شنت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقالات بمناطق متعددة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، اعتقلت خلالها تسعة مواطنين.

واعتقلت قوات الاحتلال في مدينة رام الله ستة مواطنين، هم أدهم أبو عرقوب، وعلي جبر، وعلاء الغزاوي، ونور الصرصور، ومحمد برهان، وعماد الشيخ.

وفي مدينة قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن أمين نصر أبو هنية، خلال اقتحامها لبلدة عزون شرق المدينة، بينما صادرت مركبة لأحد المواطنين في حي البالوع في مدينة البيرة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال اليوم الأربعاء، شابين من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين محمد غيث ويزن الرجبي من بلدة سلوان.

وتواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها اليومية بحق المواطنين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، من اعتقالٍ وهدمٍ وتجريف واستيطان، وتصعِّد من جرائمها مستغلة حالة الطوارئ بسبب فيروس "كورونا".

تأتي الاعتقالات وسط الخشية الكبيرة في أوساط الفلسطينيين من وصول فيروس “كورونا” إلى داخل سجون الاحتلال، خاصة وأن سلطات الاحتلال لم تتخذ أي إجراءات وقائية لمنع ذلك، بل زادت مؤخرا من فرص وصول الفيروس للأسرى القابعين في أماكن غير صحية، من خلال تقلص عشرات الأصناف من السلع التي كانوا يخصلون  عليها من “الكنانتينا”، ومنها مواد غذائية مهمة لتقوية المناعة، ومنظفات أساسية في عمليات التعقيم.

وهناك خشية كبيرة بأن يصل الفيروس للأسرى الذين قرر الاحتلال حاليا حرمانهم من زيارة الأهل ولقاء المحامين، ضمن الإجراءات الوقائية من المرض، عن طرق السجانين، بعد تسجيل إصابات كثيرة داخل إسرائيل.

ولهذا السبب، قرر الأسرى في سجون الاحتلال إرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام يومي الجمعة والسبت، كخطوة أولية، رفضا لإجراءات إدارة سجون الاحتلال بحقهم، المتمثلة بسحب 140 صنفاً من “الكنتينا”، منها مواد التنظيف التي تُشكل اليوم أساسا لمواجهة فيروس “كورونا”، مشتكين من انعدام مواد التعقيم داخل الأقسام المغلقة والمكتظة بالأسرى، إضافة لنقل وعزل عدد من الأسرى مؤخرا، وفرضها إجراءات أخرى بحجة منع نشر عدوى “الفيروس”.

ولفت نادي الأسير، في بيان له، إلى أنه من ضمن الإجراءات التي أقرتها إدارة السجون، وقف إجراء الفحوصات الطبية أو الخروج للعيادة إلا في حالة ارتفاع درجة حرارة أسير، وفيما يخص الأسرى المرضى والجرحى أو من لهم مراجعات طبية هامة فتم إلغاؤها بالكامل، علما أنها وفي الأوقات الطبيعية، تنتهج المماطلة كسياسة في تقديم العلاج أو إجراء الفحوص الطبية.

وأضاف نادي الأسير، أن إدارة سجون الاحتلال وبدلا من أن توفر التدابير اللازمة لمنع تفشي عدوى فيروس “كورونا”، قامت باتخاذ إجراءات بحجة الفيروس، وما هي إلا إجراءات تنكيلية، تأتي استكمالا لما بدأت به ما تسمى لجنة (أردان) للتضييق على الأسرى وسلبهم مُنجزاتهم.

وفي هذا السياق، أكد نادي الأسير أن الأسرى يواجهون وعلى مدار العقود الماضية ظروفاً اعتقالية وصحية صعبة، جرّاء سياسات إدارة السجون، عدا عن بنية السجون التي لا تتوفر فيها أدنى المعايير الصحية، والتي تسببت على مدار السنوات الماضية بإصابة المئات من الأسرى بأمراض مختلفة، وأدت إلى استشهاد العشرات منهم.

وجدد مطالبته لكافة المنظمات الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر، بتكثيف متابعته للأسرى، والضغط على إدارة السجون من أجل توفير التدابير الوقائية لهم مع انتشار فيروس “كورونا”، ووقف استغلال الوضع الراهن عبر فرض المزيد من الإجراءات التنكيلية بحقهم، وكذلك تكثيف التواصل مع عائلات الأسرى، لا سيما المرضى منهم، خاصة مع إجراءات إدارة السجون الجديدة المتمثلة بإلغاء زيارات عائلات الأسرى، ووقف زيارات المحامين.

وفي سياق الاعتداءات االصهيونية، جدد عشرات المغتصبون اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، في وقت قام به قوات الاحتلال بوضع عراقيل أمام دخول المصلين المسلمين لباحات المسجد، فترة الاقتحامات التي تخللها كالعادة قيام المستوطنين بجولات استفزازية، خاصة قرب “مصلى باب الرحمة” الذي يريدون السيطرة  عليه لتحويله إلى “كنيس يهودي”، ضمن خطط تقسيم المسجد مكانيا وزمانيا.

وقد هددت شرطة الاحتلال، فجر الأربعاء، المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الفجر فيه، بفرض غرامات مالية عليهم في حال التجمع في ساحات المسجد.

وأفاد المصلون أن شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب الأقصى، حررت هويات الوافدين واحتجزتها، وهددت بفرض غرامة مالية عليهم في حال تجمع أكثر من 10 أشخاص في مكان واحد، كما هددت بتحويل أرقام هوياتهم لوزارة الصحة الصهيونية، بزعم “الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا”، حيث قامت شرطة الاحتلال بتصوير المصلين.

ويخشى أن يكون الهدف من وراء تلك الإجراءات فرض قيود جديدة على المصلين، خاصة في ظل استمرار عمليات الاقتحام التي ينفذها امغتصبون دون أي عرقلة.