نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية مقالاً للكاتب والمفكر كينان مالك؛ يقول فيه إن العنف الذي تشهده العاصمة الهندية دلهي ليس اضطرابا أمنيا، وإنما هو وحشية تستهدف المسلمين.

ويحمّل كينان مسئولية الدماء التي تراق في شوارع الهند للحزب القومي الهندوسي وأفكاره التي يصفها بأنها خبيثة.

ويقول الكاتب: إن ما شهدته دلهي في الأسابيع الماضية هو عنفٌ يستهدف المسلمين على يد عصابات قومية هندوسية، أغلب عناصرها من أنصار الحزب الحاكم في البلاد، الذين كانوا يردّدون شعارات "المجد للإله راما والهند للهندوس".

وبدأت أعمال العنف بعد تصريح أدلى به مسئول في الحزب الحاكم، يُدعى كابيل ميشرا؛ في تجمع شعبي، قال فيه إنه إذا لم تتدخل الشرطة لإخلاء الشوارع من المتظاهرين ضدّ قانون الجنسية، فإنه وأنصاره سيقومون بالمهمة.

وبعد ساعات من تصريح ميشرا؛ بدأت هذه العصابات في مهاجمة المتظاهرين.. وبعد أيام بدءوا في حرق بيوت ومتاجر المسلمين ومساجدهم. وقُتل من المسلمين 39 شخصا، بحسب مصادر أمنية.

وتعرّض بعض الهندوس لهجمات وحُرقت بيوتهم ومتاجرهم، وهو ما دعا البعض إلى الحديث عن انفلات أمني، ومنهم مَن نسب العنف للمسلمين.

ويضيف الكاتب أن الحزب الحاكم يؤمن بالهندوسية، وبأنها الهوية الأصلية الوحيدة في الهند، وأن جميع المسلمين في الهند لا بد أن يرحلوا إلى باكستان، بحسب تصريح أدلى به وزير في الحكومة الشهر الماضي.

ويقول إن الحزب الهندوسي عندما وصل إلى الحكم في 2014 كان يضع حدودا لتصريحات أعضائه المتطرفة والعدائية، ولكن بعد فوز رئيس الوزراء بفترة ثانية فتح ناريندرا مودي؛ الأبواب على مصاريعها للتعبير الأيديولوجي ولسياسات الإقصاء.

ففي أغسطس 2019، ألغت الحكومة نظام الحكم الذاتي في إقليم جامو وكشمير ذي الأغلبية المسلمة، استجابة لمطلب الهندوس، وتعاملت بوحشية مع المحتجين، ثم سنّت قانون الجنسية الجديد، الذي يفرض على الهنود إثبات أنهم يحملون الجنسية علمًا بأن الملايين لا يملكون أي وثيقة متعلقة بالجنسية.

ويذكر كينان أن الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها البلاد ضدّ قانون الجنسية وشارك فيها مسلمون وهندوس جنبا إلى جنب تثبت أن عموم الهنود لا يوافقون على ما تقوم به الحكومة والحزب القومي الهندوسي.

ويرى أن ما يجري في الهند ليس نزاعا دينيا بين الهندوس والمسلمين، وإنما هو صراع سياسي بين تصوريْن مختلفيْن لما ينبغي أن تكون عليه الهند. تصور يريد بلادًا منفتحة علمانية، وآخر يريدها بلادًا هندوسية منغلقة.

جديرٌ بالذكر أن كينان مالك هو صحفي ومفكر بريطاني من أصول هندية، معروفٌ باهتمامه بالموضوعات المتعلقة بالتنوع العرقي والثقافي.