تهيئة نفسية لاعتقال أحد أفراد الأسرة
بقلم: عبدالرحمن فهمي

التربية على التحدي الإيجابي.. ماذا أفعل مع هؤلاء الظالمين

بعد اتضاح الصورة الحقيقية للأب وأسباب اعتقاله وبيان أنَّ هذا ظلم، وأنَّ القائمين عليه ظالمون يبدأ الطفل في التفكير في رد الفعل اللازم تجاه هؤلاء، وهل هم كفرة أم يهود كما علق بعض الأبناء "اليهود خربوا بيتنا وأسروا أبي الليلة الماضية"؟! وهذا من وحي ما يرونه في وسائل الإعلام لما يجري في فلسطين.

وهنا قد يكون رد فعل الطفل إما (سلبيًّا) أو(إيجابيًا معتدلاً) أو (إيجابيًا غير معتدل) فبعض الأطفال قد يذهب إلى مدرسته خافض الرأس في غاية الحرج بين زملائه؛ لأنَّ أباه في السجن والبعض الآخر قد يفكر في الانتقام من هؤلاء الظالمين الذين سجنوا الصالحين الحريصين على وطنهم والبعض الآخر يقوم بدور التحدي الإيجابي الذي نرجوه.

ابني الحبيب.. نحن نلتزم بشرع الله تعالى، وهؤلاء الظلمة الذين أفسدوا بلادنا وظلموا أباك هم للأسف مسلمون، وبالتالي لا يجوز لنا أن نهدر دماءهم بل علينا أن نلجأ لأعمال كثيرة من أجل مقاومة هؤلاء الظالمين.

النقاط العشرة للتحدي الإيجابي عند اعتقال الأب أو الزوج:

أولاً: أن نحتسب هذا العمل عند الله تعالى، فالأب أو الزوج يدفع ضريبة عن الشعب من أجل المطالبة بالإصلاح، فيجب أن نصبر ونحتسب ذلك عند الله تعالى.

ثانيًّا: أن نتضرع إلى الله تعالى أن يرفع عنه الظلم وأن يفرج عنه وعن إخوانه فرجًا عاجلاً فنصلي صلاة الحاجة ونصوم الإثنين والخميس، ونقوم بالليل، ونستنزل رحمات الله تبارك وتعالى على هذا البلد، ونلجأ إلى الله ليكشف عن بلدنا الحبيب الطغيان والفساد وأن يفرج عن جميع المسجونين.

ثالثًا: أن نكون فخورين به معتزين بجهده ونشاطه ونشرح قضيتنا للناس ونبين دوره في الإصلاح ونفضح الظلم والظالمين.

رابعًا: عند خروج جنود الظالمين من البيت بعد الاعتقال علينا أن نسارع بالاتصال بأهله وأصدقائه المقربين، وكذلك نتصل بالمحامين الذين نتعامل معهم للدفاع عنه ومتابعة قضيته حتى ينعم الله تعالى عليه بالفرج.

خامسًا: أن نتصل بالجهات والمؤسسات التي تسعى للإفراج عن المحبوسين ظلمًا، فنتصل أولاً بالنقابة التابع لها إن كان تابعًا لنقابة ونتصل بالصحف والمجلات ونكتب رسائل عبر البريد الإلكتروني ونناشد جمعيات حقوق الإنسان وكل الجهات التي يمكنها الضغط من أجل الإفراج عن المعتقلين.

سادسًا: المشاركة في المؤتمرات والمسيرات والفعاليات التي تضم نساء وأطفال المعتقلين لفضح الظلم ومطالبة المسئولين ومناشدة الرأي العام التدخل للإفراج عن المعتقلين وعمل صداع دائم ومستمر لأنظمة الظلم حتى يتم الإفراج.

سابعًا: دفع الأبناء للاجتهاد في الدراسة ومضاعفة الجهد، وأن يكون التفوق سلاحًا لتحدي الظالمين للسعي لإصلاح الوطن من ناحية ولإدخال السرور على نفس الأب المسجون من ناحية أخرى، وهو الذي كان كل همه السعي على مصلحة أبنائه والأخذ بأيديهم إلى المعالي، فنقول له قرَّ عينًا نحن نحقق أمانيك ونسير على دربك، فلا تبتئس بما يفعل الظالمون، فلئن كانوا قد اعتقلوك ليؤثروا علينا فنحن نتحداهم بأننا نضاعف الجهد ونحصل على أعلى الدرجات ونفوز بالمراكز الأولى لنشرف بأبينا ونرفع راية دعوتنا والله معنا يستجيب دعاءنا ويؤازرنا فنحن عباده المظلومون وجنوده السائرون في طريقه، العاملون من أجل نصرة دينه، ولا ننسى هنا أن نبين أن من بين بنات الإخوان من حقق المركز الأول في المرحلة الثانوية على مستوى الجمهورية والأب في السجن طوال العام.

ثامنًا: زيارة الأب أو الزوج كلما سنحت فرصة الزيارة: لنطمئن عليه ونشد على يديه وليطمئن هو كذلك علينا ونستفيد بإرشاداته وبالتالي هذه الزيارة تساعدنا وتساعد الأب على الصمود والاستمرار.

تاسعًا: محاولة ترتيب مصالح الأب إن أمكن: بأن نقوم بواجباته ونملأ بعض الفراغ الذي تركه.

عاشرًا: أن يكون لنا دور في الإصلاح، فنستمر في الأنشطة التي كان يحثنا عيها الأب، بل نضاعف ونزيد وننبذ الخوف والكمون، فنذهب إلى المساجد، ونشارك في الفعاليات ونصطحب معنا زملاءنا ونحث الأصدقاء على فعل الخيرات، ونرشد مجتمعنا إلى الرقي بالوطن ومقاومة الظلم والظالمين ونرفع صوتنا بالحق عاليًا نصدع به في كل مكان.. ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (فصلت: 33).

دور باقي الآباء والأمهات والأبناء مع أبناء المعتقلين

(1) بث روح العزة والكرامة في نفوسهم وذكر أبيهم بالخير والاعتزاز به أمامهم.

(2) قضاء حوائجهم وتلبية رغباتهم وعدم إشعارهم بالحرمان لغياب الأب.

(3) متابعتهم دراسيًا وزيارتهم في المدارس لتفقد أحوالهم.

(4) تشجيع الأبناء بين الفترة والأخرى على زيارتهم لأبناء المعتقلين وتقديم الهدايا والمشاركة في اللعب وإدخال السرور عليهم في فترة غياب الأب مصدر السرور الكبير للأسرة مع مراعاة الوقت المناسب للزيارة وعدم الإثقال عليهم.

(5) رعايتهم صحيًا والمسارعة في حل مشكلاتهم.

(6) حثهم على مداومة الذكر والدعاء والتضرع إلى الله تعالى للإفراج عن أبيهم.

(7) اصطحاب أبناء المعتقلين في نزهة أو رحلة.

(8) الاحتفال بهم عند نجاحهم وتكريمهم بالهدايا وصناعة الجو الاجتماعي الجميل الذي كان يقوم به الأب.

(9) اصطحابهم في بعض الزيارات والمناشط الاجتماعية.

(10) تنبيه الأولاد بعدم معايرتهم بسجن الأب أو الإساءة إليهم بأية طريقة.

التربية الوقائية والإجراءات الضرورية للاعتقال

1- تربية الأبناء على الاعتماد على النفس وتعليم الأبناء الحياة وتدريبهم على التسوق وقضاء حوائج المنزل وتعليمهم احترام قيمة المال.

2- أن يكون للأم دور واضح في قيادة أبنائها وألا تلغي دورها معتمدةً على دور الأب في كل الأمور وهي منسحبة تمامًا، وكلما طرأ أمر أو حدثت مشكلة تحيلها للأب، وكلما صدر من الابن شيء تقول له عندما يأتي أبوك سأقول له ومرارًا وتكرارًا تصبح عديمة التأثير؛ هذه الأم تتعب كثيرًا عند غياب زوجها فتصبح عصبية وتفشل في قيادة الأسرة وقد تتعرض لبعض الأمراض مثل الضغط أو السكر.

3- أن نحكي للأبناء قصص السجناء الصالحين العظماء عبر التاريخ، وكذلك قصص الأطفال العظماء في غياب الأب.

4- تجهيز حقيبة الاعتقال: مرفق قائمة بمحتويات الحقيبة.

5- عمل توكيل للزوجة: لمساعدتها في صرف المرتب أو القيام ببعض الأعمال الضرورية نيابةً عنه.

6- عمل توكيل للمحامين ويا حبذا أن يكون منهم أحد المحامين بالقاهرة.

7- اغتنمي فرصة وجود اعتقالات وسارعي بتهيئة أولادك وكلميهم عن أعمامهم المعتقلين واشرحي لهم القضية كما سبق.

اصطحبيهم معك لزيارة بيوت المعتقلين فيعايشوا البيوت التي غاب عنها الأب ويتهيأوا لمثل هذا الظرف.

8- أعطي أبناءك نقودا ليشتروا هدايا لأبناء المعتقلين ويتعلموا مواساة إخوانهم المسلمين في غياب أبيهم.

9- تكلمي مع أبنائك باعتزاز عن الرجال المعتقلين وأنَّ هذا لا يسيء إليهم وأنهم في قافلة العظماء الذين يدافعون عن الوطن.

10- اطرحي على أبنائك سؤالاً: ماذا لو اعتقل أبوكم؟؟! وتعرَّفي على رد فعلهم وطريقة تناولهم للأمور من كافة جوانبها.

11- علميهم صلاة الحاجة والدعاء والتضرع والتصدق بنية الإفراج عن أعمامهم المسجونين.

12- اجعليهم يعايشون أخبار أعمامهم المعتقلين أولاً بأول، فمثلاً ليلة العرض على النيابة هيا يا أولاد نتوضأ لنصلي صلاة الحاجة، وندعو ونتضرع إلى الله تعالى للإفراج عن أعمامكم، وفي اليوم التالي تابعي معهم أخبار العرض على النيابة وهل تمَّ الإفراج أم لا وهكذا.

ادفعيهم للعمل والنشاط ودربيهم على أن يكون لهم دور في إصلاح وطنهم الغالي حتى نتخلص من الظلم والاستبداد الذي يظلم الصالحين.

13- أن نحكي للأبناء قصصًا من وحي الاعتقالات المعاصرة: مثل (الصابر الصغير في ميدان الإصلاح).

14- التربية الصحفية للأبناء: تعليم الأبناء كتابة رسالة ومراسلة الصحف حتى إذا استدعى الأمر يستطيعون مناشدة الجهات المعنية.