ما يقرب من التسعين عاما هي عمر جماعة الإخوان المسلمين والتي انطلقت من مدينة الإسماعيلية لتجدد نهضة الأمة وترسخ في النفوس البشرية المقهورة معنى الإسلام الحقيقي الذي نزل به القرآن الكريم، فأصبحت أكبر الجماعات الوسطية في الاعتدال لشمول منهجها وفكرها، فلم تقتصر على جانب من جوانب الدين كما أنها لم تهمل جوانب الحياة.

نشأت جماعة الإخوان المسلمون عام 1928م والتي تهدف إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من منظور إسلامي شامل، وتسعى في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم.

ولذا اهتمت الجماعة بنواحي الحياة وسعت إلى الإصلاح وفق أسس ورؤى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

انطلقت جماعة الإخوان لتربي الفرد المسلم وتنشأ البيت المسلم وتعالج السلبيات التي وقعت فيها الحكومات التي ارتمت في أحضان المحتل لا لشيء إلا لتنعم بنعيم زائل ومصلحة شخصية على حساب الوطن والمواطنين.

ولقد اعتنت الجماعة بكل ما يهم الوطن العربي والاسلامي وكل فرد فيه سواء على الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ولذا نجدها في كل جانب لها أثر وبصمة، غير أنها وجهت من قبل الحكومات بالعنت والاضطهاد - وليس كما يدعي البعض أن المشكلة في منهج وفكر الإخوان – لكن الحقيقة والواقع التي تحاول الأنظمة الحاكمة أنها لم ولن تقبل وجود فصيل إسلامي ينتشر وسط الناس مما يهدد مصالح هذه الأنظمة ومن خلفها الحكومات الغربية التي تخشى من التيارات الإسلامية حتى المعتدلة منها.

كان مما أقلق المحتل الغربي رؤيته لجماعة الإخوان المسلمين تختلف عن بقية التيارات الإسلامية الذي استطاع أن يحتويها أو يسخرها لخدمته، وهو ما دفعه للضغط على الحكومات المختلفة في العهد الملكي بإصدار قرار بحل الإخوان المسلمين، في وزارة حسين سري باشا والنحاس باشا غير أنهم رفضوا إصدار هذا القرار حتى جاء النقراشي باشا وأصدره تحت الضغوط الأمريكية والإنجليزية والفرنسية وذلك في 8 ديسمبر 1948م(1).

ساهم الإخوان في الوقوف بجوار شعوبهم سواء في مصر أو غيرها من الشعوب التي انتشرت فيها فكر الإخوان المسلمين، على جميع المحاور التي تمس حياة الأفراد والشعوب، وذلك انطلاقا من مبادئهم التي استمدوها من شرائع دينهم الحنيف حيث وضحها الأستاذ البنا في الأصل الأول بقوله: لإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا، فهو دولة ووطن، أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة، أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون، أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة، أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة، أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة، وعبادة صحيحة، سواء بسواء.

الغريب في الأمر أنه كلما وقف الإخوان في كثير من المواقف بجانب الشعب، توجه لهم الحكومات الضربات التي تحاول أن تصرف الناس عن الجهود التي قدموها.

تشخيص المرض

لم تكون مواقف الإخوان مبنية على قرارات أو استراتيجيات عشوائية لكنها كانت تركن إلى بيانات ودراسات علمية، فنرى الأستاذ البنا يلفت نظر الحكومة إلى ما بلغت إليه الأمور الصحية بالنسبة للشعب المصري مطالبا إياها بالنظر إلى الفقراء من الشعب فيقول: ارتفعت نسبة الفقراء والمرضى بين الشعب المصري، وانتشر التسول حتى بلغ عدد المتسولين في مصر 500 ألف شحاذ وجاء في إحصاء وزارة الصحة عن المرضى في مصر أن 90% منهم مصابون بأمراض العيون، و55% بالبلهارسيا و30% بالإنكلستوما و15% بالملاريا و12% أمراض صدرية و7% بالبلارجا و3% بالسل، ويتضح من إحصائيات أخرى عن الفقر نشرتها وزارة الشئون الاجتماعية أن 12 مليون مصري لا يتمتعون بأية ميزة اجتماعية أو صحية وأنهم يعيشون كأنهم في القرن الخامس عشر(2).

ومن ثم رأينا جهود الإخوان نحو شعبهم في المجالات الصحية والتوعية والتصدي للطبقية المقيتة، فوجهوا الشعب لضرورة وجود صيدلية في كل منزل، وواجب ربة المنزل في التعرف عليها وكيفية استعمالها، وما يجب أن تحتويه هذه الصيدلية للإسعافات البسيطة.

كما قامت فرق الجوالة في الريف المصري عام 1943م، بأعمال كنس الطرقات والشوارع وحث القرويين على التردد على المستشفيات والعيادات الطبية، كما أعد مكتب الإرشاد العام مشروعًا صحيًّا عام 1939م تضمن تقسيم شعب الإخوان وفروعهم إلى مناطق، وقد أعد لكل منطقة وحدة صحية تتألف من أطباء من الإخوان ليقوموا بالكشف الطبي العام على جميع الناس.

بل قام الإخوان بإنشاء قسم صحي يعمل على تحسين صحة أفراد الشعب، وعلاج مرضاهم، وإرشادهم إلى طرق توقي الأمراض، ومنع تفشي الأوبئة بينهم(3).

وحينما اندلعت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939م كون الإخوان فرقًا للإنقاذ جاهزة للإسعافات في حالات الكوارث والطوارئ، وكان مقرها المركز العام، وكان يتم تدريب أعضائها تحت إشراف الأستاذ محمد نبيه عبد المجيد مندوب مصلحة الوقاية، وكان يقوم بتدريب الأعضاء على اتقاء الغارات الجوية المحتملة أثناء الحرب العالمية الثانية، ويعد منهم فرقًا للإنقاذ.

وعندما ظهر مرض الملاريا بقنا وأسوان  عام 1944م انتفض الإخوان لهذه الكارثة الصحية، ودعا الأستاذ صالح عشماوي - رئيس تحرير مجلة الإخوان - كافة الإخوان بسرعة التبرع بما لديهم من مال عن طريق جريدة "الأهرام" التي كانت تتلقى التبرعات، وأن يدفعوا كل ذي مروءة وشهامة أن يجود بما لديه من مال أو كسوة أو غذاء، كما طالب بالإلحاح في الدعاء إلى الله لرفع البلاء عن إخوانهم في قنا وأسوان، وأن يشفي مرضاهم ويرحم موتاهم، وطالب إخوان شعبتي قنا وأسوان بضرورة الاعتناء بالمصابين ومواساة المفجوعين، وأن يجعلوا من دور الإخوان معسكرات لتجنيد المتطوعين لتوزيع الدواء في كل مكان، وأن يسعوا إلى الناس في أماكنهم شارحين طرق الوقاية من هذا المرض وأساليب العلاج(4).

تعرضت مصر لكارثة كبيرة من جراء انتشار وباء الكوليرا الشهير سنة 1947م والذي انتقل لمصر عن طريق الجنود الهنود القادمين من الهند والذين كانوا يخدموا في الجيش الإنجليزي، ساهمت الصحف الإخوانية في توعية الناس بالمرض  ومتابعة أخر تطوراته, وأماكن تمركزه, وكيفية انتشاره, وكيفية الوقاية منه, كما تابعت المجلة أعداد المرضى والوفيات التى نتجت عن هذا المرض, كما تابعت البيانات الرسمية وتصريحات المسئولين حول هذا الوباء, وشارك أطباء من الإخوان بكتابة مقالات عن هذا المرض وتوضيح خطره وطرق الوقاية والعلاج منه، كما شاركوا عمليا في علاج المرضى.

كما قامت المجلة بعد ذلك بعمل باب للرد على ما يصلها من أسئلة طبية ويقوم بالرد عليها أحد الأطباء المتخصصين(5).

كما قرَّر مكتب الإرشاد في جلسة 23 سبتمبر 1947م, 13 ذي القعدة 1366هـ إرسال خطاب لوزير الصحة يعلنون له استعداد أربعين ألف من جوالة الإخوان المسلمين للتطوُّع في فِرَق مكافحة الكوليرا.

كما أصدر المركز العام تكليفات للمكاتب الإدارية في المحافظات بتكوين لجنة لمكافحة الكوليرا بكل شعبة، وقام قسم البر والخدمة الاجتماعية بالاهتمام بتقديم المطهرات للأسر الفقيرة في الأحياء الفقيرة كالفنيك والصابون، وحث الناس على اتباع تعليمات وزارة الصحة, وتكوين لجان إغاثة لإعانة المنكوبين وأسرهم, والتبليغ الفوري عن الإصابات، مما كان له أثره الفعال حتى أن وزير الصحة الدكتور نجيب إسكندر باشا أن يرسل للمركز العام خطاب شكر على جهودهم.

وحينما رأى الإخوان المؤامرات التي تحاك للشعب الفلسطيني سارعوا بتكوين كتائب عسكرية تحت إشراف جامعة الدول العربية ودخلوا فلسطين حيث كان لجهودهم أبلغ التأثير على أرض الواقع في التصدي للصهاينة – وذلك بشهادة قواد الجيش المصري المواوي وصادق – مما دفع بالغرب للضغط على النقراشي بحل الإخوان وأتبعها باعتقال كل المجاهدين والزج بهم في السجون قبل أن يتم اغتيال مرشدهم الأستاذ البنا(6).

جهود الإخوان في الثورة

حينما تمادى الملك فاروق في فساده، وترك لرجال شئون الدولة يعيثون فيها فسادا قرروا مشاركة الضباط الأحرار الثورة على الملك وخلعه وهو ما تم بالفعل يوم 23 يوليو 1952م حيث انبلج صباح هذا اليوم على بيان يلقيه أنور السادات بأن الجيش قام بإزاحة الملك، وقد تحدث عبداللطيف البغدادي وخالد محي الدين ويوسف صديق والسادات وغيرهم في كتبهم عن دور الإخوان في انجاح الثورة، وهو ما جعل الشعب ينضم لركاب الثورة لمعرفتهم الوثيقة للإخوان، غير أن جزائهم كان الاعتقال والقتل عام 1954م.

الغريب أن عبدالناصر حينما شرع في بناء السد العالي واجهت الروس مشكلة في التربة، فأخبروه أن أستاذ جامعي يعد أول مصري وعربي حصل على دكتوراه في أبحاث ميكانيكا التربة والأساسات وعائد من أمريكا هو القادر على حل هذه المشكلة غير أنه محبوس لدى السلطات فأرسل عبدالناصر في المجيئ به من سجن الواحات وحينما عالج المشكلة أعاده عبدالناصر مرة أخرى إلى السجن ألا وهو الدكتور محمد كمال خليفة عضو مكتب الإرشاد(7).

استمر الإخوان على منهجهم رغم المحن حيث أرسلوا لعبد الناصر ببرقية للمشاركة في الدفاع عن مصر وقت العدوان الثلاثي غير أنه رفض.

وحينما أطلق سراحهم في عهد السادات كان أول ما فكروا فيه هي خدمة الشعب – خاصة الجانب الاجتماعي والصحي – فجاءت نشأة الجمعية الطبية الإسلامية بفروعها في كل أنحاء مصر عام 1397 هـ الموافق لعام 1977 م وسجلت بوزارة الشؤون الاجتماعية برقم (2380 لسنة 1977م)، ولها 22 مستشفى ومستوصفاً في مصر.

ولم يشفع ذلك للإخوان فتم اعتقال أعداد كبيرة منهم في محنة سبتمبر 1981م، وظلوا في السجن حتى أفرج عنهم في عهد مبارك.

الإخوان ومبارك

لم يهتم الإخوان بالقيل والقال أمام الكاميرات لكنهم كانوا يعملون على أرض الواقع سواء متضافرين مع مؤسسات الدولة أو انطلاقا من الايجابية الفردية التي تربوا عليها، يقول د/ حسنين توفيق إبراهيم في كتابه [الدور السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ظل التعددية السياسية المقيدة في مصر صـ320]: كما أن الإخوان هم الذين أسسوا خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات شبكة واسعة من المؤسسات الخيرية التي تقوم بتقديم خدمات صحية وتربوية وثقافية ودينية ومساعدات اقتصادية لفئات واسعة من المواطنين وبخاصة في الأحياء والمناطق الفقيرة مما سمح بخلق ارتباطات مصلحية بين الإخوان وتلك الفئات.

ويقول الدكتور هشام العوضي في كتابه [صراع على الشرعية الإخوان المسلمون ومبارك صـ332]: فمرحلة التسعينيات وحتى الآن العلاقة بين النظام والإخوان اتسمت بالتوتر لأن الجماعة رغم كونها محجوبة عن الشرعية القانونية والرسمية استطاعت أن تحقق نمطا آخر من أنماط الشرعية أسميتها " الشرعية المجتمعية" أو  "الشرعية الخدمية" أو "شرعية الانجاز" وهي شرعية مكتسبة من إنجاز خدمات، صحية ونقابية, وتعليمية وتكافلية .. الخ) لشرائح المجتمع  المصري ولا سيما شريحة  الطبقة  المتوسطة اكتسبت جماعة الإخوان  بفضل وجود تفاعل جيل جديد داخل الحركة شرعية غير رسمية، وقد حدث ذلك التطور الجوهري  في سياق تدهور شرعية النظام  وبين المجتمع.

لقد جاءت جهودهم من خلال النقابات التي عملوا على تفعيلها لخدمة الشعب والمجتمع سواء نقابة الأطباء والمهندسين والمحامين أو العلمين والمعلمين والتطبيقيين وغيرها.

بل إن الإخوان سبقوا المؤسسات الحكومية أثناء زلزال 1992م بتقديم الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية، وإغاثة المضطرين، وإقامة الخيام للمتضررين، مما جعل النظام يهدم كل الخيام التي أقامها الإخوان في القلعة والقاهرة القديمة.

كما سارع الإخوان بالوقوف بجانب شعبهم في عدد من الكوارث مثل:

1) كوارث زاوية عبد القادر عام 1992.

2) أحداث السيول عام 1993، 1994.

3) في إغاثة منكوبي حريق جبل الطيرة في المنيا عام 1995.

يقول الباحث أحمد بان في كتابه [الإخوان المسلمون ومحنة الوطن والدين صـ50]: كانت الكارثة كبيرة وكشفت حجم الفساد في المحليات والنقص الفادح في إمكانات التعامل مع الكوارث، فانتشرت على الفور فرق المتطوعين من الإخوان في الأماكن المنكوبة، وقامت نقابة المهندسين من خلال عدد من مهندسي الإخوان فيها بمعاينة المنازل المتضررة بأسرع مما تحركت به الجهات الرسمية.

وقال الصحفي شارل المصري في كتابه [رحلات ابن فؤاد في وصف البلاد والعباد الجزء الأول]: لقد سبق الإخوان الحكومة ونافسوها في الخدمات، والدليل عندما وقع الزلزال في أكتوبر 1992م نزل الإخوان إلى الشوارع، ونصبوا الخيام ووزعوا الأدوية، وخدماتهم التي كانوا يقدمونها أفضل من خدمات الحكومة.

كما نشط الإخوان أيضا في توفير معارض السلع المعمرة والتي أقبل عليها الناس لجودتها ورخص أسعارها، فأفزع ذلك نظام مبارك فسن القانون رقم 100 لسنة 1993م والمعدل بالقانون رقم 5 لسنة 1995 والمسمى قانون (ضمانات ديمقراطية النقابات المهنية)، والذي واجهت به حكومات الحزب الوطني جهود الإخوان المسلمين في النقابات، بل قام مبارك بتوجيه ضربة للإخوان فيما سمى بقضية سلسبيل عام 1992م ثم قضية عسكرية عام 1995م والتي حكم فيها على عدد من الإخوان بـ5 سنوات.

حتى وصل به الحال أن كرم الدكتور خالد عبد القادر عودة على جهوده لكن سرعان ما اعتقله في 12 يناير 2007م في الوقت الذي كانت مصر تستضيف مؤتمرا علميا وكان قد تم اختيار الدكتور عودة لرئاسة الوفد المصري والمشرف على محمية الأقصر، مما شكل اعتقاله صدمه للوفد الأمريكي والبلجيكي والانجليزي والفرنسي، مما دفع هذا الاعتقال بالوفد البلجيكي والإنجليزي للرحيل اعتراضًا على ما حدث متهمين مصر بأنها لا تحترم العلم والعلماء(8).

وفي 2010م حينما ضربت السيول مناطق سيناء وأسوان سارع الإخوان بنجدة الأهالي وتقديم الدعم للمنكوبين.

إنفلونزا الطيور

لم تقف جهود الإخوان على ما قاموا به على أرض الواقع منذ نشأة الجماعة لكنهم سارعوا بتوعية الشعب حينما انتشرت انفلونزا الطيور عام 2006م حيث شكَّلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر لجنةً أطلقت عليها "لجنة الأزمة" للعمل على الاستفادةِ من التجاربِ الناجحةِ والمقترحاتِ العمليةِ لاحتواء تداعيات كارثة أنفلونزا الطيور.

ودعت الجماعة- في نداءٍ لها الأحد 26/2/2006م- كافة مؤسساتِ المجتمع المدني وكل القوى الوطنية إلى العملِ على احتواءِ تداعيات كارثة أنفلونزا الطيور(9).

وقال الدكتور محمود عزت- أستاذ علم الكائنات الدقيقة والفيروسات وأمين عام جماعة الإخوان المسلمين-: إنَّ على الأفراد والمؤسسات رسمية كانت أو مدنية تقديم التجارب الناجحة والمقترحات العملية إلى لجنةِ الأزمةِ التي شكلَّها الإخوانُ للاستفادةِ منها وعرضها على الرأي العامِ في مؤتمرٍ صحفي لجماعة الإخوان والمشاركين من مؤسساتِ المجتمع المدني والقوى الوطنية يوم 6 مارس 2003م في مقر مكتب الإرشاد للجماعة في ضاحية المنيل، وقد تحدث فيه الأستاذ مهدي عاكف المرشد العام، والدكتور عزيز صدقي- رئيس وزراء مصر الأسبق، المنسق العام للجبهة الوطنية، والدكتور عبد الحميد الغزالي، والدكتور محمد بديع وغيرهم.

وحينما عادت انفلونزا الطيور مرة أخرى عام 2009م سارع الإخوان ونوابهم بمطالبة الحكومة بالتعامل مع المرض بجدية قبل أن يتمحور وينتقل من البشر للبشر.

بل حذرت الجماعة من انتشار انفلونزا الخنازير – التي كانت قد انتشرت في هذا الوقت – وعقد صالون سياسي للكتلة البرلمانية للجماعة تحت عنوان 'انفلونزا الطيور والخنازير.. كوارث وحلول' طالبوا فيه بسرعة إعدام جميع الخنازير الموجودة في مصر، كحل عاجل للوقاية من فيروس انفلونزا الخنازير'.

وأشار د. سامي طه عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين إلى أن الخنازير هي العائل الوسيط الوحيد الذي يساعد على الإسراع في عملية تحور الفيروس وانتقاله من البشر إلى البشر.

وأكد الدكتور محمد سيف أستاذ الطب البيطري بجامعة بني سويف: أن الفيروس- بشكله الحالي (H1N1)- يدقُّ أجراس الإنذار للعالم أجمع؛ حيث إنه يتكون من خليط ثلاثي لإنفلونزا الخنازير والطيور والإنسان(10).

وحينما تولى الرئيس محمد مرسي الحكم شارك الإخوان في تسهيل الخدمات للشعب المصري ومحاولة جعل الوطن والشعب ذا كرامة يملك غذاؤه ودواءه وسلاحه وهم ما أرعب الأنظمة الغربية وكثير من الأنظمة الخليجية التي دعمت الانقلاب بكل السبل بل وشجعت على موجات الاعتقال والقتل التي جرت في صفوف الإخوان وأنصارهم من الشعب.

وها هى الجماعة – رغم المحنة الشديدة التي تواجهها من كل الأنظمة – إلا أنها عملت على توعية الشعوب من كورونا وتداعياته وطالبت الجميع بالبقاء في البيوت، كما طالبت بإخلاء السجون من المعتقلين خوفا على تحول السجون لبؤر يستوطن فيها المرض.

المراجع:

1-    سيد عبدالرازق يوسف: محمود فهمي النقراشي (1888- 1948)، مكتبة مدبولي، طـ1، 1995م، صـ 621، 622.

2-    الإخوان المسلمون العدد (4) 17 صفر 1363هـ 12 فبراير 1944م مقال تحت عنوان انتشار الأمراض في المجتمع.

3-    ريتشارد ميتشل: الإخوان المسلمون، ترجمة عبد السلام رضوان، مكتبة مدبولي، 1977م، صـ452.

4-    مجلة الإخوان المسلمين، العدد (28)، السنة الثانية، 17صفر 1363ﻫ/ 12فبراير 1944م، صـ8، 18.

5-    مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية الأعداد 217, 218, 219, 220, 221, 222, 223, 224, السنة السادسة /ذو الحجة 1367, ومحرم وصفر 1368, 1948صـ23.

6-    جريدة الأهرام المصرية: الموافق 4 مارس 1949م، صـ7.

7-    موقع كلية الهندسة جامعة القاهرة: معمل أبحاث ميكانيكا التربة والأساسات، https://bit.ly/2xkmTZl

8-    محمد الدسوقي رشدي: إخواني فى السجن= فضيحة لمصر، اليوم السابع يوم 22 - 12 – 2010م، https://bit.ly/2U4Sead

9-    محمود عزت: الإخوان يشكلون لجنةً لاحتواء تداعيات أنفلونزا الطيور، إخوان أون لاين، 26 فبراير 2006م، https://bit.ly/2Jg5Fiq

10-    الإخوان المسلمون: انفلونزا الخنازير أخطر من القنبلة الهيدروجينية: موقع الأقباط متحدون، 30 أبريل 2009م، https://bit.ly/2QKNqWx