طالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز”، بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية، وذلك تزامنًا مع ارتفاع عدد المصابين في المملكة بفيروس “كورونا” المستجد لـ 511 حالة.

ووجّه “هنية” رسالة عاجلة للملك “سلمان” قال فيها: “في ظل وباء كورونا الذي يجتاح العالم، وخشية على حياة الإخوة الأكارم، وانطلاقًا من كل الأبعاد الإنسانية والدينية للمملكة العربية السعودية في التعامل مع قضية فلسطين وأبنائها الذين عاشوا سنوات طويلة على أرض المملكة يقومون بكامل واجباتهم والتزاماتهم العروبية والإسلامية تجاه الشعب السعودي الشقيق فإن إطلاق سراح الفلسطينيين يصبح ضرورة إنسانية وقومية، وكلنا ثقة أن جلالة الملك لن يتردّد في القيام بها”.

وأضاف “هنية”: “في ذكرى الإسراء والمعراج التي ثبّت فيها المولّى عز وجل هذا الرباط المقدس بين أرض الحرمين وأرض فلسطين فإننا ندعو خادم الحرمين إلى اتخاذ قرار طال انتظاره بإخلاء سبيل أبناء شعبنا من السجون التي ما جُعلت لأمثالهم من الرجال الذين خدموا قضيتهم وشعبهم، وبما يتمشّى مع الدور الرئيس للمملكة وشعبها المضياف”.

ومع زيادة انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” في العالم ومواصلته حصد الأرواح خاصةً كبار السن، بدأ أهالي المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين في السجون السعودية الشعور بالرعب من احتمال وصول المرض القاتل إلى الأماكن التي بها أبناؤهم.

وبات أهالي المعتقلين يخشون على حياة أبنائهم داخل السجون السعودية، خاصةً أن معظمهم يحملون أمراضاً مزمنة، إضافة إلى تكتُّم السلطات على حالاتهم وعدم تأكيدها اتخاذ أي إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس بين المعتقلين.

ولم تتّخذ السلطات السعودية أي إجراءات احترازية لمنع وصول جائحة فيروس “كورونا المستجد” إلى السجون، إضافة إلى عدم تعقيم الزنازين، أو استخدام مواد تنظيف، وهو ما يهدّد حياة مئات المعتقلين، وفقاً لحساب “معتقلي الرأي” المختص بنشر أخبار المعتقلين في سجون المملكة.

والخميس الماضي، أطلقت حملة “الحرية للخضري والمعتقلين الفلسطينيين في السعودية” نداءً عاجلاً بالإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية بسبب “كورونا”، ومع تصاعد التهديدات الصحية للبشرية، ومع الازدياد الدائم في أعداد المصابين والمتوفين بدول العالم.

ودعت الحملة في بيان نشرته على حسابها بموقع “فيس بوك“، السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، ومن بينهم الدكتور “محمد الخضري“.

واعتبرت الحملة بقاء هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين بالسجون السعودية في هذا الوقت يشكّل خطراً على حياتهم وتهديداً لصحتهم، مطالِبةً جميع المؤسسات الإنسانية والقانونية في العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ وإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية.

 

وكان الوزير الفلسطيني السابق والقيادي في حركة “حماس“، “وصفي قبها“، قد كشف سابقاً، عن اعتقال السلطات السعودية أكثر من 56 شخصاً ينتمون إلى الحركة ويقيمون داخل المملكة.

وعلى صعيد آخر، تعتقل السلطات السعودية نحو 30 أردنياً في حملات بدأت في فبراير الماضي، ولم توجه إليهم أي تهمة، إضافة إلى اعتقال عشرات من الفلسطينيين المقيميين بالمملكة، وعلى رأسهم ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، “محمد الخضري” (81 عاماً) ونجله “هاني“.

وتضم قائمة أسماء المعتقلين كبار السن وأساتذة جامعات وأكاديميين وإعلاميين ومهندسين تعاقدت معهم الحكومة السعودية للعمل هناك، بعضهم مضى على اعتقاله عامان، وآخرون سبعة أشهر.

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، عقدت أولى جلساتها لمحاكمة 68 فلسطينياً وأردنياً، وبعض من كفلائهم السعوديين، في الثامن من مارس الجاري، ووجّهت لهم تهم الانتماء إلى جماعة إرهابية (قال الأهالي: إن المقصود بها حركة “حماس”)، وتقديم الدعم المالي لها، إضافة إلى تهم أخرى في النطاق ذاته.

وشنّت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة بحق أردنيين وفلسطينيين في أبريل 2019، سبقها اعتقال مجموعة في فبراير، وتلاها اعتقالات محدودة في يوليو، وأغسطس، ليصل المجموع بين الـ 60 و70 معتقلاً.

ومع نهاية العام الماضي، وبدء العام الجديد، أفرجت السعودية عن اثنين من المعتقلين الأردنيين على الخلفية ذاتها، بعد اعتقال دام 9 شهور، دون أن توجه لهم أي لائحة اتهام.

في السياق، أعلنت وزارة الصحة السعودية، أمس الأحد، تسجيل 119 حالة جديدة مصابة بفيروس “كورونا” المستجد ليرتفع عدد الحالات في المملكة إلى 511 منذ أن تفشى المرض.

وتوزّعت الحالات الجديدة على كل من “مكة” (72 إصابة)، و”الرياض” (34 إصابة)، و”الدمام” إصابة واحدة، و”القطيف” 4 حالات، و”الإحساء” 3 حالات، و”الخبر” 3 حالات، وحالة في كل من “الظهران” و”القصيم”.

وكانت قد سجلت المملكة، السبت، 48 إصابة جديدة بـ “كورونا“، وقد أشار المتحدث باسم الصحة السعودية في مؤتمر صحفي إلى أن عدد حالات الشفاء بلغ 16 حتى 21 مارس.