الدكتور محمد البلتاجي طبيب مصري وقيادي في جماعة الإخوان المسلمين وأحد رموز ثورة 25 يناير، اعتقل بعد انقلاب السيسي على إرادة الشعب المصري، وصدرت في حقه العديد من الأحكام، بينها الإعدام والمؤبد.

النشأة والأسرة

هو محمد محمد إبراهيم البلتاجي، عضو مجلس الشعب المصري السابق ورمز من رموز الإخوان المسلمين بمصر.

وُلد عام 1963 في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، ويقيم في شبرا الخيمة، متزوج وله خمسة أولاد (عمار، أنس، أسماء، خالد، وحسام الدين).

ارتباطه بالإخوان

تعرف إلى دعوة الإخوان المسلمين في أول المرحلة الثانوية بالإسكندرية سنة 1977م، من خلال عاطفة الثلاثاء والأساتذة الكرام: محمد عبد المنعم وجمعة أمين ومحمد حسين، ومن خلال زيارات متكررة لعلماء الأزهر الكبار: الشيخ أحمد المحلاوي في بيته، والشيخ محمود عيد في مسجده، بدأت معالم الفكرة الإسلامية والمشروع الإسلامي والدعوة تتعمق في نفسه ورموز العمل الطلابي (إبراهيم الزعفران وخالد الزعفران، طلعت فهمي وآخرين).

عمله الطلابي

رأس اللجنة الثقافية، ثم مثل اتحاد طلاب معهد الإسكندرية الديني الثانوي، وأصدر أول مجلة دعوية أزهرية في هذا الوقت (1978 - النذير).

كان من المتفوقين دراسيًا بصفة منتظمة، وكان أحد العشرة الأوائل على الجمهورية في الثانوية العامة الأزهرية (ترتيب السادس) 1981/1980.

شارك في أعمال (الجماعة الإسلامية بالمدارس الثانوية بمحافظة الإسكندرية)، والتي كان لها نشاط عام دعوي وتربوي وسياسي كبير، تمثل في إقامة مؤتمر من أكبر مؤتمرات الإسكندرية لتفنيد ومعارضة كامب ديفيد 1978.

شارك منذ هذا الوقت المبكر في أعمال البر والخير ببلدته - كفر الدوار - تأسيس مشروع فصول تقوية - خطابة الجمعة ودروس وندوات دينية.

حافظ على تفوقه الدراسي فكان أول دفعته بكلية طب الأزهر سنوات 82/83/84.. (امتياز).

رئيسًا لاتحاد كلية طب الأزهر ثم رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة الأزهر (بفروعها على مستوى الجمهورية) 85 - 86 - 87.

وكان تمثيله طلاب جامعة الأزهر نقلة وبداية عهد جديد في العمل الطلابي والإسلامي بجامعة الأزهر، فكانت صحوة طلابية كبيرة على المستوى الدعوي والخدمي والمشاركة السياسية العامة:

ندوات ثقافية ودينية كبرى، حاضر بكثير منها العلامة يوسف القرضاوي.

معارض وندوات لمعارضة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وزيارات متكررة لممثلي عبد رب الرسول سياف لجامعة الأزهر.

معارض كتاب / معارض / نشاط خدمي / مشروع مواصلات طلابية دعوية / مذكرات امتحانات للزملاء/ وجبات للطلاب غير المقيمين بالمدينة الجامعية.

شارك مع رموز العمل الطلابي بالجامعات المصرية في توحيد موقف طلاب حاشد تأييدًا لقضية الجندي المصري (سليمان خاطر) ومخاطبة الحكومة المصرية بالإفراج عنه وعدالة قضيته.

صدرت ضده قرارات تعسفية بفصله وعزله عن رئاسة اتحاد الطلاب من إدارة الجامعة، ولكن الإدارة اضطرت للعدول عن قراراتها الظالمة أمام ضغوط طلابية حاشدة.

تخرج من كلية طب الأزهر دفعة 87 / 1988، وعمل طبيب امتياز بمستشفى الحسين الجامعي 1988 - 1989م.

التحق بالجيش وأدى الخدمة العسكرية (ملازم) لمدة سنة واحدة لصدور قرار تعيينه معيدًا (نائب بمستشفى الحسين الجامعي).

نتيجة بحث الصور عن محمد البلتاجي

عمله السياسي

ترشح عن جماعة الإخوان المسلمين لعضوية مجلس الشعب عام 2005 وفاز بمقعد دائرة قسم أول شبرا الخيمة.

كان للبلتاجي حضور مميز في البرلمان، وعرف بطرح قضايا الفئات الضعيفة في المجتمع وحقوقها، وقضايا الإصلاح السياسي والحريات وحقوق الإنسان واستقلال القضاء، ورفض حبس الصحفيين في قضايا النشر، وقضايا التعليم وغيرها.

نتيجة بحث الصور عن محمد البلتاجي

أسهم في تأسيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في يناير 2007، وانتُخب عضوًا في اللجنة التنفيذية للمؤتمر القومي الإسلامي عام 2008.

ترشح للمرة الثانية في الانتخابات التشريعية عام 2010، لكنه انسحب من الجولة؛ احتجاجًا على التزوير الذي وصفه بالفاضح، والتزم بقرار جماعة الإخوان المسلمين مقاطعة جولة الإعادة، وشارك فيما سمي بالبرلمان الشعبي.

قبل ذلك، حضر اسم محمد البلتاجي بقوة في الحملة المصرية ضد التوريث عام 2009، وحركة "مصريون من أجل انتخابات حرة وسليمة" و"الجمعية الوطنية للتغيير".

وعلى المستوى الدولي دافع عن القضية الفلسطينية، وواجه التطبيع، وشارك في تشكيل اللجنة الدولية لكسر حصار قطاع غزة، وكان ضمن النشطاء الدوليين في سفينة "مرمرة" التركية التي اعتدت عليها دولة الاحتلال الصهيوني في أواخر مايو 2010، وحالت دون وصولها للقطاع.

شارك البلتاجي بقوة في ثورة 25 يناير 2011، وحضر أهم مفاصلها، واختير عضوًا بمجلس أمناء الثورة، وكان مرابطًا في ميدان التحرير مع الثوار حتى إعلان تنحّي المخلوع حسني مبارك عن الحكم.

محمد البلتاجي.. أسد الميدان (بروفايل)

شارك بعدها في تأسيس الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، حزب "الحرية والعدالة"، ونجح في الانتخابات التشريعية في 28 نوفمبر 2011 بمحافظة القليوبية.

بعد انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب ديمقراطيًّا الدكتور محمد مرسي في 3 يوليو 2013، كانت للبلتاجي مواقف قوية في مقاومة الانقلاب من على منصة اعتصام رابعة العدوية، وبعد مجزرة رابعة قال: إن الإخوان لن يلجؤوا إلى العنف في مواجهة الانقلاب الذي قتل من المصريين أضعاف من قتلوا أثناء العدوان الصهيوني على غزة عام ٢٠٠٨.

استشهاد أسماء ومِحَن ما بعد الانقلاب

تعرض البلتاجي لمحنة كبيرة؛ حيث اعتقلته سلطات الانقلاب في 29 أغسطس 2013، على خلفية اتهامات هزلية عديدة؛ منها تعذيب مواطنين معارضين لجماعة الإخوان المسلمين، والدعوة للعنف، كما استشهدت ابنته أسماء (17 عامًا) برصاصة في صدرها، خلال مجزرة فض رابعة، واعتقل ابنه أنس الطالب في كلية التربية بجامعة عين شمس.

محمد البلتاجي.. أسد الميدان (بروفايل)

واعتقل ابنه خالد، الطالب بالصف الثالث الثانوي، لكن أفرج عنه في يناير 2015، فيما تعرض ابنه حسام الطالب بالصف الثالث الإعدادي لمضايقات وملاحقات أمنية باستمرار، واضطر ابنه عمار - الذي اعتُقل بعد مجزرة رابعة - لمغادرة البلاد في اتجاه تركيا بعد الإفراج عنه؛ لما وجد نفسه أمام أربعة بلاغات ضده لدى نائب عام الانقلاب.

نتيجة بحث الصور عن محمد البلتاجي

كما حُكم على زوجته بستة أشهر سجنًا غيابيًّا؛ بتهمة الاعتداء على حرّاس سجن طرة - العام الماضي - أثناء زيارتها زوجها الدكتور محمد البلتاجي في محبسه.

نتيجة بحث الصور عن محمد البلتاجي

وقد حكمت على البلتاجي محكمة جنايات القاهرة في أبريل 2014 بالسجن سنة مع الشغل؛ بتهمة إهانة القضاء، خلال محاكمته في هزلية "قتل متظاهرين" مع الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، وفي سبتمبر 2014 حُكم عليه ظلمًا بالسجن عشرين عامًا؛ بزعم "اختطاف وتعذيب رجلي شرطة في ميدان رابعة"، وبالسجن عشر سنوات أخرى بتهمة "قيادة جماعة إرهابية"، بحسب نيابة الانقلاب.

محمد البلتاجي.. أسد الميدان (بروفايل)

وفي أكتوبر من العام نفسه حُكم عليه بالسجن 15 سنة بتهمة بتعذيب مواطن مصري خلال ثورة 25 يناير 2011.

وفي أواخر ديسمبر 2014 حُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات بعد إدانته بتهمة إهانة المحكمة، وغرامة عشرين ألف جنيه مصري، وفي 16يونيو 2015، قضت محكمة الجنايات في القاهرة بإعدامه شنقًا في "قضية التخابر" مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وبالتزامن مع الأحكام المذكورة، قرر مجلس جامعة الأزهر في مايو 2015 إنهاء خدمة محمد البلتاجي، كأستاذ مساعد بكلية الطب للبنين بالقاهرة.

اللقاء الأخير للبلتاجي مع والدته

توفيت والدته في 6 سبتمبر 2019، فيما طالبت أسرته بحضوره الدفن وإلقاء نظرة الوداع عليها, لكن دون جدوى, فقد كانت والدة البلتاجي سنية مصطفى (85 عامًا) تعاني من ظروف صحية غير مستقرة؛ نظرًا لكبر السن والشيخوخة.
 
وفي ديسمبر 2016، التقى د. محمد البلتاجي مع والدته للمرة الأولى منذ القبض عليه في أغسطس 2013، وذلك في قاعة المحاكمة التي تنظر إحدى القضايا التي يتهم فيها البلتاجي.

وأثناء نظر هزلية "فض اعتصام رابعة" سُمح لوالدة البلتاجي - الحاضرة للجلسة - أن تقابل نجلها المتهم في القضية والذي سمح له بالخروج من قفص الاتهام للقائها لعشر دقائق.

فور السماح للبلتاجي بلقاء والدته التي كانت تجلس على كرسي متحرك، جرى نحوها وقبّل يديها، وبدت الابتسامة على وجهه، وتبادلا الحديث داخل قاعة المحكمة.

منذ ذلك التاريخ لم يلتق البلتاجي والدته مرة أخرى، لتكون المحصلة لقاءً واحدًا فقط خلال منذ اعتقاله.

.