في أحد مخيمات النازحين بتعز في اليمن، تعيش عجوز يمنية مع ابنها القعيد وعائلتها داخل إحدى البنايات تحت الإنشاء.

تقول الأم وهي تبكي وأبكت ولدها بجانبها: "أمنيتي كرسي لولدي الذي كان مصدر رزقنا والآن مقعد بسبب جلطة".  

وأضافت: "ما معانا إلا الله.. كنا ميسوري  الحال والآن نختبئ من البرد والمطر وليس لدينا مال ولا دواء".

وحذرت 15 منظمة دولية تعمل في اليمن، من أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الحرب سيجُر المدنيين إلى كارثة أكبر.. داعية في ذات الوقت إلى سرعة تنفيذ اتفاق ستوكهولم.

وفي بيان مشترك شدَّدت منظمات العمل ضد الجوع، كير الدولية، المجلس الدنماركي للاجئين هانديكاب الدولية، الإغاثة الإسلامية، هيئة الإغاثة الدولية، انترسوس، أطباء العالم الفرنسية، المجلس النرويجي للاجئين، أوكسفام، الطوارئ الدولية الأولى، سيفرورلد، رؤيا أمل، زوا، وكالة السبتيين للتنمية والإغاثة، على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في جميع أنحاء اليمن لضمان مُحادثات السلام التي طال انتظارُها.

وقالت في البيان: "إن أكثر ما تحتاج إليه اليمن الآن هو أن يُوضع حدٌّ للعنف عبر إيجاد حل سياسي للصراع يأخُذ بعينِ الاعتبار احتياجات النساء والشباب والمُجتمع المدني بأكمله".

وأشار البيان إلى أنه محافظات الحُديدة وصعدة وتعز والضالع وحجة ما زالت ضِمن أقل المُحافظات اليمنية أمنًا بالنسبة للمدنيين هذا العام على الرغم من انخفاض مُستويات العُنف مقارنةً بالعام الماضي.

وأوضح أن محافظة الحديدة شهدت سقوط أعلى حصيلة للضحايا المدنيين منذ توقيع اتفاق ستوكهولم مقارنةً بالمحافظات الأخرى، مبينًا أنه سقط في محافظة الحديدة ربع إجمالي عدد الضحايا المدنيين الذين قتلوا خلال العام 2019.

وأضاف البيان "على الرغم من أن وقف إطلاق النار في المحافظة وميناءها يُعتبر بندًا جوهريًا وأساسيًا للاتفاق، إلا أن الحُديدة قد شهدت وقوع 799 ضحية من المدنيين منذ توقيع اتفاق ستوكهولم في العام المنصرم".

وذكر البيان أن حوالي 390 ألف شخص نزحوا هذا العام من منازلهم في جميع أنحاء البلاد حتى الآن، ويشكل النازحون من محافظات حجة والحديدة والضالع نصف هذا العدد.

ودعا المنظمات جميع الأطراف ومجلس الأمن التابع للأُمم المُتحدة والدول ذاتَ النُفوذ إلى العمل معًا والإسراع في تنفيذ اتفاق ستوكهولم.

وتابعت: "لقد حان الوقت لبناء الثقة من أجل السلام ابتداءً بالاتفاق ووصولاً إلى مابعده، وذلك من خلال مُشاركة عائدات ميناء الحديدة لدفع الرواتب في جميع أنحاء البلاد، وكذلك إنهاء الجمود المُسيَّس حول الوقود لحلّ الأزمة".

وقالت: "على الرغم من أننا ندعو إلى التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم، إلا أنهُ لا ينبغي أن يكون شرطاً مُسبقًا للسلام في اليمن".

واعتبر البيان أن الإعلان الأخير عن افتتاح مطار صنعاء للرحلات الطبية بادرة إيجابية، لافتًا إلى أنه "إذا ما تم ذلك فعلاً، فإنه سيُمكن الآلاف من المرضى في اليمن من الحصول على الرعاية الطبية المُنقذة للحياة".

وعبرت المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن عن استيائها بسبب استمرار معاناة المدنيين من أزمة إنسانية لا حصر لها نتيجة الصراع القائم منذ قرابة خمس سنوات.

وأكدت أن المدنيين لا يزالون يتحملون وطأة العُنف، لا سيما وقد تضررت المنازل والمزارع والأسواق والمرافق الصحية، وتفاقم الوضع الإنساني الذي لا يكادُ يتحمل المزيد من المُضاعفات.

وكان تقرير لمنظمة أوكسفام قد أكد في وقت سابق أن اليمنيين يجبرون على الاختيار بين العلاج من الكوليرا وتوفير الطعام؛ ما يزيد تفاقم دوامة المعاناة الصحية والفقر.

أوكسفام كشفت في تقارير لها أن اليمنيين يعانون من انتشار الأمراض والمجاعة (رويترز)

واستعرضت أوكسفام في تقريرها "اليمن.. أزمة الكوليرا الكارثية" تفاصيل آثار تفشي المرض؛ حيث يتعين على العديد من اليمنيين الاختيار بين علاج آثار الكوليرا - التي يمكن أن تكون قاتلة إذا لم تعالج بسرعة - أو إعالة عوائلهم.

وأفاد التقرير بأن ثلثي اليمنيين لا يحصلون على المياه النظيفة، ويتوقع أن يتفاقم انتشار المرض وسط الحرب الدائرة التي تقودها السعودية ضد اليمن والتي أودت بحياة 10 آلاف بالفعل.

ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، في حين يحتاج المساعدة 24.1 مليون شخص (أكثر من ثلثي سكان اليمن) بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية بأنها الأسوأ في العالم حاليا.