تفاعل الإخوان المسلمون مع قضية مسلمي الهند والاعتداءات التي طالتهم من قبل الهندوس وتحركت الجماعة بإرسال عدة برقيات ورسائل في إطار سعيها لإنهاء تلك الاعتداءات.

فتقول الجماعة في إحدى برقياتها:

ينتهز الإخوان المسلمون بمملكة وادي النيل فرصة المحادثات المتبادلة بين اللورد مونتباتن وزعماء الهند بصدد مشكلة الهند، كما ينتهزون فرصة وجود الأستاذ مصطفى مؤمن مندوب مصر بالمؤتمر الآسيوي، فيؤكدون تأييدهم لقضية الباكستان العادلة، ويعتبرونها الحل الوحيد للمشكلة الهندية وتحقيق نهضة الهند الجديدة.

كتبت المجلة قبل إيراد البرقية:

"أرسل فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين بالمملكة المصرية برقيات بالصورة الآتية إلى حضرات:

كما وجهت الجماعة برقيات إلى السيد جناح وغاندي وجوهر لال نهرو واللورد مونتباتن، وجاء نص تلك البرقيات كالتالي:

إلى رئيس الباكستان القائد الأعظم كراتشي:

الإخوان المسلمون في حزن عميق للدماء المهراقة من إخوانهم مسلمي الهند نرجو لهم منزلة الشهداء ولكم ولذويهم جميل العزاء. أبرقنا إلى مونتباتن ونهرو وغاندي نحملهم مسئولية التقصير في منع هذا البغي ونحن معكم قلبيا وعمليا. راجعنا مفوضيات الدول عندنا، وفعلنا وسنفعل كل ما نستطيعه وما تطلبونه. الصبر والثبات مقدمة النصر.

كما أرسل الإمام البنا إلى كل من المهاتماه غاندي وجواهر لال نهرو واللورد مونتباتن البرقية التالية:

دماء المسلمين التي تسفك في أرض الهند ملأت قلوب مسلمي العالم حزنا وغيظا، والإسلام دين سلم إلا إذا اعتُدي على أهله. والإخوان المسلمون باسم العالم العربي والإسلامي يحملونكم مسئولية التقصير في الحزم لمنع الاعتداء على إخوانهم. للدم صوت يصرخ ويعود بالشر على أهل البغي. إن اكتسابكم محبة المسلمين أفضل من الدوافع لإهراق هذه الدماء.

وأرسل إلى زعيم الرابطة الإسلامية ما يلي:

حضرة الأخ الفاضل السيد علي محمد خان رئيس الرابطة الإسلامية بلندن.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد.. فإن صدى ندائكم الموجه إلى الإخوان المسلمين بواسطة مكتب صحيفتهم بلندن تردد صداه في مصر مجلجلاً مدويًا، لبيك ثم لبيك أيها الأخ في الإسلام.

لقد بادرنا في الحال إلى كل ما أشرتم إليه، أبرقنا إلى مونتباتن وغاندي ونهرو نحملهم مسئولية التقصير في منع هذه المذابح الهمجية المخجلة، وقلنا لهم إن الإسلام دين السلام، وأهله لا يقاتلون إلا مدافعين، ومن الخير للهند أن تكسب محبة مسلمي العالم بمحاسنة المسلمين من أبنائها.

وأبرقنا إلى القائد الأعظم بتأييد ومواساة إخواننا مسلمي الهند والدعاء لضحاياهم بمنزلة الشهداء. راجعنا وسنراجع مفوضيات الدول عندنا، وفعلنا وسنفعل كل ما نستطيعه وما تشيرون به.

المسلمون كلهم كالجسد الواحد، ونحن أعضاء في هذا الجسد مستعدة لتكون في خدمته. نشكركم على الاتصال بنا بواسطة مكتب جريدتنا في لندن ويسرنا استمرار هذا الاتصال للتعاون على الحق والخير.

كما أرسل الإمام البنا برقية إلى الوزراء المفوضين للحكومات العربية في مصر بالكتاب التالي:

تحية واحترامًا ونرجو أن تكونوا بكل خير وهناءة.

وبعد.. فإن المذابح الدامية والدماء المراقة في الهند بلغت حدًّا يقض مضجع كل إنسان كريم، ويهدد السلم في الشرق بخطر داهم إذا لم تتعاون الجهود على حسم الخلاف ورفع الاعتداء بقدر ما نستطيع.

والإخوان المسلمون يرجونكم رجاءً حارًّا أن ترفعوا إلى حكومتكم طلبهم بأن تقوم بواجبها الإنساني في محاولة التدخل لإيقاف هذه المذابح البغيضة وكبح جماح هذه الوحشية القاسية، وجزاكم الله خيرًا، وتفضلوا بقبول تحياتنا.

-------------
جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (288)، السنة الأولى، 18 جمادى الأولى 1366ه 10 أبريل 1947م، ص(2)