أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الثلاثاء، أن استمرار حصار الاحتلال لقطاع غزة، شكل من أشكال العدوان وجريمة ضد الإنسانية ولا سيما في ظل وباء فيروس "كورونا".

وحمل الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي، الاحتلال ما يترتب على هذا الحصار من نتائج وتداعيات هذا الخطر على حياة غزة وسكانها.

وقال برهوم، إن المطلوب هو إنهاء هذا الحصار فورا وتوفير وإدخال كافة مستلزمات مواجهة فيروس كورونا.

وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية وحكومة اشتية التعامل بشكل وطني ومسؤول، بإنهاء كافة العقوبات المفروضة على القطاع وخاصة المتعلقة برواتب ومخصصات الموظفين والشهداء والجرحى والأسرى وتوفير عوامل ومقومات صمود غزة وأهلها في مواجهة كافة التحديات.

ومن جهته، قال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أمس الاثنين، إن الاحتلال الإسرائيلي سيكون مسؤولًا عن تفشي فيروس "كورونا" في حال انتشر بالقطاع، نظرا للحصار الذي يفرضه منذ سنوات على غزة.

وأكد الحية خلال لقاء متلفز بثته قناة "الأقصى" التابعة لحماس، على ضرورة أن يتحمل الاحتلال المسؤولية عن كل لحظة في تأخر دخول الأدوية والإمكانات، والقدرة الكافية لمكافحة هذا المرض.

ولفت الحية إلى أن الجهات المختصة في قطاع غزة، تتعامل بجدية مع فيروس كورونا المستجد، باعتباره خطرًا يهدد البشرية، واصفاً الفيروس بأنه "قاتل ولا يجوز التعامل معه باستهتار" كما لا يجوز التلاعب بمشاعر الناس.

وأشار إلى أنه تم إنجاز 200 غرفة حجر صحي في شمال غزة وجنوب غزة، من أصل 1000 تم الشروع في إنشائها بالتنسيق مع الجهات الحكومية.

وبشأن الإجراءات المتخذة بغزة، قال الحية "أعلم أنه من الصعب أن نلغي الأفراح، وأن نلغي تقبل العزاء، ونلغي الصلوات، لكن الأصعب أن يأكل الفيروس آباءنا وأبناءنا وإخواننا".

وأضاف "يجب أن نتحمل هذا الصعب حتى لا يصينا الفيروس الذي هو أصعب وأمر". موجهًا التحية للشعب الفلسطيني على صبره والتزامه وتعاضده.

وثمن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، جميع المبادرات الوطنية والفردية لمواجهة هذا الوباء، وشكر اصحابها مشيراً الى "ضرورة أن يتم تنسق هذه المبادرات مع الجهات الحكومية حفاظًا على المصلحة العامة" كما ورحب بجهود الفصائل التي تقف جنبًا إلى جنب مع الجهات المختصة، وقال: "نحن مطمئنون لهذه الروح الوطنية التي سنعبر بها هذه الأزمة".

وأضاف الحية "نتحلى بروح عالية ونتقبل النقد، وكلنا آذان صاغية، ونأخذ كثيرًا من الأفكار والنصائح على محمل الجد".

وقال، ان حركة حماس تابعت منذ اليوم الاول مع الأجهزة الحكومية الاستعدادات مبكرًا لمواجهة هذا الفيروس، لافتاً إلى أن "لدى الاجهزة الحكومية خطة متكاملة للتعامل مع الجائحة الحالية"، وأنه تم تشكيل لجنة عليا، وتتم المتابعة معهم الإجراءات والتفاصيل والاستعدادات لذلك.

وأضاف "سخرنا كل إمكانات الحركة، تحت تصرف الحكومة لمواجهة هذا الفيروس". مشيرًا إلى أن حماس على تواصل يومي مع الأجهزة الحكومية، واشاد بدور مختلف الجهات وخاصة الطواقم الطبية في غزة والضفة.

وأشار إلى أن اللجان العاملة وضعت خطة متدرجة حسب مواصفات منظمة الصحة العالمية، وأن قيادة حماس أيدت كل الإجراءات الوقائية، والحجر الإلزامي لكل العائدين من المعابر.

وقال الحية "نريد من شعبنا أن يتعامل مع الإجراءات بشكل جدي، فلا مجال للاستهتار" مشيرا إلى أن حماس على تواصل دائم مع الجانب المصري وهناك تنسيق معهم بشأن عمل المعابر، كما و"اننا نتواصل مع مصر ونتبادل المعلومات حول المصابين والمشتبه في إصابتهم، ليطمئن أشقاؤنا على من خالطوا المرضى، وأمن مصر هو أمننا".

وطالب عضو المكتب السياسي لحماس، مختلف الدول بإغاثة غزة بالمعدات الصحية، والمساعدات للفئات الهشة التي أصبحت متضررة، وقال فيها "نقول للعالم كفى للحصار المفروض على غزة منذ 14 عامًا".

وأضاف "آن الأوان لمنظمة الصحة العالمية وكل المنظمات الدولية أن توصل إلى غزة كل الإمكانات الكافية لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المستجد" مشددا على أن "حماس لن تدخر جهدًا في تقاسم لقمة العيش، وأن توسع الشرائح المستفيدة من أي منحة قادمة".

ولفت إلى انضمام الآلاف للفئات الهشة في قطاع غزة مع هذه الأزمة، مطالبًا الأمم المتحدة والجهات المانحة ووكالة الغوث بتوسيع دائرة الفئات الهشة والمحتاجة، وقال "نحاول قدر الإمكان مع الحكومة ومع من يمكن أن يدعمنا مثل قطر وتركيا لمساعدة الفئات الهشة".

وحذر نائب قائد حماس بغزة، من ترويج الإشاعات باعتبار ذلك يهدد الأمن القومي الفلسطيني.

معربًا عن تأييد حماس للجهات القضائية والحكومية لردع هؤلاء لأنهم يضرون بالشعب الفلسطيني.

وقال "مواجهة هذا المرض ليس فيه مجال للمناكفات السياسية، ولا للهجمات الإعلامية، ويجب أن يكف هؤلاء عن اللعب في تعكير صفو شعبنا".

وأضاف "نشد على أيدي الأجهزة الحكومية لمواجهة محتكري البضائع والمتلاعبين بالأسعار، ومروجي الإشاعات".

وفي سياق آخر، أدان الحية سلوك الاحتلال بالأراضي المحتلة، محذرًا إياه من الاعتداء على المسجد الاقصى، أو الإقدام على مزيد من الاستيطان، أو أي خطوة لضم الأغوار.

وقال "نواجه هذا المرض، وأيدينا على الزناد لمواجهة أي اعتداء للاحتلال الصهيوني على أرضنا أو مقدساتنا.