بقلم: د. رشاد لاشين

قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ (طه: من الآية 132)، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
 
مع قدوم شهر رجب المحرم من كل عامٍ نحتفل بأعظم شيء في الإسلام ألا وهو الصلاة التي فُرضت ليلة الإسراء والمعراج؛ لذا وجب علينا أن نوقظ أمتنا الحبيبة ونحيي فيها روح الاهتمام بالصلاة تعلمًا وأداءً وخشوعًا وحرصًا على صلاة الجماعة وإعمارًا لبيوت الله تعالى.

ومن أهم الأنشطة التي يجب أن نحرص عليها لنربي أبناءنا وفلذات أكبادنا على الاهتمام بالصلاة هو (احتفالية الصلاة).

وذلك بأن نحقق حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بطريقة عملية حيث قال: "علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر"، وتتمثل احتفالية الصلاة في أن ندعو الآباء أن يحضروا مع أبنائهم الذين بلغوا سن السابعة في حفلةٍ مسجدية نُكلِّمهم فيها عن أهمية الصلاة وأنهم كبروا ووصلوا بحمد الله تعالى إلى السن التي أمر فيها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يتعلموا الصلاة وتبدأ هذه الحفلة بالقرآن الكريم ثم كلمة عن أهمية الصلاة ثم تواشيح أو إنشادٍ ديني حول الصلاة ثم نقدم للأولاد هدايا بسيطة للتشجيع ولا بأسَ بأن نطلب من الموسرين أن يدعموا ذلك؛ لأنَّ هذه الحفلة لها أثر كبير وتحيي روحًا عظيمة في نفوس الأبناء والآباء معًا.

يجب أن نحرص على الدعاية الجيدة لهذه الاحتفالية من خلال خطب الجمعة وتعليق الإعلانات لتعريف الآباء والحرص على جمع أكبر عددٍ من أبناء الحي لحضور هذه الاحتفالية الإيمانية الرائعة.

بعد هذه الحفلة لا بأسَ بتوزيع هؤلاء الأبناء على مواعيد أخرى لتعليمهم الصلاة بطريقةٍ عمليةٍ، وبذلك نكون قد أحيينا سنة رسولنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وسعينا نحو تحقيق أحد أركان الإسلام الخمسة, وهكذا يجب أن نفعل في شهر رجب من كل عام.

وهذه الاحتفالية يمكن أن نقوم بها أيضًا على مستوى المدرسة، فتحتفل المدرسة بالتلاميذ الذين وصلوا سن السبع سنوات وتقوم المدرسة كمؤسسة تعليمية بدورها في تكريمهم أولاً ثم القيام بدور تعليم الصلاة فقهًا وأداءً وسلوكًا، وبالتالي تؤدي دورها في التعليم والتربية تجاه أعظم أركان الإسلام.
 
وهذه الاحتفالية يمكن أن نقوم بها أيضًا على مستوى الأسرة أيضًا فيحتفل الأبوان والإخوة بهذا الابن بطريقة تتسم بالبهجة والسرور، ويا حبذا لو قمنا بدعوة بعض الأصدقاء والجيران لشهود هذا الحفل الجميل، ونحرص على توزيع الحلوى والفاكهة ونقدم هديةً للابن أو البنت للإشعار بأهمية الصلاة وبأنه أصبح في مرحلةٍ جديدةٍ فيتعلم معنا تعظيم العبادة لله، ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج: من الآية 32).