اتهمت مجموعة إنقاذ "الخوذ البيضاء"، نظام بشار وروسيا بقتل 18 مدنيًا يوم الأحد في قصف جوي شمل قنابل برميلية وضربات جوية.

وأوضحت مجموعة "الخوذ البيضاء"، اليوم الاثنين "بالأمس، فجأة، استأنفت روسيا وقوات النظام قصفها للمنازل المدنية في الريف الغربي والجنوبي من حلب وريف إدلب بعد يومين من الهدوء المضطرب".

وأضافت المجموعة، أنه "يوم مأساوي ودموي بشكل رهيب"، حيث قتل 17 مدنيًا في حلب، فيما قتل  آخر في إدلب.

وقالت "الخوذ البيضاء": "تركز القصف على مراكز المدينة وعلى الطرق الرئيسية للأشخاص الذين يحاولون الهروب من الموت"، مشيرة إلى أن أكثر من 45 شخصًا أصيبوا في الهجمات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان, أنه قتل عشرون مدنيًا على الأقل، يوم الأحد، في شمال غرب سورية، حيث باتت قوات النظام على وشك السيطرة على الطريق الدولي حلب - دمشق، ولم يبق أمامها سوى كيلومترين فقط لاستعادته كاملاً إثر تقدم جديد.

وتابع المرصد أن 14 مدنيا قتلوا في غارات روسية بينهم تسعة في قرية كفرنوران في ريف حلب الغربي. وقتل خمسة مدنيين آخرين في غارات جوية للنظام، أربعة منهم بسقوط براميل متفجرة على بلدة الأتارب غرب حلب.

كذلك، قتل مدني في قصف مدفعي على مدينة جسر الشغور جنوب محافظة ادلب، وفق المصدر نفسه. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن هذه الحصيلة نتيجة "تكثيف الضربات الجوية" الروسية والسورية مساء، وخصوصا في المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين والفصائل المعارضة في محاذاة القسم الأخير من طريق "إم 5".

ويبلغ طول هذا القسم كيلومترين ويقع غرب محافظة ادلب. وتربط هذه الطريق الرئيسية جنوب البلاد بمدينة حلب شمالا مرورا بدمشق. وأضاف عبد الرحمن "حققت قوات النظام تقدمًا جديدًا الأحد، وسيطرت على عدد من القرى قرب الطريق" في ريف حلب الجنوبي الغربي.

وتُعد استعادة هذا الطريق الذي يعرف باسم "الإم 5"، الهدف الأبرز للنظام في دمشق حاليًا، وقد سيطرت على الجزء الأكبر منه تدريجيًا خلال هجمات عسكرية على مر السنوات الماضية.

ومنذ بدء الهجوم، سيطرت قوات النظام على عشرات المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب، آخرها مدينة سراقب، أمس، السبت، والتي يمر منها الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

واستعادت قوات النظام قبل يومين كامل الجزء من الطريق الذي يمر من محافظة إدلب، وتركز منذ ذلك الحين عملياتها على ريف حلب الجنوبي الغربي، وفق المرصد.

وقالت جماعات إغاثة وأطباء إن الطقس البارد والمرض وعدم وجود مأوى ودواء، آفات تهدد مئات ألوف المدنيين الذين يفرون من القتال المستعر في محافظة إدلب السورية


 

في أحد أكبر عمليات النزوح خلال الحرب الأهلية المحتدمة منذ نحو تسع سنوات. ويُحاصر النازحون، الذين تتضخم أعدادهم بشكل يومي، بين قوات الجيش السوري المتقدمة، التي تحرص على سحق آخر معقل بارز لمسلحي المعارضة، وبين الحدود التركية المغلقة.

ويُضطر البعض للفرار سيرا على الأقدام في حين يضطر كثيرون آخرون للنوم في سياراتهم مع قصف طائرات سورية وروسية الطرق السريعة المتجهة شمالا صوب تركيا.

وناشد مسئول في الأمم المتحدة العالم تقديم مساعدة مالية طارئة لمساعدة ما يُقدر بنحو 800 ألف شخص في شمال غرب سوريا في الأشهر المقبلة.

وقال وسيم زكريا، وهو طبيب يعمل في عيادة في مدينة إدلب أُغلقت يوم الإثنين بسبب شدة القصف: "الناس يواجهون مأساة. الجو شديد البرودة منذ أسبوعين. هناك مطر ووحل والأنفلونزا تنتشر".

وقال سليم طوسون المستشار الإعلامي لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية في سوريا: إن عدد النازحين زاد في الأيام الأخيرة مع تقدم قوات الحكومة السورية لتصبح على بعد ثمانية كيلو مترات من مدينة إدلب.



Photo by AAREF WATAD/AFP via Getty Images)



ودفع التصعيد العسكري من بداية ديسمبر الماضي، بـ586 ألف شخص إلى النزوح من مناطق التصعيد في إدلب وحلب باتجاه مناطق أكثر أمنًا، وفق الأمم المتحدة. كما أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 300 مدني، بحسب حصيلة للمرصد.