الخمسين لإحداث المنظمة يأتي في ظل ظرفية دولية دقيقة وجد معقدة، تطغى عليها الأزمات التي اندلعت في بعض الدول الأعضاء في المنظمة، والتي تفاقمت تداعياتها إقليميا، وتصاعدت بفعلها نعرات الانقسام والطائفية المقيتة، وتنامت فيها ظاهرة التطرف والإرهاب.

وأكد ملك المغرب أيضا، على ضرورة التصدي لمحاولات بعض الجهات استغلال هذا الوضع المتأزم لإذكاء نعرات الانفصال، أو إعادة رسم خريطة العالم الإسلامي، على أسس تتجاهل حقائق التاريخ والهويات، والتدخل في مصائر الأمم، وتهديد الأمن والاستقرار الدوليين.

وأبرز أن من شأن التشخيص الدقيق والموضوعي للوضع الراهن في العالم الإسلامي، وتقييمه بتجرد وعمق، أن يساعد على تجاوز هذه المرحلة العصيبة، عبر وضع الاستراتيجيات والبرامج التنموية الملائمة وتنفيذها، في مراعاة تامة للخصوصيات الوطنية، وعلى أسس التضامن والتعاون التي يقوم عليها ميثاق المنظمة.

ويشارك في الاحتفال وزراء وممثلو "ترويكا" الإسلامية (تركيا والسعودية وغامبيا)، و"ترويكا" الوزاري (بنغلاديش والإمارات والنيجر)، إضافة إلى شخصيات وممثلي عدد من الدول والمنظمات الإسلامية.

ومنظمة التعاون الإسلامي، تضم في عضويتها 57 دولة موزعة على 4 قارات، وهي دول ذات أغلبية مسلمة من منطقة الوطن العربي، وإفريقيا، وآسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا، وشبه القارة الهندية، والبلقان (البوسنة وألبانيا).

وتصف المنظمة نفسها على أنها "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي" وإن كانت لا تضم كل الدول الإسلامية، وأنها تهدف إلى "حماية المصالح الحيوية للمسلمين" حول العالم.