قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات: إن سلطات الاحتلال تعمل على استثمار أي أحداث ومستجدات لفرض المزيد من السيطرة على المسجد الأقصى، والتدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية.

وأوضحت في تقرير عن شهر مارس الماضي , الأربعاء، أنه منذ بداية انتشار فايروس "كوفيد 19 - كورونا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة بدأت سلطات الاحتلال في محاولات فرض المزيد من التضييق على الأقصى ورواده، فمن محاولة تقليل أعداد المصلين، وإغلاق بعض أبواب المسجد، إلى فرض غرامة مالية كبيرة على مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية لعدم إيقاف صلاة الجمعة في الأقصى.

وأضافت أن هذه صورة مصغرة عن الاستراتيجية التي يتبعها الاحتلال في القدس، مستفيدًا من أي تطورات مهما كان مصدرها.

لفتت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال ارتكبت 7 انتهاكات بحق البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك .

وأوضحت أنه ومع بداية انتشار فايروس "كورونا" بين المستوطنين، وقبل قرار الأوقاف الاسلامية في القدس ايقاف الصلاة في المسجد الأقصى بدأت سلطات الاحتلال محاولاتها لإغلاق بعض أبواب المسجد الأقصى، وأبقت قوات على ثلاثة أبواب مفتوحة فقط لدخول المصلين، وهي: حطة والمجلس والسلسلة.

وأكدت أن سلطات الاحتلال في المقابل لم تغلق باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين ولم تغفل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عن إجراءات السلامة.

وشددت على أنه ولقطع الطريق أمام الاحتلال أعلن مدير المسجد الأقصى "أن دائرة الأوقاف الإسلامية قررت إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى المبارك لمنع انتشار فايروس "كورونا"، على أن تقام جميع الصلوات في باحات المسجد الأقصى المبارك الخارجية، مع الإبقاء على فتح جميع أبواب الأقصى أمام المصلين.

هذا وأبعدت سلطات الاحتلال نائب مدير عام أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات لمدة أسبوع، مع إمكانية تجديد مدة الإبعاد بعد انتهاء الأسبوع.

وغرّمت سلطات الاحتلال مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب بمبلغ 5 آلاف شيكل، لعدم منعه المصلين من أداء صلاة الجمعة في الأقصى،  ولم تقف هذه الاعتداءات عند مسؤولي دائرة الأوقاف الإسلامية فقط، بل شملت مصلين في الأقصى.

كما غرّمت قوات الاحتلال أربعة مصلين بمبلغ 5 آلاف شيكل لكلٍ منهم بذريعة "مخالفة قرارات وزارة الصحة الصهيونية-" للوقاية من "كورونا"، مع تأكيد الشبان مراعاتهم المسافة الآمنة في ما بينهم.

وذكرت الهيئة أن عشرات المستوطنين دنسوا القديمة باحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى) رغم اجراءات الوقاية من فيروس كورونا وقرار منع التجمع؛ الذي تطبقه سلطات الاحتلال على المصلين على أعتاب المسجد الأقصى في إطار حالة الطوارئ التي أعلنها الاحتلال كما سمحت لمئات المتدينين من "الحريديم" بالتوجه إلى حائط البراق، لأداء صلوات وطقوسٍ تلمودية.

وذكرت أن المدينة شهدت جرائم تجريف وهدم واجراءات تهويد أبرزها الموافقة على مشروع شق طريق جديد يفصل بين المستوطنين والفلسطينيين في القدس المحتلة.

وحوّل الاحتلال مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى أكبر تجمع استيطاني في المناطق المحتلة، أي أن هذا الفصل سيسهل على الاحتلال بناء المزيد من المستوطنات. ويعود مشروع هذا الطريق إلى 10 سنوات ماضية، وتمت الموافقة عليه في هذا التوقيت.

وذكرت الهيئة أن بلدية الاحتلال بالقدس لمصادرة أراضٍ تبلغ مساحتها 4 دونمات في حي وادي الربابة لإقامة حدائق عامة وبناء جسر تهويدي بطول 197 مترًا وارتفاع 30 مترًا.

وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية علّق في 23 من مارس الجاري حضور المصلين من جميع أبواب المسجد الأقصى لفترة مؤقتة، استجابة لتوصيات العلماء والجهات الطبية، حفاظا على صحة وحياة المصلين بعد وصول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى القدس المحتلة.

واستثنى تعليق الحضور جميع الموظفين والعمال والحراس، كما استمر رفع الأذان في كافة الصلوات على أن يؤدي الموجودون الصلوات في الساحات مع مراعاة الإرشادات الصحية.

وأغلقت أبواب المسجد كلها باستثناء بابي الأسباط والسلسلة، ولم يخل الأمر من شرطة وقوات الاحتلال في محيط الأقصى وداخله حيث يتجوّل أفرادها داخله، ويواصلون دخول مصلى باب الرحمة بأحذيتهم.