يدلي الناخبون الجزائريون بأصواتهم، اليوم الخميس، في انتخابات رئاسية شهدت مقاطعة واسعة لاختيار خلف للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة؛ الذي استقال تحت ضغط حركة احتجاجية تستمر منذ عشرة شهور.

ومع بدء التصويت خرجت مظاهرات رافضة للانتخابات وعطلت مراكز اقتراع في مناطق متفرقة.

ويتنافس خلال هذه الانتخابات خمسة مرشحين، يعتبرهم الحراك الجزائري أبناء "للنظام السابق"، ويصعب توقع عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم من أصل 24 مليون ناخب، إلا أن غالبية المراقبين يتوقعون امتناعًا واسعًا عن التصويت.

تحطيم مركزين انتخابيين في منطقة القبائل في شرق الجزائر

[Photo]

وقام معارضون للانتخابات باقتحام وتحطيم مركزي تصويت في بجاية إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، تعبيرًا عن رفضهم إجراء الاقتراع، بحسب ما أفاد سكان من المنطقة.

وقام محتجون "بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين" بحسب شهود تحدثوا لوكالة الأنباء الفرنسية.

 

 

وبمجرد بداية عملية التصويت، اقتحم معارضون للانتخابات مركزي تصويت في بجاية إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وقاموا "بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين" بحسب شهود تحدثوا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبث ناشطون صورًا لمنع عدد من رافضي الانتخابات فتح مراكز تصويت في مدينة بجاية، ومَنعت الشرطة عشرات الأشخاص من اقتحام أحد المراكز وهم يرددون شعارات تدعو للسلمية ورفضِ إجراء الانتخابات في الظروف الحالية.

كما أظهرت صور بثها ناشطون إلقاء صناديق الاقتراع وأوراق المرشحين وسجلات الناخبين في الشارع.

توقيف الانتخابات في بجاية pic.twitter.com/sS3AgypeJ3

— Béjaïa page صفحة بجاية (@YAH00o) December 12, 2019

 

مظاهرات

وبالتوازي مع ذلك خرج الآلاف إلى شوارع وسط الجزائر العاصمة، مرددين هتافات "لا للتصويت"، في وقت تنظم فيه السلطات انتخابات رئاسية تعتبرها الحركة الاحتجاجية مسرحية تهدف إلى إبقاء النخبة الحاكمة في السلطة. وهرع رجال الشرطة لتفريق المحتجين بالعصيّ، لكنهم تراجعوا مع وصول المزيد من المتظاهرين.

كما خرجت مظاهرات في مدينة قَسنطينة وتيزي وزو، رافضة إجراء الانتخابات في الظروف الحالية. وفي منطقة القبائل - وهي مركز رئيسي للاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة - قال أحد السكان: إن المتظاهرين اقتحموا مركز اقتراع في بجاية ودمروا صناديق الاقتراع وخرجوا إلى الشوارع في بلدة حيزر وهم يهتفون "لا للتصويت".

وقال شهود: إن مراكز الاقتراع في بعض المناطق بقيت مغلقة بعد ساعات من الموعد الرسمي لبدء الاقتراع في الساعة السابعة بتوقيت غرينتش. وتغلق المراكز في الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، ولا يتوقع صدور نتائج قبل يوم الجمعة على أقرب تقدير.

ويندد المتظاهرون بـ"مهزلة انتخابية"، ويطالبون أكثر من أي وقت مضى بإسقاط "النظام" الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عام 1962، وبرحيل جميع الذين دعموا أو كانوا جزءًا من عهد عبدالعزيز بوتفليقة؛ الذي استمر 20 عامًا وأُرغم على الاستقالة تحت ضغط الشارع في أبريل الماضي.

ويرى الجيش - وهو أقوى عنصر على الساحة السياسية - أن التصويت هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والنظام بالبلاد عن طريق اختيار خليفة للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.

اقتراع في سلة القمامة

قامت مجموعة من المتظاهرين في ولاية جيجل شرقي الجزائر بالاقتراع في سلة للقمامة في أحد الشوارع بطريقة ساخرة، تعبيرًا عن رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية.

واصطف المتظاهرون في شارع عام بولاية جيجل، وقاموا بالإدلاء بأصواتهم في أحد صناديق القمامة، مع ذكر أسماء المرشحين الذين صوَّتوا لصالحهم.

 

تصويت بوتفليقة

من جهة أخرى أدلى الرئيس الجزائري المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة بصوته في انتخابات الرئاسة التي انطلقت اليوم الخميس؛ حيث كلف شقيقه ناصر بالتصويت نيابة عنه بأحد مراكز الاقتراع في العاصمة.

وأظهرت مقاطع فيديو أن ناصر شقيق بوتفليقة قدم لمكتب التصويت بطاقة الهوية الخاصة بشقيقه الرئيس السابق للتصويت بالنيابة عنه في مدرسة البشير الإبراهيمي بحي الأبيار بالعاصمة.

وقالت وسائل إعلام محلية إن ناصر بوتفليقة أكد للصحفيين أنه صوّت في الانتخابات بناء على توكيل من شقيقه.

ويبدو أن الوضع الصحي لبوتفليقة الذي ترك الرئاسة تحت ضغط الحراك الشعبي لم يسمح بقدومه لمكتب التصويت.